حقوق‏ ‏المرأة‏ ‏المعطلة


السيدة‏ ‏الدكتورة‏ ‏حكمت‏ ‏أبو‏ ‏زيد‏. ‏وزيرة‏ ‏الشئون‏ ‏الاجتماعية‏ ‏دفعها‏ ‏إحساسها‏ ‏بكيان‏ ‏المرأة‏, ‏وحرصها‏ ‏علي‏ ‏المحافظة‏ ‏علي‏ ‏حقوقها‏ ‏إلي‏ ‏حث‏ ‏المرأة‏.. ‏كل‏ ‏امرأة‏ ‏علي‏ ‏الإسراع‏ ‏بتقييد‏ ‏اسمها‏ ‏في‏ ‏جداول‏ ‏الانتخابات‏ ‏للمساهمة‏ ‏والمشاركة‏ ‏في‏ ‏الإدلاء‏ ‏بصوتها‏ ‏في‏ ‏الانتخابات‏, ‏ونفس‏ ‏هذا‏ ‏الدافع‏ ‏النبيل‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏حث‏ ‏بعض‏ ‏الكتاب‏ ‏من‏ ‏الرجال‏ ‏الذين‏ ‏يؤمنون‏ ‏بحقوق‏ ‏المرأة‏, ‏وبقدرتها‏ ‏علي‏ ‏التأثير‏ ‏في‏ ‏المجتمع‏ ‏إلي‏ ‏الكتابة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏, ‏وتنبيهها‏ ‏وتذكيرها‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏مرة‏ ‏لتمارس‏ ‏حقا‏ ‏من‏ ‏حقوقها‏ ‏السياسية‏ ‏التي‏ ‏منحت‏ ‏لها‏. ‏ولو‏ ‏أن‏ ‏المرأة‏ ‏حرصت‏ ‏من‏ ‏تلقاء‏ ‏نفسها‏ ‏علي‏ ‏ممارسة‏ ‏هذا‏ ‏الحق‏ ‏لما‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏داع‏ ‏لأن‏ ‏تدفع‏ ‏السيدة‏ ‏الوزيرة‏, ‏والكتاب‏ ‏التقدميين‏ ‏إلي‏ ‏الكتابة‏ ‏بالتذكير‏.‏
والواقع‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏عددا‏ ‏كبيرا‏ ‏يشكل‏ ‏نسبة‏ ‏ضخمة‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏مازالوا‏ ‏يطالبون‏ ‏بحقوق‏ ‏ويؤكدون‏ ‏أنها‏ ‏من‏ ‏حقهم‏ ‏ولكنهم‏ ‏لا‏ ‏يفكرون‏ ‏في‏ ‏انتزاع‏ ‏هذه‏ ‏الحقوق‏ ‏أو‏ ‏ممارستها‏. ‏فالمرأة‏ ‏التي‏ ‏تعلمت‏ ‏وتفوقت‏ ‏ووصلت‏ ‏إلي‏ ‏درجات‏ ‏علمية‏ ‏تفوق‏ ‏الرجل‏ ‏أحيانا‏, ‏المرأة‏ ‏التي‏ ‏شغلت‏ ‏مناصب‏ ‏مختلفة‏ ‏وخطيرة‏ ‏واستطاعت‏ ‏أن‏ ‏تثبت‏ ‏جدارتها‏, ‏تلك‏ ‏المرأة‏ ‏مازالت‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏ ‏يقعدها‏ ‏أي‏ ‏سبب‏ ‏بسيط‏ ‏عن‏ ‏المساهمة‏ ‏الفعالة‏ ‏في‏ ‏تطوير‏ ‏مجتمعها‏ ‏والتأثير‏ ‏فيه‏. ‏فمن‏ ‏واقع‏ ‏الاحصائيات‏ ‏تظهر‏ ‏هذه‏ ‏الحقيقة‏ ‏بجلاء‏ ‏من‏ ‏تعداد‏ ‏المرأة‏ ‏في‏ ‏الجمهورية‏ ‏العربية‏ ‏المتحدة‏, ‏ثم‏ ‏تعداد‏ ‏المرأة‏ ‏التي‏ ‏فوق‏ ‏سن‏ ‏الثامنة‏ ‏عشرة‏, ‏وتعداد‏ ‏المرأة‏ ‏العاملة‏ ‏المنتجة‏, ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏معرفة‏ ‏عدد‏ ‏اللواتي‏ ‏قيدن‏ ‏فعلا‏ ‏في‏ ‏جداول‏ ‏الانتخابات‏.‏
ومن‏ ‏المؤسف‏ ‏أن‏ ‏تنتظر‏ ‏المرأة‏ ‏حتي‏ ‏يذكرها‏ ‏الرجل‏ ‏بأن‏ ‏هناك‏ ‏حقا‏ ‏لها‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تمارسه‏, ‏من‏ ‏المؤسف‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏تنتظر‏ ‏المرأة‏ ‏حتي‏ ‏تناديها‏ ‏السيدة‏ ‏وزيرة‏ ‏الشئون‏ ‏الاجتماعية‏ ‏وتحثها‏ ‏علي‏ ‏ممارسة‏ ‏بعض‏ ‏حقوقها‏.‏
‏ ‏وتكاد‏ ‏المرأة‏ ‏تثبت‏ ‏صدق‏ ‏الذين‏ ‏يقولون‏ ‏إنها‏ ‏متناقضة‏ ‏مع‏ ‏نفسها‏ ‏فهي‏ ‏تؤمن‏ ‏بأنها‏ ‏مساوية‏ ‏للرجل‏ ‏في‏ ‏كافة‏ ‏الحقوق‏, ‏ثم‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏نفسه‏ ‏تهمل‏ ‏ممارسة‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الحقوق‏.‏
والمرأة‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏تتهم‏ ‏الرجل‏ ‏بأنه‏ ‏يحاول‏ ‏أن‏ ‏يثبت‏ ‏سيادته‏ ‏عليها‏, ‏ويحاول‏ ‏أن‏ ‏يؤكد‏ ‏هذه‏ ‏السيادة‏ ‏في‏ ‏تصرفاته‏. ‏فهو‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏يؤمن‏ ‏أنه‏ ‏أفضل‏ ‏منها‏, ‏وفي‏ ‏البيت‏ ‏هو‏ ‏رب‏ ‏البيت‏ ‏وسيده‏ ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏أبا‏ ‏و‏ ‏أخا‏ ‏أو‏ ‏زوجا‏ ‏و‏ ‏حتي‏ ‏ابنا‏, ‏حتي‏ ‏تقاليد‏ ‏المجتمع‏ ‏الموروثة‏ ‏كلها‏ ‏من‏ ‏صنع‏ ‏الرجل‏, ‏وضعت‏ ‏خصيصا‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏المحافظة‏ ‏علي‏ ‏مصالحه‏, ‏وهي‏ ‏تبكي‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الظلم‏ ‏مطالبة‏ ‏الرجل‏ ‏والمجتمع‏ ‏أن‏ ‏يعاملها‏ ‏معاملة‏ ‏الند‏ ‏للند‏ ‏فهي‏ ‏إنسانة‏ ‏مثل‏ ‏الرجل‏ ‏تماما‏. ‏ولكن‏ ‏المرأة‏ ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏هذا‏, ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏تصل‏ ‏إلي‏ ‏حق‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الحقوق‏ ‏بفضل‏ ‏جهاد‏ ‏صفوة‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏ومساندة‏ ‏بعض‏ ‏الرجال‏ ‏تترك‏ ‏هذا‏ ‏الحق‏ ‏وتهمله‏, ‏وقد‏ ‏تنساه‏ ‏تماما‏, ‏كما‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الأمر‏ ‏بالنسبة‏ ‏لها‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏يعني‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏الحصول‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الحق‏, ‏وليس‏ ‏من‏ ‏المهم‏ ‏بالمرة‏ ‏ممارسته‏, ‏والتمتع‏ ‏به‏.‏
ولقد‏ ‏حصلت‏ ‏المرأة‏ ‏علي‏ ‏حق‏ ‏الانتخاب‏ ‏وحق‏ ‏الترشح‏. ‏ولكن‏ ‏الذي‏ ‏حدث‏ ‏أنها‏ ‏اهملت‏ ‏ممارسة‏ ‏هذا‏ ‏الحق‏ ‏والتمسك‏ ‏به‏. ‏فنحن‏ ‏نري‏ ‏الجامعيات‏ ‏والمثقفات‏ ‏والموظفات‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏ينظرن‏ ‏إلي‏ ‏حقهن‏ ‏السياسي‏ ‏نظرة‏ ‏استخفاف‏ ‏فالجامعية‏ ‏تجد‏ ‏الوقت‏ ‏الكافي‏ ‏لانتقاء‏ ‏ثيابها‏, ‏واختيار‏ ‏نوع‏ ‏الماكياج‏ ‏الذي‏ ‏يناسبها‏, ‏والتفنن‏ ‏في‏ ‏اختيار‏ ‏تسريحة‏ ‏الشعر‏ ‏الملائمة‏. ‏والذهاب‏ ‏إلي‏ ‏الكلية‏ ‏طوال‏ ‏اليوم‏, ‏والتحدث‏ ‏إلي‏ ‏الصديقات‏ ‏والذهاب‏ ‏إلي‏ ‏الندوات‏ ‏والاشتراك‏ ‏في‏ ‏الرحلات‏, ‏ولكنها‏ ‏لا‏ ‏تجد‏ ‏وقتا‏ ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏لتشارك‏ ‏في‏ ‏مظهر‏ ‏من‏ ‏مظاهر‏ ‏الحياة‏ ‏السياسية‏, ‏وتمارس‏ ‏حقا‏ ‏ظلت‏ ‏سنين‏ ‏طويلة‏ ‏تنتظر‏ ‏الحصول‏ ‏عليه‏.‏
والوظيفة‏ ‏التي‏ ‏تجد‏ ‏من‏ ‏حقها‏ ‏أن‏ ‏تخرج‏ ‏إلي‏ ‏العمل‏, ‏ومن‏ ‏حقها‏ ‏أن‏ ‏يقدر‏ ‏زوجها‏ ‏ظروف‏ ‏عملها‏, ‏ومن‏ ‏حقها‏ ‏أن‏ ‏توفر‏ ‏الدولة‏ ‏لها‏ ‏دور‏ ‏الحضانة‏ ‏التي‏ ‏تطمئن‏ ‏فيها‏ ‏علي‏ ‏أولادها‏ ‏تنسي‏ ‏أن‏ ‏من‏ ‏واجبها‏ ‏أن‏ ‏تشترك‏ ‏في‏ ‏ممارسة‏ ‏حقها‏ ‏السياسي‏. ‏وتجد‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏الموظفات‏ ‏يجبن‏ ‏بهزة‏ ‏في‏ ‏الكتف‏, ‏بل‏ ‏أن‏ ‏الكثيرات‏ ‏يجدن‏ ‏مشقة‏ ‏كبيرة‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏يذهبن‏ ‏لمدة‏ ‏ساعة‏ ‏أو‏ ‏أكثر‏ ‏إلي‏ ‏مقر‏ ‏لجنة‏ ‏الانتخاب‏ ‏للإدلاء‏ ‏بأصوتهن‏. ‏سمعت‏ ‏واحدة‏ ‏تقول‏ ‏هل‏ ‏جننت‏ ‏حتي‏ ‏أضيع‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ثلاث‏ ‏ساعات‏ ‏في‏ ‏الذهاب‏ ‏والعودة‏ ‏من‏ ‏وإلي‏ ‏مقر‏ ‏لجنة‏ ‏الانتخاب‏, ‏لماذا‏ ‏جعلوها‏ ‏في‏ ‏آخر‏ ‏الدنيا؟‏ ‏ليس‏ ‏عندي‏ ‏الوقت‏ ‏لأضيعه‏ ‏بهذه‏ ‏الطريقة‏, ‏إن‏ ‏صوتي‏ ‏لن‏ ‏يؤثر‏ ‏في‏ ‏شيء‏.‏
أما‏ ‏ربة‏ ‏البيت‏ ‏فهي‏ ‏تعتبر‏ ‏نفسها‏ ‏بعيدة‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الأجواء‏, ‏لقد‏ ‏اختارت‏ ‏المنزل‏, ‏ورأت‏ ‏أن‏ ‏تتخذه‏ ‏مملكتها‏, ‏ورأت‏ ‏أن‏ ‏العالم‏ ‏الخارجي‏ ‏بعيد‏ ‏عنها‏, ‏والأولي‏ ‏أن‏ ‏تساهم‏ ‏فيه‏ ‏المرأة‏ ‏التي‏ ‏تعمل‏, ‏وتخرج‏ ‏إلي‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏في‏ ‏المجتمع‏. ‏إن‏ ‏البقاء‏ ‏مع‏ ‏طفلها‏ ‏في‏ ‏المنزل‏ ‏أهم‏ ‏في‏ ‏نظرها‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تخرج‏ ‏خصيصا‏ ‏لممارسة‏ ‏حقها‏ ‏السياسي‏.‏
فهل‏ ‏نسيت‏ ‏المرأة‏ ‏أن‏ ‏أي‏ ‏حق‏ ‏متي‏ ‏أهمله‏ ‏صاحبه‏ ‏أصبح‏ ‏من‏ ‏الصعب‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏يثبت‏ ‏أنه‏ ‏يستحقه‏ , ‏وأن‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يتمتع‏ ‏به‏. ‏وهل‏ ‏تريد‏ ‏المرأة‏ ‏أن‏ ‏يتهمها‏ ‏الرجل‏ ‏بالتناقض‏, ‏وبأنها‏ ‏إنما‏ ‏تجري‏ ‏وراء‏ ‏مظاهر‏ ‏زائفة‏ ‏فقط‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏تطالب‏ ‏فيه‏ ‏بحق‏ ‏سياسي‏ ‏أو‏ ‏حق‏ ‏اجتماعي‏ ‏هل‏ ‏تريد‏ ‏المرأة‏ ‏أن‏ ‏يضحك‏ ‏الرجل‏ ‏عليها‏ ‏ويسخر‏ ‏منها‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏يراها‏ ‏غير‏ ‏حريصة‏ ‏علي‏ ‏حقوقها‏, ‏وبالتالي‏ ‏غير‏ ‏جديرة‏ ‏بها؟
أليس‏ ‏من‏ ‏المخجل‏ ‏أن‏ ‏تهمل‏ ‏المرأة‏ ‏حقا‏ ‏من‏ ‏حقوقها‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏يذكرها‏ ‏الرجل‏!‏
ليلي‏ ‏الحناوي

تاريخ الخبر: 2023-09-19 09:21:34
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

مدرب بيراميدز: مباراة الزمالك كانت صعبة.. وأنا أفعل مثل جمهور الأهلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-07-27 03:22:43
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 38%

حفل افتتاحي كبير يدشن رسميا أولمبياد باريس 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-07-27 03:24:25
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

اللمسة المغربية حاضرة..حفل افتتاحي كبير يدشن رسميا أولمبياد باريس(فيديو)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-27 03:23:21
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 84%

وزارة الصحة توجه رسالة هامة للأمهات حول تناول أطفالهن الرضع العصائر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-07-27 03:22:47
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 38%

بنزيما أهدر «ركلة جزاء».. فخسر «الاتحاد» كأس أنطونيو - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-07-27 03:25:09
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

أكثر من 485,000 عامل مطلوب في كندا للفترة 2024/2025

المصدر: الوظيفة مروك - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2024-07-27 03:26:04
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 86%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info oslobet
Turbanli Porno lezbiyen porno
Anal Porno izle
ankara escort
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
yeni.bio
تحميل تطبيق المنصة العربية