لم يطفئ أعنف زلزال يضرب المغرب منذ قرن، “بهجة” مدينة مراكش السياحية التي لملمت جراحها وعادت الحياة تدب في أوصال مزاراتها ومعالمها السياحية التي تستقطب ملايين السياح من مختلف دول المعمور.
وتشير إحصائيات صادرة عن الاتحاد الإسباني لوكالات السفر، إلى أن 15 ألف سائح إسباني فضلوا مواصلة قضاء عطلتهم الصيفية بالمغرب، من بينهم ما يزيد عن 5000 شخص يوجدون حاليا بمراكش التي شملتها الهزة الأرضية القوية التي ضربت المملكة الجمعة الفائتة، مخلفة أزيد من 2900 قتيل وخسائر هائلة في الممتلكات وفي البنى التحتية.
وفي وقت سادت فيه مخاوف من توقف القلب النابض للسياحة المغربية إثر الزلزال، خصوصا وأنه تزامن مع ذروة الموسم السياحي، تؤكد معطيات استقتها “الأيام 24” من بعض مهنيي القطاع بمراكش أن قساوة الزلزال لم تطفئ شعلة المدينة الحمراء المدرجة منذ عام 1985 على قائمة “اليونيسكو”، لكنها أثرت نوعا ما على النشاط السياحي، إذ بلغت نسبة إلغاء حجوزات الفنادق بالمدينة 10 في المائة.
وقرر العديد من السياح الذي قصدوا المملكة في وقت سابق للاستجمام، المكوث بها رغم الظروف الصعبة التي تجتازها جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على سلم “ريختر”، والذي حتّم على بعضهم قضاء الليلة الأولى من الفاجعة في الساحات العمومية.
وباستثناء فرنسا التي كانت خارجيتها قد أعلنت عن وفاة 4 من مواطنيها وإصابة 15 آخرين إثر زلزال الحوز، دون أن توضح هل يتعلق الأمر بسياح أم مقيمين، لم تسجل أي وفيات في صفوف السياح الأجانب.
ويراهن المغرب على استئناف الأنشطة السياحية تنفيذا لتوجيهات الملك المتعلقة بالاستئناف الفوري للأنشطة الاقتصادية بالمناطق المتضررة من الزلزال، وهو ما شكل محور جلسة عمل عقدتها وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، الأسبوع الماضي، مع مهنيي القطاع.
من جهته، بادر المكتب الوطني للسياحة في اليوم الموالي للزلزال، إلى ربط الاتصال مع منظمي الرحلات السياحية وشركات الطيران، من أجل طمأنتهم وتشجيعهم على مواصلة برمجة وجهات سياحية إلى المغرب.
وأفاد المكتب بأن الوضع في مراكش عاد إلى طبيعته، لافتا إلى أن السلطات قامت بتحديد المباني القليلة التي تعرضت إلى أضرار، بينما ظلت المؤسسات السياحية والفندقية في أمان، ولم يمسسها أي ضرر نظرا إلى كون بناياتها تستجيب إلى المعايير الزلزالية.
