الأمم المتحدة تعلن: النظام الإنساني العالمي على وشك الانهيار


– الأففمين العام: الأمواج تجرف جثث ضحايا درنة بينما يتشمس المليارديرات على يخوتهم الفاخرة

– الليبيون ضحايا ويلات المناخ والصراع والقادة الذين لم يجدوا طريقا للسلام

– انطلاق قمة “الطموح المناخي” لحماية الارض وتحقيق العدالة

– مصر تشارك في مبادرة “التنمية العالمية” على هامش اعمال الجمعية العامة

– النمسا تدعم الأمن الغذائي ب 60 مليون يورو وتقدم جائزو كوفي عنان للابتكار

– “المُسرع العالمي” خلق 400 مليون فرصة عمل خلال العامين الماضيين

– منتدى سياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة يعتمد إعلانا سياسيا لتسريع تحقيق خطة 2030

“منذ أيام قليلة، شاهدنا رؤيا من الجحيم، منظر طبيعي مرعب وصادم، نتيجة تجميع العديد من المشاكل التي تواجه العالم. لقد فقد آلاف الأشخاص حياتهم في درنة، ليبيا، في فيضانات غير مسبوقة ذات أبعاد أسطورية. كانوا ضحايا عدة ويلات. ضحايا سنوات الصراع. ضحايا الفوضى المناخية ضحايا القادة الذين، هناك وفي أماكن أخرى، لم يتمكنوا من إيجاد الطريق إلى السلام. عاش سكان درنة وماتوا في بؤرة هذه اللامبالاة: في 24 ساعة، تساقط من السماء ما يعادل 100 ضعف كمية الأمطار الشهرية، وفشلت السدود وانهارت بعد سنوات من الحرب والإهمال، اما سكان هذه المناطق فقد تم محوهم من الخريطة. وبينما نتحدث الآن، تجرف الأمواج جثث الضحايا إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، بينما يتشمس المليارديرات على يخوتهم الفاخرة. ” بهذه الكلمات المؤلمة بدأ الامين العام للأمم المتحدة انطونيو جويتريش حديثه للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين المنعقدة في المدينة الأمريكية نيويورك حاليًا.

وسلط انطونيو الضوء على ما حدث في ليبيا والمغرب باعتباره أحد آثار تغير المناخ، وتراجع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي لا تترك احد خارج الركب، وكمل قائلاً:” درنة.. لقطة حزينة لحالة عالمنا، الذي اجتاحه سيل من عدم المساواة والظلم، وأصابه بالشلل في مواجهة التحديات المقبلة. عالمنا مقلوب رأسا على عقب. التوترات الجيوسياسية تتفاقم. التحديات العالمية تتضاعف. ويبدو أننا غير قادرين على توحيد القوى لمواجهتها. إننا نتصارع مع عدد كبير من التهديدات الوجودية ــ من أزمة المناخ إلى التكنولوجيات المعطلة للأنظمة القديمة ــ حتى ونحن نبحر في فترة انتقالية فوضوية. خلال معظم فترة الحرب الباردة، كان يُنظر إلى العلاقات الدولية إلى حد كبير من منظور القوتين العظميين. ثم جاءت فترة قصيرة من القطبية الأحادية. ونحن الآن نتحرك بسرعة نحو عالم متعدد الأقطاب. وهذا تطور إيجابي في كثير من النواحي، ويجلب آفاقا جديدة للعدالة والتوازن في العلاقات الدولية. ولكن التعددية القطبية وحدها لا يمكن أن تكون ضمانة للسلام.

وتابع الامين العام:” وفي مواجهة كل هذه الأزمات، أصبح النظام الإنساني العالمي على وشك الانهيار. الاحتياجات تتزايد. والتمويل ينضب. وتضطر عملياتنا الإنسانية إلى اللجوء إلى تخفيضات هائلة. ولكن إذا لم نمنح الغذاء للجياع، فإننا نؤجج الصراع. ،وإنني أحث جميع البلدان على تكثيف نداءنا الإنساني العالمي وتمويله بالكامل. إن هيكل السلام والأمن يتعرض لضغوط غير مسبوقة.ولهذا السبب، فإننا، أثناء التحضير لقمة المستقبل، نقترح على الدول الأعضاء أفكارا في إطار برنامج جديد للسلام، على أساس الميثاق والقانون الدولي.تقدم هذه الأجندة الجديدة رؤية موحدة لمعالجة التهديدات الموجودة بالفعل وتلك الناشئة في هذا العالم الذي يمر بمرحلة انتقالية.

واضاف جويتريش: المطلوب هو دعوة الدول إلى تجديد التزامها بعالم خال من الأسلحة النووية ووقف تآكل نظام نزع السلاح النووي وتحديد الأسلحة؛ تعزيز الوقاية على نطاق عالمي من خلال الاستفادة قدر الإمكان من قدرات الأمم المتحدة وقدرتها على عقد الاجتماعات ومن مساعينا الحميدة لسد الانقسامات الجيوسياسية؛ تعزيز الوقاية على المستوى الوطني من خلال ربط الإجراءات لصالح السلام والتقدم نحو أهداف التنمية المستدامة؛ وضع قيادة المرأة ومشاركتها في قلب عمليات صنع القرار والالتزام بالقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة؛ إثارة تفكير واسع النطاق بشأن صون السلام، أن تكون أكثر مرونة وقدرة على التكيف وأن توفر، منذ البداية، استراتيجيات انتقال وخروج تطلعية؛ ودعم المبادرات التي تتخذها المنظمات الإقليمية ــ وأبرزها الاتحاد الأفريقي ــ لفرض السلام، من خلال تفويضات واضحة من مجلس الأمن وتمويل يمكن التنبؤ به.ويتطلب حل السلام أيضا أطر حكم جديدة لمعالجة التهديدات الناشئة ــ سواء الذكاء الاصطناعي أو الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل، التي تعمل دون سيطرة بشرية. ويرتبط السلام ارتباطا وثيقا بالتنمية المستدامة.

قمة الطموح المناخي

في ذات السياق الرامي لحماية الكوكب من اثار الصراعات والكوارث الطبيعية والمناخية، التقى قادة العالم والشركات العملاقة والخبراء في قمة الطموح المناخي الاربعاء الماضي ، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تزامنا مع بدء أعمال الدورة ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة، والأسبوع رفيع المستوى لها، وذلك لتسريع وتيرة السباق من أجل حماية كوكب الأرض. جاءت القمة بعد ان أبرز التقييم العلمي الأخير الذي أجرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ . إنّ الضرر الناجم عن أزمة المناخ واسع النطاق، ولا تزال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية عند مستويات قياسية.و يحتاج العالم إلى تخفيضات فورية وعميقة في الانبعاثات الآن، وعلى مدار العقود الثلاثة القادمة، للحد من الاحتباس الحراري.

ويتم تنفيذ نتائج القمة على ثلاثة مسارات، اولها الطموح حيث يقدم قادة الحكومات (وخاصة الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات) مساهمات محددة وطنياً محدثة قبل عام 2030 (على النحو المتفق عليه في قمة جلاسكو)؛ للوصول لما اسموه صفر انبعاثات مع خطط للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري؛ وعلى راسه الفحم وأهداف أكثر طموحًا بشأن الطاقة المتجددة؛ وتعهدات بشأن الصندوق الأخضر للمناخ.

أما المسار الثاني فيتعلق بالمصداقية .حيث يقدم قادة الشركات والمدن والمناطق والمؤسسات المالية خططًا انتقالية تنفيذ الالتزام لما ورد في المسار الأول تماشبا مع معيار المصداقية المدعوم من الأمم المتحدة.

ويتعلق المسار الثالث بالتنفيذ إذ يقدم قادة الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني شراكات تنفيذ قائمة أو ناشئة لمواجهة التحديات والفرص المتعلقة بتسريع إزالة الكربون من القطاعات عالية الانبعاثات منها الطاقة والشحن والطيران والفولاذ والأسمنت إصلاح النظام المالي الدولي، أنظمة الإنذار المبكر، التكيف، الخسائر والأضرار.

كما شهدت القمة افتتاح صندوق الخسائر والأضرار الذى تم اطلاقه أثناء الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27). للتمويل ومساعدة الدول المتضررة من الاثار الكارثة للتغير المناخي

مبادرة التنمية العالمية

على صعيد متصل قام د. سامح شكري وزير الخارجية، بالمشاركة في الاجتماع رفيع المُستوى لمجموعة أصدقاء “مبادرة التنمية العالمية”، والتي تهتم بتعزيز الجهود الدولية للتعامل مع التحديات التنموية التي يشهدها العالم، فضلاً عن كونها منصة هامة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات فى مجال التعاون التنموي.وينعقد الاجتماع على هامش أعمال الشق رفيع المُستوى للدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بدعوة من الصين.، وأكد شكري علي أهمية المشروعات التي تم تنفيذها في إطار “مبادرة التنمية العالمية”، لا سيما في مجالات الزراعة وتسهيل التجارة الإلكترونية مضيفا أن رؤية مصر تطوير القطاع الزراعي وتيسير حركة التجارة الدولية تظل ضمن أهم الأدوات الرئيسية لمساعدة البلدان النامية في القضاء على الفقر، وفي نهاية المطاف، اكتساب مزيد من الموارد والقدرات التي تمكنها من تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل كامل، وفقاً للإطار الزمني المتفق عليه دوليا.واشار وزير الخارجية إلي دعم مصر الكامل لـ”مبادرة التنمية العالمية” منذ إطلاقها في سبتمبر 2021 ومشاركتها منذ ذلك الحين في جميع أنشطتها.

منتدى التنمية المستدامة

على صعيد مواز انطلق منتدى التنمية المستدامة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 هي دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر والحفاظ على كوكب الارض وبمثابة خريطة طريق للإنسانية، تسمح باتخاذ عمل مشترك نحو عالم أكثر عدلاً وإنصافًا. وذلك ايضاً على هامش اعمال الدورة 78 للجمعية العامة للامم المتحدة ، وناقش المنتدى التراجع الملحوظ في تحقيق اهداف التنمية المستدامة التي من شانها ان تقلل اثار التغير المناخي، فانه على الرغم من الالتزامات بالقضاء على الفقر ومحاربة الجوع، لا يزال حوالي 1.2 مليار شخص يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، في حين سيظل 680 مليون شخص يعانون من الجوع في عام 2030. وهو ما ادى الى تراجع في تحقيق خطة التنمية المستدامة.

في هذا الاطار اعتمد زعماء العالم الثلاثاء الماضي خلال المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة، الذي نظمته الجمعية العامة للأمم المتحدة، إعلانا سياسيا يهدف إلى تسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة في أفق عام 2030، وهو “معيار أساسي لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ” . التغلب على الأزمات المتعددة التي يمر بها كوكب الارض. ياتي ذلك تزامنا مع انعقاد قمة الطموح المناخي وعلى هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين وقبيل انطلاق الاسبوع رفيع المستوى لقادة وزعماء العالم. والذي ينطلق اليوم الأحد في مدينة نيويورك الأمريكية.

تحدي الفقر

اعرب رؤساء الدول والحكومات وكذلك الممثلون الرفيعو المستوى للدول الأعضاء عن قلق بالغ ازاء تنفيذ أهداف التنمية المستدامة يجري تنفيذه. ويقولون في الإعلان السياسي إن التقدم المحرز في معظم الأهداف “إما بطيء للغاية أو في تراجع مقارنة بالوضع الأولي في عام 2015″، مع تحقيق 15% فقط من الأهداف. كما يعلنون أن القضاء على الفقر هو التحدي الأكبر الذي يواجه البشرية وشرط لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة.

واكد زعماء العالم تصميمهم على تنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة من خلال اتخاذ خطوات مستهدفة للقضاء على الفقر مع تسريع المبادرات الرامية إلى القضاء على انعدام الأمن الغذائي. كما دعوالي إصلاح شامل للبنية المالية الدولية، وتحسين آليات تخفيف عبء الديون، وإعادة توجيه حقوق السحب الخاصة إلى البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها.

وشارك الأمين العام انطونيو جويتريش، في اعمال المنتدى موضحاً أن أهداف التنمية المستدامة تتطلب “خطة إنقاذ عالمية”. وقال إنه “تشجع بشدة” الالتزام بتحسين حصول البلدان النامية على “الوقود اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة: التمويل”. ورحب كذلك بدعم الدول الأعضاء لخطة التعافي من أهداف التنمية المستدامة بمبلغ لا يقل عن 500 مليار دولار سنويا، مصحوبة بآلية لتخفيف عبء الديون، فضلا عن إصلاح الهيكل المالي الدولي “الذي عفا عليه الزمن، والمختل وغير العادل”.

وخلال المناقشة العامة التي أعقبت اعتماد الإعلان السياسي، اطلق الرئيس الكوبي باسم مجموعة الـ 77 والصين، نداء عاجلا لصالح إجراء إصلاح شامل للهياكل المالية من أجل تصحيح “المظالم التاريخية” في أساس النظام المالي الدولي.

وقال رئيس دومينيكا، نيابة عن الجماعة الكاريبية، أنه يجب دعم البلدان النامية بقروض طويلة الأجل بأسعار فائدة منخفضة وتخفيف أعباء الديون. ومع ذلك، وفقا لرئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، باولا نارفايز، فإن النظام المالي الدولي غير قادر على التكيف مع الأزمات المتزايدة الخطورة والمتعددة، ولا سيما فيما يتعلق بالبلدان المثقلة بالفعل بالديون.

في مواجهة مجموعة فريدة من نقاط الضعف التي تعيق تنميتها، قال رئيس بالاو، نيابة عن الدول الجزرية الصغيرة النامية في منطقة المحيط الهادئ، إن اعتماد مؤشر الضعف المتعدد الأبعاد استنادا إلى معايير أخرى غير الدخل هو الوقت المناسب. ومن الضروري بنفس القدر، في رأيه، إقامة شراكات حقيقية من أجل توفير الدعم المالي والتقني المناسب للدول الجزرية الصغيرة النامية، التي هي أول المتضررين من تغير المناخ.

كوكب مضطرب

وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية عن قلقه من تداعيات “سلسلة الأزمات” على كوكبنا “المضطرب”. وأشارت إلى أنه على الرغم من أن أوروبا زادت مساعداتها التنموية إلى 93 مليار يورو، أي بزيادة قدرها 30% عن العام السابق، وهو ما يمثل أكثر من 40% من المساعدات العالمية، إلا أن التمويل العام وحده لا يكفي. ونتيجة لذلك، أعلنت أن الاتحاد الأوروبي سيستثمر 300 مليار يورو في الاقتصادات الناشئة على مدى السنوات الخمس المقبلة، من خلال خطته الاستثمارية “البوابة العالمية”، بالإضافة إلى تقديم الدعم لإنشاء أسواق السندات الخضراء.

وواصلت الوفود مناقشاتها خلال “حوارات القادة” الأربعة في اليوم الأول من “قمة أهداف التنمية المستدامة”، المخصصة للإجراءات التي من شأنها تسريع التقدم في أهداف التنمية المستدامة، والقدرة على الصمود، ومساهمة العلوم والابتكار التكنولوجي، وكذلك مثل تعزيز المؤسسات العامة.، وقال رئيس الجمعية العامة في دورتها 78 دينيس فرانسيس،: “لقد حان الوقت لإعادة التزامنا بأهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2030″، معربا عن أمله في أن يمثل اعتماد إعلان سياسي قوي بداية “مرحلة من التقدم المتسارع” بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة. لهم بحلول عام 2030.

وقال دينيس فرانسيس رئيس الجمعية العامة في دورتها 78: “يقترح التقرير المتعلق بالتقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2023 تدابيرا واضحة لتعزيز الحماية الاجتماعية وتعزيز الحوكمة وإنشاء مجتمع أخضر. الاقتصاد، مع مكافحة الفجوات الرقمية وتحسين الوصول إلى الصحة والتعليم، مع احترام حقوق الإنسان. ومن خلال القيام بذلك، يمكننا انتشال 134 مليون شخص إضافي من براثن الفقر وسوء التغذية. وحث الدول الأعضاء على القيام بهذا “الاستثمار الاستراتيجي في أهداف التنمية المستدامة” من خلال تعبئة الموارد الوطنية بشكل فعال. ”

التمويل المختلط

دعا السيد أجاي بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولي ، إلى القضاء على الفقر مع ضمان بقاء الكوكب. وقال إنه يتعين علينا أن نواجه تحديات الصحة والتعليم، إلى جانب تحديات البيئة. وتصور أنه إذا حشدت جميع بنوك التنمية، فمن الممكن جمع ما بين 100 إلى 200 مليار دولار، حتى لو لم يكن ذلك كافيا. واقترح تمويلاً مختلطاً بمعدلات تفضيلية، قبل التأكيد على خطورة تحدي الديون. وقال إنه من الضروري المضي قدما بشأن مشكلة الديون، معتبراً أنها مسألة عدالة.

المجاعة المزمنة

وبالنيابة عن مجموعة الـ 77 والصين ، حذر ميجيل دياز كانيل بيرموديز، رئيس كوبا ، من أنه حتى قبل الوباء، كان العالم قد ترك الطريق المؤدي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبالتالي، في عام 2030، لن يتمكن سوى ثلث البلدان من خفض مستوى الفقر إلى النصف، في حين يواجه 730 مليون شخص مجاعة مزمنة، وهو رقم أعلى من عام 2015. وفي هذا السياق، أعربت مجموعة الـ 77 والصين عن أملها في أن يتمكن 730 مليون شخص من المجاعة المزمنة. ومن الممكن أن يوفر الإعلان السياسي المعتمد اليوم الزخم اللازم لتسريع تنفيذ خطة عام 2030.

ووجه دياز كانيل نداء عاجلا لإصلاح الهيكل المالي الدولي لتصحيح المظالم التاريخية في أساس النظام المالي الدولي. ودافع رئيس كوبا عن دور الجمعية العامة في المناقشات المتعلقة بالحوكمة العالمية حتى يتم الاستماع إلى أصوات جميع الدول. وتهدف هذه الدعوة أيضا إلى إعادة النظر في سبل تدبير الديون السيادية بمشاركة بلدان الجنوب. وأشار إلى أن ارتفاع تكلفة القروض يعيق قدرة البلدان النامية على الاستثمار في التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن خمس دول في الجنوب تخصص أكثر من 20% من دخلها لسداد الديون.

من جانبه دعا تشارلز أنجيلو سافارين، رئيس كومنولث دومينيكا ، متحدثًا باسم الجماعة الكاريبية (CARICOM) ، إلى دعم أفضل للبلدان النامية من خلال القروض طويلة الأجل بأسعار فائدة منخفضة، ومن خلال تخفيف عبء الديون الحالي ومن خلال إنشاء آلية قوية لتسوية الديون السيادية.

مناطق النزاعات

أما رئيس سيراليون ، يوليوس ماادا بيو، تحدث نيابة عن أعضاء مجموعة السبع+، “وهي مجموعة مكونة من البلدان المتأثرة بالنزاعات أو التي تتعافى منها.” وأشار إلى أنه منذ بدء تنفيذ خطة عام 2030، فإن الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات هي الأكثر تخلفا عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، العنف وانعدام الأمن يقوضان التقدم في التنمية. و أوصى، بان تنفيذ أجندة التنمية، يحتاج معالجة الأسباب الجذرية للصراعات ومكافحة عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والإقصاء، لا سيما في البلدان التي تواجه مستويات عالية من التهديد والهشاشة التي تتطلب المزيد من الاهتمام.

من جانبها رحبت أورسولا فون دير لين، رئيسة المفوضية الأوروبية ، بخطة الأمين العام للتعافي من أهداف التنمية المستدامة، مؤكدة أنه في عام 2022، زادت أوروبا مساعداتها التنموية إلى 93 مليار يورو، بزيادة قدرها 30% مقارنة بالعام السابق، وأكثر من 40% من المساعدات العالمية. ومع ذلك، فإن التمويل العام وحده لا يكفي، كما أشارت فون دير لاين، وأشارت إلى أن نظام تسعير الكربون الأوروبي جمع العام الماضي 38 مليار يورو، والتي سيتم إعادة استثمارها بالكامل في العمل المناخي. وقالت إنه بالنظر إلى أن 20% فقط من الانبعاثات العالمية يغطيها تسعير الكربون.

انحفاض تدفق النقد الاجنبي

رئيس وزراء نيبال ، بوشبا كمال داهال “براتشاندا”، الذي تحدث نيابة عن مجموعة البلدان الأقل نموا (LDCs)وشدد على الحاجة الملحة لخطة إنقاذ أهداف التنمية المستدامة، مذكراً بأن 12 هدفاً من الأهداف السبعة عشر و18 هدفاً على الأقل من أصل 169 هدفاً تشير صراحةً إلى أقل البلدان نمواً. وأشار إلى أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى هذه الدول شهدت انخفاضا بنحو 30% عام 2022 مقارنة بعام 2021، وهو ما وجه ضربة للاستثمارات في البنية التحتية والطاقة المتجددة والمياه والصرف الصحي والأمن الغذائي والصحة والتعليم. وأضاف رئيس الوزراء أنه في حين ارتفع متوسط الدين الخارجي لأقل البلدان نموا من 41% في عام 2011 إلى 54% في عام 2022، فإن ارتفاع تكلفة الاقتراض التي تواجهها هذه البلدان لم يعيق الاستثمارات في أهداف التنمية المستدامة فحسب، بل زاد أيضا من مخاطر أزمة الديون. ضمان عدم انحراف أقل البلدان نمواً كثيراً عن التزاماتها. ، وطلب من البلدان المتقدمة زيادة واحترام التزاماتها بتخصيص 0.7% من ناتجها المحلي الإجمالي للمساعدات الرسمية للتنمية (ODA)، وحتى من 0.15% إلى 0.20% للمساعدة الإنمائية الرسمية المخصصة لأقل البلدان نمواً. وأشار إلى أن هذا أمر بالغ الأهمية، حيث يظل التمويل هو المحرك للتقدم في أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في أقل البلدان نموا سيحدد نجاح أو فشل هذه المبادرة.

النمسا تدعم الامن الغذائي

من جانبه اهتم ألكسندر فان دير بيلين، الرئيس النمساوي، بالأمن الغذائي (الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة) منتهزا الفرصة للإعلان عن زيادة التزام بلاده بشكل كبير لبرنامج الأغذية العالمي بقيمة 60 مليون يورو للأعوام من 2023 إلى 2025. كما تحدث عن “جائزة كوفي عنان للابتكار في أفريقيا”، وهي مبادرة نمساوية ملموسة تهدف إلى “تكثيف العمل”. والتي سيتم تخصيصها لهدف التنمية المستدامة هذا في عام 2024 بهدف تشجيع رواد الأعمال المبتكرين الذين يمكن لحلولهم القابلة للتطوير مواجهة العقبات التي تعترض الأمن الغذائي.

انتقاد الاعلان السياسي

بالرغم من تحمس القادة للاعلان الناتج عن قمة التنمي المستدامة الا انه واجه انتقادا من فيكتوريا تاولي كوربوز، المديرة التنفيذية للمركز الدولي لتدريب الشعوب الأصلية، الفلبين، ووصفته بالضعيف – على حد تعبيرها- ، ودعت إلى الدفاع بقوة أكبر عن حقوق الشعوب الأصلية، “التي لا تزال تنتهك” من قبل العديد من الدول.

تغيير اللعبة

في ذات السياق ناقش رؤساء الدول وممثلو الدول الأعضاء وكبار مسؤولي الأمم المتحدة دور العلم والتكنولوجيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال الحوار الثالث لقمة أهداف التنمية المستدامة لعام 2023. اذ يمكن أن تساعد التكنولوجيا الرقمية في إنقاذ أهداف التنمية المستدامة. وأوضحت دورين بوجدان-مارتن، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU): “إن الحلول الرقمية لديها القدرة على تسريع التقدم في 70% من أهداف التنمية المستدامة، في حين أن بعض التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، سيكون لها “تأثير” تأثير مضاعف”.

وأخيراً، أشار المدير العام لمنظمة العمل الدولية إلى ان نظام “المسرع العالمي” وهو نظام عالمي “بشأن الوظائف والحماية الاجتماعية من أجل انتقال عادل”،لتوفير فرص العمل والحماية الاجتماعية والتحولات العادلة الذي أطلقه الأمين العام في عام 2021. خلق 400 مليون فرصة عمل لائقة. “على مدى العامين الماضيين، عملت منظمة العمل الدولية مع صندوق النقد الدولي على زيادة الحيز المالي للإنفاق الاجتماعي في العراق وموزمبيق وتوغو وأوزبكستان. »

تاريخ الخبر: 2023-09-20 09:21:33
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية