يلتحق اليوم أزيد من 1.7 مليون طالب جامعي بمقاعد الدراسة، من بينهم حوالي 300 ألف طالب جديد، في ظل اتخاذ إجراءات عدة على مستوى مختلف المؤسسات الجامعية لإنجاح انطلاق الموسم الجامعي الجديد، ومتابعة مشددة من قبل الوزارة الوصية.
تفتح المؤسسات الجامعية عبر كافة أنحاء الوطن أبوابها رسميا لاستقبال الطلبة الجامعيين، بعد أن شرع في التحضير للسنة الجامعية 2023/2024 مبكرا، من خلال تسخير كافة الظروف الملائمة والوسائل لضمان الانطلاق الجيد للموسم الجديد، الذي يشهد إدراج عدة تعديلات وتحسينات من قبل وزارة التعليم العالي، من بينها إضافة تخصصات جديدة ذات الصلة بالمجال التكنولوجي.
وسيعطي وزير التعليم العالي والبحث العلمي إشارة انطلاق السنة الجامعية من ولاية قالمة، على أن يتمحور الدرس الافتتاحي حول موضوع « جامعة مبتكرة من أجل جزائر صاعدة»، علما أن الوزير قام بزيارات تفقدية إلى عدة ولايات في الأيام الأخيرة، للإطلاع عن قرب على مستوى التحضيرات الخاصة بهذا الحدث الاجتماعي الهام. كما استحدثت الوصاية لجنة خاصة مكونة من مفتشين في القطاع وممثلين عن الخدمات الجامعية لتفقد المرافق البيداغوجية المسخرة لاستقبال حوالي 1.7 مليون طالب جامعي، فضلا عن مستوى خدمات النقل والإطعام والإسكان التي تستأنف نشاطها بالموازاة مع عودة الطلبة إلى المدرجات وقاعات التدريس.
ويذكر بأن وزارة التعليم العالي قامت بتوظيف 2200 أستاذ جامعي جديد لتغطية جانب التأطير تحسبا للموسم الجامعي الحالي، مع تسخير 45 ألف بيداغوجي إضافي، وأكثر من 20 ألف سرير في إطار دعم قطاع الخدمات الجامعية، والتكفل بالطلبة القادمين من خارج الولاية مقر الدراسة، من أجل التخصص في الميادين المرغوب فيها. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن القطاع شهد مؤخرا أكبر عملية توظيف في تاريخ الجامعة الجزائرية، شملت أكثر من 10 آلاف أستاذ مساعد قسم «ب»، من حاملي الماجستير والدكتوراه، وذلك عبر مختلف المؤسسات الجامعية، تجسيدا لمخرجات مجلس الوزراء المنعقد قبل بضعة أشهر، الرامي إلى النهوض بالجامعة.
كما حقق قطاع التعليم العالي والبحث العلمي خطوة هامة هذه السنة، بعد أن تمكن من تنظيم التسجيلات الجامعية لفائدة الطلبة الجدد بصفر ورقة، بفضل الرقمنة الكلية لجميع مراحل التسجيلات البيداغوجية، وفق ما أكده مدير التكوين والتعليم العالي بالوزارة جمال بوكزاطة للإذاعة الوطنية.
ووجهت الوزارة تعليمات صارمة بتفادي طلب أي نسخة ورقية عن شهادة البكالوريا، أو أي وثائق أخرى خلال التسجيل النهائي للطلبة الجدد، مع الاكتفاء بالنسخة الرقمية المتاحة ضمن قاعدة البيانات الرقمية للطلبة المعنيين، بهدف تكوين أرشيف رقمي كامل للطبة الوافدين على القطاع طيلة مسارهم الجامعي.
كما يعرف الدخول الجامعي الجديد مميزات أخرى، تتمثل في تدعيم شبكة المدارس العليا التي تستقطب الطلبة المتفوقين في شهادة البكالوريا، باستحداث مدرستين جديدتين في التكنولوجيا والعلوم، إلى جانب المدرسة العليا في الأنظمة المستقلة بالقطب التكنولوجي لسيدي عبد الله، مع إنشاء مدرسة عليا للأساتذة في العلوم والتكنولوجيا بولاية سعيدة.
وتشهد السنة الجامعية الجديدة أيضا تعزيز التدريس باللغة الإنجليزية، بتنظيم دورات تكوينية عن بعد لفائدة الأساتذة لتحسين المستوى في هذه اللغة، سيما وأن القطاع قام بإدراج الذكاء الاصطناعي ضمن مدونة التخصصات الجامعية هذه السنة، بهدف دفع قاطرة التنمية الوطنية.ويسعى قطاع التعليم العالي والبحث العلمي إلى بلوغ نسبة 80 بالمائة في مجال تدريس التخصصات التكنولوجية باللغة الإنجليزية، وتم لهذا الغرض تكوين فرق بيداغوجية تضم الأساتذة المحاضرين والأساتذة المكلفين بالدروس التطبيقية والأعمال الموجهة، مع توجيه تعليمات لمدراء المؤسسات الجامعية باستقبال هذه الفرق، وتسهيل مهمتهم في مجال إرساء التدريس بالإنجليزية.
كما قررت الوزارة أيضا الإبقاء على المؤسسات الجامعية مفتوحة إلى غاية العاشرة ليلا، ويتعلق الأمر كمرحلة أولى بالمرافق التي يرتادها الطلبة بعد إتمام ساعات الدراسة الرسمية، من بينها المكتبات والمخابر والحاضنات ومراكز تطوير المقاولاتية، وتم التنسيق مع ديوان الخدمات الجامعية لضبط مواعيد النقل الجامعي وفقا لهذه المستجدات.
ويرمي القرار إلى توطيد الصلة بين الجامعة والطلبة، في إطار تعزيز البحث العلمي والنهوض بمستوى أداء القطاع.
لطيفة بلحاج
