التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بمقر الأمم المتحدة رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو ورئيس ليبيريا جورج ويا.
ويأتي هذا اللقاء على هامش اجتماع الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي اتخذها الرئيس الجزائري منصة لمهاجمة الوحدة الترابية للمغرب.
وتعترف كل من غينيا بساو ولبيريا بمغربية الصحراء، حيث فتحتا تمثيليات لهما بمدينة الداخلة جنوب المغرب.
في هذا الصدد، قال الباحث في القانون العام والعلوم السياسية، عبد الإله طلوع، إن استقبال عبد المجيد تبون، رئيس جمهورية غينيا بيساو، أومارو سيسوكو أومبالو كان من أجل الصور فقط، مضيفا بالقول “الكل يعرف موقف غينيا من الصحراء المغربية ودعمها الكبير لمغربية الصحراء، سبق وأن افتتحت قنصلية لها بالداخلة، وعلاقتها جيدة مع المغرب، والدليل على ذلك هو أن رئيس غينيا بيساو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) انسحب من القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، وذلك احتجاجا على مشاركة “البوليساريو” التي فرضتها تونس”.
وتابع قائلا: “كذلك لقاؤه الآخر مع رئيس ليبيريا كلها لقاءات تأتي من أجل تلميع الصورة، خاصة بعد الإنتكاسة السياسية، والصفعة الدبلوماسية الكبيرة للنظام الجزائري ومؤسساته العسكرية، التي جاءت بعد التسويق الإعلامي غير المسبوق الذي اعتمدته السلطات الجزائرية ليرافق رغبتها في الانضمام التجمع الاقتصادي بريكس”.
وشدد طلوع على أن هذه اللقاءات توضح بجلاء التخبط والنفاق والعزلة التي يعيشها اليوم النظام العسكري الجزائري، مشيرا إلى أن الجزائر اليوم مجبرة على إعادة حساباتها السياسية وتصوراتها الإستراتيجية، وعلاقتها مع دول العالم ودول الجوار.
وسجل المتحدث ذاته، في تصريح خص به الأيام 24، أن تبون اعتمد التمويه الإعلامي والتضليل السياسي لتزييف الحقائق لدى الرأي العام الجزائري والإفريقي والدولي بشأن مسطرة وضع طلب الانضمام إلى بريكس، ومحاولة الترويج لتلقي الدعم اللامشروط من طرف أعضائه، حيث فقدت الجزائر من خلاله مجموعة من الأسهم في بورصة الشأن الدولي والعلاقات الدولية”.
وبخصوص كلمة تبون، بالدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد طلوع أن خطاب الرئيس الجزائري خطاب مرتبك ومناقض لواقع حال السلوك الدبلوماسي الجزائري في علاقته مع المغرب ودول العالم، مؤكدا أن “مسرحية تبون حول التزام بلده بالمبادئ الأممية “مجرد ادعاء”، فكلام الرئيس ينم عن نفاق سياسي بات مفضوحا لدى الرأي العام الدولي”.
وأوضح طلوع أن ادعاءات تبون بالالتزام بالمبادئ الأممية تكذبها الوقائع الميدانية، التي تتعلق باحتجاز سكان المخيمات ورفض تنفيذ توصيات مجلس الأمن الدولي التي تقضي بضرورة إحصائهم وإدراجهم كلاجئين وفقا لاتفاقية جنيف لعام 1951”.
وزاد قائلا “أعتقد أن خطاب الرئيس تبون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء متناقضا، فالعالم كله يعرف سلوك هذه الدولة الذي يهدد قيم السلم والأمن الدوليين، فهناك فرق كبير بين ما يعلنه قولا وما يمارسه سلوكا دبلوماسيا، ومن بين صور التناقض التي تتضح للعالم، نجد أن الرئيس الجزائري أكد في خطابه على ضرورة استخدام لغة الحوار بين الدول، في حين نجد أن الرئاسة الجزائرية مازالت متمسكة برفضها أي حوار أو فتح الحدود مع المغرب. رغم الدعوات المتكررة للملك محمد السادس إليها منذ سنين، من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، والاشتغال على المصالح الإستراتيجية المشتركة.
وختم المتحدث تصريحه بالقول: “بخصوص قضية الصحراء المغربية، فلا جديد يذكر سوى أن الرئيس الجزائري وكسابقيه من الرؤساء، يتحدث بلسان العسكر وبتعليمات النظام العسكري، يجدد نفس الأسطوانة المشروخة. إذ قال إن بلاده تتطلع للوصول إلى “تصفية نهائية لظاهرة الاستعمار في آخر مستعمرة إفريقية، حيث مازال شعب بأكمله في الصحراء محروما من حقه الأساسي في تقرير المصير، عبر استفتاء حر ونزيه يتوافق مع خطة التسوية الأممية الإفريقية التي اعتمدها مجلس الأمن سنة 1991، ووافق عليها الطرفان، وتظل تنتظر التطبيق””.
