خلال أمسية أدبية بقسنطينة

قراءات صوتية من كتاب - أصبحت أنت -  لأحـــــــلام مستغــــــانمــــــــــي
احتضنت أمس، جُدران قاعة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بقسنطينة « مصطفى نطور» أمسية ثقافية فنية، لقراءة صوتية عن آخر إبداعات أحلام مستغانمي، نقلت من خلال عملها الموسوم بـ « أصبحت أنت»، سيرة أبيها الراحل الذي أشعل في داخلها فتيل القراءة والشغف بالأعمال الأدبية والكتابات الشعرية، إلى أن أيقظ فيها بوادر الأديبة والروائية الناجحة، التي أضحت قبل أن تُغمض عيناه مصدر فخر واعتزاز له.

الأمسية التي جاءت احتفاء بالأديبة الجزائرية، التي لطالما أبدت بين سطور صفحاتها وكلماتها عشقها لمدينة الجسور المعلقة، فتغنت بها وبسحرها وبجمال تضاريسها، من خلال أعمالها الأدبية على غرار « ذاكرة الجسد» الذي تحول فيما بعد إلى إنتاج سينمائي عرف بالصخر العتيق وطبع صورته بين أعين المشاهدين والمتابعين.
وصدح صوت الأستاذ رابح جعفر بقاعة المكتبة، وهو الذي جاء لقسنطينة من ولاية جيجل، خصيصا ليُلقي على مسامع الحاضرين مقتطفات جوهرية من لُب ما جاء في الكتاب، تسرد محطات حساسة في حياة كلِ من الأب محمد مستغانمي وابنته أحلام، التي رافقته خلال رحلته العميقة منذ نعومة أظفارها، وهو يستنطق حروف اللغة العربية بقلمه ويتغنى بها.  
واستطاع جعفر بصوته، أن يلامس مشاعر الجماهير المثقفة المتذوقة للأدب، والتي أبت إلا أن تُشارك أحلام مستغانمي فرحتها واحتفاليتها بإصدارها، الذي يعني لها الكثير، كيف لا، وهي تروي من خلاله ما عاشته من طرائف مع والدها، الذي اشترى كل المؤلفات الموجودة بمكتبة بالعاصمة، فقط لأن البائع قد استفزه بكلامه، فأنفق ماله وثروته عليها دون أن يأبه لذلك فبالنسبة له هي مكسب ثقافي وإرث أدبي لا يمكن اعتباره خسارة، إذ قال جعفر واصفا عناده « بأنه أخذ من شموخ الصخر العتيق عناده وصلابته»، كما تطرقت للحظات الأليمة التي حكت فيها معاناة والدها مع المرض الذي أوصله لمرحلة متقدمة، إلى أن حرم كل شيء، حتى ما يحب وهي القراءة، والوحيدة التي كان بإمكانها زيارته هي ابنته أحلام المراهقة الصغيرة، التي كانت تُناوله الكتب ليقرأها خفية دون علم الطاقم الطبي، حتى تجعله قريبا مما هو شغوف به، علما منها بما تعنيه له تلك السطور المخفية بين طيات مختلف الإصدارات الفنية والأدبية.
كما عرف اللقاء، وصلة موسيقية أندلسية، رافقت الجمهور والحدث في الختام، حتى تكون للأمسية نكهة مميزة وطابعا خاصا، يُظهر أحد الموروثات التي تتميز بها قسنطينة، أين أبدعت أنامل الفنان محمد الشريف زعرور في مداعبة أوتار القيثارة لتصنع لحنا مميزا أطرب مسامع الحضور، وتمازج مع صوت الفنان الذي لم يمنعه كبر سنه من الانتقال بين المقامات الموسيقية، وتغيير طبقة صوته بالارتفاع تارة والانخفاض تارة أخرى.
وتزينت القاعة كذلك، بأعمال فنية تشكيلية للرسامة رجاء صغيرة، التي حملت حب الأديبة لقسنطينة من خلال لوحاتها، فأظهرت بريشتها تفاصيل لطالما تغنت بها قسنطينة وافتخرت بها، وأظهرتها في إرثها الثقافي التاريخي، على غرار الملاية ولعجار، والجسور المعلقة والأبواب الخشبية وغيرها.
وقالت مديرة المكتبة، السيدة وافية درواز، إن هذه الأمسية التي تم التحضير لها منذ شهر، جاءت كاقتراح ومبادرة من الباحث رياض شروانة، الذي خطط للحدث ونظمه، وهي بمثابة افتتاح للموسم الثقافي الجديد بالمكتبة.
رميساء جبيل

تاريخ الخبر: 2023-09-24 00:25:39
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

توقيف 8 طلبة طب بوجدة بعد يوم واحد من تهديدات ميراوي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 00:25:53
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

توقيف 8 طلبة طب بوجدة بعد يوم واحد من تهديدات ميراوي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 00:26:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية