عمل الصليب


تحتفل كنيستنا القبطية بعيد الصليب المجيد مرتين كل عام قبطي؛ الأولي في 17 توت هو تذكار الاحتفال بتكريس كنيسته بالقدس ( و بذلك يكون عيد الصليب هو أول أعياد السنة القبطية ) والمرة الثانية في 10 برمهات وهو تذكار الاحتفال باكتشاف خشبة الصليب المقدسة بيد الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين..

لاشك أن علامة الصليب هي علامة إيماننا المسيحي وهي سبب افتخارنا , ولكنها أيضا علامة تقاوم حتي يومنا هذا- وهذا أمر لا يزعجنا – فهكذا تنبأ سمعان الشيخ لمريم العذراء عند قدومها بطفلها الرب يسوع إلي الهيكل قائلا “ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل و لعلامة تقاوم ” لو2: 34 “.

والكتاب المقدس كثيرا ما أشار في العهد القديم إلى عمل الصليب في مرات عدة ..فأظهره كعلامة للنصرة على الأعداء الروحيين عندما تحدث عن غلبة شعب اسرائيل عند رفع يدي موسى على هيئة صليب في حرب الشعب مع عماليق فى

(خر 17 :11) كما تكلم عنه كعلامة للشفاء من موت الخطية عندما أشار إليه بالحية النحاسية التي كانت طريقة الشفاء من لدغ الحيات المحرقة (عد 21 : 8) .

واختار الرب موت الصليب عندما أراد أن يخلصنا، ذلك لأنه كان أقسي وأبشع أنواع الموت الجسدي فلم يكن في جسد الرب على الصليب جزء لم يهان، بل كان مليئا بالأوجاع والجروح، وفي ذات الوقت كان الصليب أقسي أنواع الألم النفس فقد كان التعليق على خشبة لعنة ( تث 21 : 23 ) .. ذلك كله لكي يحمل الرب آلامنا ولعنتنا في جسده ليخلصنا.

الصليب في المسيحية ليس قصة في التاريخ .. ولكنه اختبار روحي يومي ..

فالصليب يحمل رسالة إلهية وإعلان من الله للانسان في كل زمان ..

– فالصليب كان إعلان عن طريق الحرية الحقيقية من سلطان الخطية، فالإيمان بالخلاص والصليب هو الذي يمنح الانسان المسيحي القوة أن يعيش حياة جديدة متحررا من سلطان الجسد وشهواته.. وهكذا استطاع القديس اغسطينوس بالايمان بالصليب أن يتخلص من خطايا وأفكار وشهوات الماضي.. وهذا ما كان يقصده ربنا يسوع عندما حدث الجموع قائلا ” إن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحرارا “(يو 8: 36(

والصليب إعلان عن قوة الغفران التي أعلنها الله للعالم فهو قد حمل خطايانا في جسده علي الخشبة لكي يهبنا بره وقداسته ” لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه (2كو 5 : 21)

– والصليب إعلان عن استعداد الله الدائم لقبول التوبة مهما كانت خطايانا، فهو على الخشبة عندما واجه جحود الانسان وقساوته وافترائه، قال ” اغفر لهم يا ابتاه !! (لو 23 : 34 ) كعلامة لاستعداده لقبول كل الخطاة الجاحدين.

– الصليب ايضا كان اعلان عن عمق الاتضاع .. فيسوع الاله الحقيقي ارتضي أن يصير في الهيئة كانسان وقبل موت الصليب ليخلصنا ( و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب ) (في 2 : 8) , لذلك كتب أيضا معلمنا يوحنا ” ذاك وضع نفسه لاجلنا فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة (1يو 3 : 16)

اخيرا كان الصليب إعلانا عن رغبة و مسرة الله أن يهب الحياة الأبدية لكل من يقبله، وعن هذا تكلم ربنا يسوع مع الجموع (لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت ) (لو 12 : 32)
وكتب أيضا معلمنا بولس الرسول ” الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي ” (عب 12 : 2)

في عيد الصليب يا أحبائي أحب أن ننتبه جميعا أن الصليب لا ينبغي أن يكون موضوع معرفة عقلية، بل يجب أن يكون اختبار وحياة..

تاريخ الخبر: 2023-09-28 09:21:48
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية