السعادة داخلك
السعادة داخلك
كل الحياة لا تعدو سوي أن تكون إسقاطا, كجهاز عرض أفلام ضخم, تعكس إلي عوالمنا الخارجية من نكون عليه في عوالمنا الداخلية, إننا نحصد ما نقوم بإسقاطه, بمعني أن العالم الخارجي وما يحدث فيه هو انعكاس للعالم الداخلي وما يحدث فيه, المقصود بالعالم الداخلي أفكارنا ومشاعرنا وتقديرنا لأنفسنا واعتقاداتنا والتي من خلالها تتكون سلوكياتنا التي تشكل عالمنا الخارجي, ولكي نسيطر علي عالمنا الداخلي علينا أن نستمع إلي القلب, ونكتشف ذواتنا, وأن نسلم حياتنا للخالق العظيم.
* ستصبح رؤيتك للحياة أوضح عندما تنظر داخل قلبك, من ينظر للخارج يحلم, ومن ينظر للداخل يستيقظ, عندما تخرج من رأسك وتنتقل إلي قلبك ستجد كل إجاباتك هناك, في القلب تكمن ثروتك, دون قلب ثري تكون الثروة المادية فقرا, اهتم بنظافة قلبك وتطهيره بالحب والتسامح, عندئذ سيصبح عالمك الخارجي أكثر جمالا, لكي تتواصل جيدا مع قلبك افعل ما يتحدث إليك الطفل الشغوف بداخلك وما يجعلك تضحك بشدة, أعد اكتشاف الأمور التي تحرك مشاعرك وتجلب الدمع لعينيك وعش اللحظة بكل ذرة من قوتك, واستمتع بهبة الحاضر, وعندئذ ستجد كنوز الحياة تقدم لك نفسها لأنك منفتحا لها. واحدة من أفضل الطرق لكي تعيش بقلبك أكثر هي أن تتحول من الإدانة إلي التعاطف والحب نحو الآخرين, فهو أيضا ضروري لصحة قلبك لأن الحب يدعم عضلة القلب.
* أعد اكتشاف ذاتك, اكتشاف الذات لابد وأن يسبق تحسين الذات, اكتشف الأغنية التي خلقت لتغنيها, واللحن الذي بداخلك, الهدف الذي خلقت من أجله. التأثير الذي تحدثه في الكون من حولك, إني أؤمن بمقولة أنا أؤثر, إذا فأنا موجود, إن الهزيمة الشخصية الأعمق التي يعاني منها الإنسان هو الفارق بين ما كان قادرا علي تحقيقه, وما صار عليه في الواقع, إن معظم الناس يموتون فعلا والأغنية العظيمة بحياتهم لا تزال لم تغن بعد!!, بمعني أن الهدف الأسمي الذي خلقوا من أجله لم ير النور, فهم يخفقون في عيش الحياة التي خلقت من أجلهم, وهذا ليس إساءة في حق أنفسهم فقط, بل إساءة عظيمة في حق العالم, لابد أن يتأثر العالم بوجودك فيه, العالم سيكون أفضل أو أسوأ بناء علي ما إذا كنا سنصير أفضل أو أسوأ, ابحث عن الغرض العميق من حياتك, إن أعمق حاجات القلب البشري هو الحاجة للعيش لغرض أسمي من أنفسنا.
ستجد السعادة الحقيقية والتي لا تضاهيها أي سعادة في الكون في حياة التسليم, التسليم للخالق الأعظم, الذي قبل أن تولد مهد كل شيء لسعادتك, عندما كنت جنينا في رحم والدتك, لم تكن تحمل هما: ما الذي سوف يحدث لك؟ ولا كيف ستتكون أعضاؤك؟ كن بتسليم كامل للخالق الأعز تؤمن وتثق أن كل الأمور ستتم علي أفضل حال حسب مشيئته, كم تكون حاجتنا اليوم ملحة لتسليم أمورنا للخالق العظيم, عندما نتواصل بصدق مع الله نجد كل الأمور تتغير لصالحنا, بالشكر والتسامح والحب الحقيقي ستفتح أمامك أبواب السعادة من حيث لا تدري, القلوب المحبة المعطاءة السعادة تبحث عنها.
إننا بالاستماع لنداء القلب ولاكتشاف ذواتنا وقبل كل شيء بالتواصل الدائم مع الله له المجد خالق الكون والتسليم لمشيئته يكون يومنا حلوا وبنعمة ربنا بكرة أحلي.
د.ميلاد فايز موسي
مؤسس المركز الهولندي للتنمية البشرية بهولندا
Facebook: milad moussa