كيف سقط ماكرون في وحل رمال الصحراء المغربية؟


عصف زلزال الحوز بآخر الأغصان المعلقة في العلاقات الفرنسية المغربية، التي دخلت منذ شهولت نفقا مظلما ومسدودا، وفي آخر تفاصيل الأزمة عدم قبول المغرب لعرض الرئيس إمانويل ماكرون لمساعدات بلاده للمملكة وما أعقب ذلك من رد فعل متشنج للإعلام الفرنسي الذي هاجم الرباط في محاولة لتصوير المغرب في موقف الضعيف والعاجز عن تدبير تداعيات الأزمة خاصة وأن البلاد وافقت على مساعدات أربعة دول “إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر” دون فرنسا المستعمر القديم.

 

ويرى متابعون أن مرحلة التوتر الحالية التي تلت الزلزال هي تحصيل حاصل لعلاقات مضطربة ومشدودة شدا قويا إلى الركون الفرنسي في منطقة الراحة المرتبطة بملف الصحراء الذي يشكل رحى وعصب علاقات المغرب الخارجية، بالإضافة إلى محاولة “فرنسا ماكرون” الإبقاء على موقفها في القضية ليس حيادا كما تروج له فرنسا وإنما حفاظا على مصالح فرنسية في الجزائر وأطماعا في الشمال الإفريقي بعد تراجع نفوذها بمنطقة الساحل والصحراء.

 

عن الموضوع يرى عبدالحق الأندلسي الباحث في العلاقات الدولية، أن مخاطبة الرئيس الفرنسي للمغاربة عبر كلمة مباشرة، بمقدار ما تعبر عن إخلال بالأعراف الدبلوماسية والسياسية، فإنها تعكس حالة توتر يعيشها العقل السياسي الفرنسي ناجمة عن أزمته مع المغرب، ذلك أن قبول الدعم من دول بعينها، واستبعاد فرنسا، يعتبر مؤشرا دالا على طبيعة الشراكات المتعددة التي ينهجها المغرب، والتي ستؤدي حتما إلى التخلص من الهيمنة الفرنسية.

 

وأضاف المحلل السياسي في حديه للأيام 24 أن جذور الأزمة الراهنة بين حكومة ماكرون والمغرب، فإنها تتجاوز حادث الزلزال إلى ما قبل، وتتمثل في عدم استجابة باريس للمغرب من خلال موقف داعم وبشكل صريح في قضية الصحراء المغربية يتجاوز الموقف التقليدي الإيجابي بخصوص الحكم الذاتي، وبما يلائم الوضعية الجديدة للأقاليم الجنوبية مع الاعتراف الأميركي.

 

جانبا من أزمة فرنسا والرئيس ماكرون مع المغرب، يقول الباحث في العلاقات الدولية إنه تعبير عن أزمة تخص داخل فرنسا، وبشكل أكبر تخص العقل السياسي الفرنسي، ذلك أن الصفيح الساخن الذي تعيش على وقعه فرنسا اقتصاديا واجتماعيا وهوياتيا، يوازيه لهيب آخر يخص المصالح الفرنسية في أفريقيا وفي الدول التي كانت تعد معقلا لفرنسا.

 

وبالإضافة إلى التحولات التي يشهدها النظام الدولي وتراجع أدوار عدد من القوى والدول ومنها فرنسا، فإن هناك حالة احتباس في العقل السياسي الفرنسي، فهو ينتج الأزمات داخليا وخارجيا، ولن يتجاوز هذه الوضعية من دون مراجعة جذرية للمرتكزات التاريخية والثقافية التي تشكل عليها، وهي مرتكزات إقصائية بطبيعتها في حق الآخر، يضيف المتحدث.

 

أما عن السياق الأفريقي والمغاربي،يرى الأندلسي أن ما لم تعمل فرنسا على مراجعة إستراتيجيتها في التعامل مع هذه الدول التي أضحت مجتمعاتها شديدة الحساسية -بوعي- تجاه فرنسا، فإن الأزمة ستتعمق مع المغرب وغيره من الدول، بل إن السياق الإقليمي والدولي والمجتمعي يساعد على التخلص من علاقات ظلت لعقود مصطبغة بصبغة الهيمنة والاستغلال، وحديث الرئيس ماكرون نفسه للمغاربة لم يخل من عقلية التاجر الذي يفكر في الإعمار ومنافعه، أو الذي يوظف الأدوات الممتدة على مستوى المجتمع المدني، والتي تمثل بشكل أو بآخر أداة لخدمة المصالح الفرنسية.

تاريخ الخبر: 2023-09-30 00:10:47
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 75%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية