"كان علي أن أقيم في شقة من غرفتي نوم مع 20 رجلا"

التعليق على الصورة،

قال نزموش شحادات لبي بي سي إنه لا يستطيع إجراء مكالمة هاتفية مع عائلته حتى لا يروا ظروف سكنه

  • Author, تارا ويلش
  • Role, بي بي سي-لندن

عندما وصل نزموش شحادات إلى لندن قادما من بنغلاديش، لم يكن لديه مكان للإقامة.

تم قبوله في برنامج دراسي لدراسة القانون، لكنه وجد أن الإقامة الجامعية باهظة الثمن ولم يتمكن من العثور على منزل للعيش فيه.

يقول شحادات إن الأمور "تحولت إلى الأسوأ بسرعة"، وانتهى به الأمر بمشاركة شقة من غرفتي نوم مع 20 رجلا.

ويضيف "لم أتوقع أبدا أن أعيش في مكان كهذا، ما زلت أعاني من ندوبي".

مع اكتظاظ الغرفة بأسرة متعددة بطابقين واستمرار الحركة في الشقة بسبب ذهاب وقدوم العاملين في نوبات، يقول شحادات إنه كان من المستحيل أن ينام وغالبا ما كان يلدغه بق الفراش.

وأوضح: "في أول شهرين لي في الشقة، لم أتمكن من الاتصال بعائلتي بالفيديو لأنني لم أكن أريدهم أن يروا كيف أعيش، إنه لأمر محزن".

يعيش شحادات الآن في منزل مع آخرين وله غرفته الخاصة، لكنه قال إن محاولة العثور على منزل بسعر معقول في لندن كانت صعبة للغاية لأن الطلاب الأجانب ليس لديهم المراجع وقسائم إثبات الدخل اللازمة لتأمين منزل.

كما استخدم كثيرون مدخرات أسرهم لتغطية الرسوم الدراسية، كما قال، حيث بلغت تلك الرسوم 39000 جنية أسترليني لبرنامج دراسي مدته ثلاث سنوات.

وقال:" لقد أنفقت مدخرات عائلتي للمجيء إلى هنا لتحقيق أحلامي وأحلام والدي".

في السنوات الأخيرة، عملت الحكومة على زيادة عدد الطلاب الدوليين في مؤسسات التعليم العالي في المملكة المتحدة.

وفي العام الدراسي 2015/2016، كان هناك 113015 طالبا دوليا في العاصمة. ارتفع بنسبة 59 ٪ إلى 179425 لعام 2020/21، وفقا لوكالة إحصاءات التعليم العالي .

والآن، بعض المؤسسات التعليمية في لندن لديها طلاب أجانب أكثر من الطلاب من داخل المملكة المتحدة.

صدر الصورة، HANDOUT

التعليق على الصورة،

راشاف كوشيك (يمين) يقول إنه سوف يستأجر شقة مع زميليه في الصورة وزميل آخر

تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

أما راشافه كوشيك من الهند سيدرس القانون هذا العام ووجد منزلا مع الأصدقاء، لكنه يشترك مع طالب آخر في غرفة نومه.

من أجل هذا الترتيب ، كان عليهم دفع 16000 جنية أسترليني مقدما وكان عليهم الحصول على ضامن لتأمين المكان. وقال راشافه "هذا مكلف بالنسبة لنا".

التعليم في بريطانيا يحقق المرتبة السادسة في تصنيف عالمي

دراسة: الطلاب الأذكياء يدفعون ثمن فقر آبائهم

قيود جديدة على الطلبة الاجانب في بريطانيا

وتقول نيهال باجوا، من الاتحاد الوطني للطلاب: "تحاول الجامعات جذب المزيد من الطلاب الدوليين جزئيا لأنهم يدفعون رسوما أعلى بكثير، لكن هذا يعني أن بعض الجامعات تتوسع بمعدل أعلى بكثير من قدرة المساكن المحلية على إستيعاب الأعداد المتزايدة."

وقد دعا الاتحاد الوطني للطلاب إلى فرض ضوابط على قيمة الإيجار للطلاب، وقال إن الطلاب الدوليين معرضون بشكل خاص لضغوط مالية.

وقالت باجوا: "الطلاب الأجانب معرضون للاستغلال لأنهم لا يعرفون حقوقهم".

وأضافت أن الطلاب الأجانب كانوا أكثر عرضة لقبول منزل بدون عقد، أو دفع مبالغ كبيرة مقدما، أو إجبارهم على قبول شروط غير مناسبة.

" قد تكون أكثر استعدادا للقبول بالوضع، لأنه لا خيار أمامك، والتشرد يمثل تهديدا حقيقيا".

تعيش جوليا تورتوريسي، 19 عاما من إيطاليا وتدرس بمعهد السينما، الآن مع صديقاتيها مايسي وليديا في منزل مشترك ، لكنها وجدت صعوية في البحث عن سكن في لندن العام الماضي.

"إنها مكلفة للغاية،في العام الماضي جئت إلى هنا دون أن يكون لدي مكان. وضع صديق لي جزءا من غرفته تحت تصرفي لمدة شهر كامل قبل أن أجد مكانا. كان ذلك مرهقا حقا"، قالت.

صدر الصورة، HANDOUT

التعليق على الصورة،

اضطرت جوليا تورتوريتشي (يمين) للإقامة في شقة صديق لها إلى ان استطاعت تأمين سكن خاص بها

لا تقتصر المعاناة على الطلاب الدوليين، فقد أخبر الطلاب المقيمون في المملكة المتحدة بي بي سي عن الصعوبات التي يواجهونها في العثور على منزل، واضطرارهم للتنقل لمسافات طويلة للوصول إلى الحرم الجامعي.

ووجد تحليل أجرته شركة العقارات "سافيلز" في لندن أن هناك حاليا 3.8 طالبا لكل سرير متاح في سكن طلابي مبني لهذا الغرض ، مقارنة بمتوسط 2.9 في أنحاء المملكة المتحدة ككل.

وتعتقد مؤسسة يونيبول الخيرية الطلابية أن هناك حاجة إلى المزيد من أماكن الإقامة "بأسعار معقولة" ، خاصة للطلاب ذوي الاوضاع الأكثر صعوبة الذين قد يختارون أماكن إقامة جامعية مخصصة إذا كانوا لا يعرفون منطقة ما جيدا أو يأتون من خارج المملكة المتحدة.

وقال مارتن بلاكي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية، إن مثل هذه الإقامة أغلى بحوالي 35 ٪ من استئجار غرفة في منزل، لذلك انتهى الأمر ببعض الطلاب إلى إنفاق الكثير من أموالهم على الإقامة المؤقتة معتقدين أنهم سيوفرون المال عندما يقيمون في منزل خارجي .

لكن أموال الكثيرين نفدت قبل أن يتمكنوا من تأمين مكان ما ، وقال بلاكي "إن أعدادا كبيرة جدا من الطلاب الدوليين يستخدمون بنوك الطعام" وقد يضطرون إلى العودة إلى ديارهم.

واضاف بلاكي: " إنه أمر قاس أن تنهار أحلام الناس بهدوء".

وفي بيان ، قال متحدث باسم وزارة التعليم: "إن جذب ألمع الطلاب على المستوى الدولي أمر جيد لجامعاتنا ويحقق النمو في الداخل.

"لهذا السبب نشجع الجامعات ومقدمي خدمات الإقامة الخاصة على مراعاة احتياجات الإقامة الخاصة بأولئك الطلاب ودعمهم وفقا لذلك."

وجاء في بيان صادر عن مؤسسة "جامعات المملكة المتحدة" : "إن الضغوط الحالية على سوق الإسكان في المملكة المتحدة محسوسة في جميع أنحاء المجتمع، بما في ذلك الطلاب ، وتعمل الجامعات على تخفيف ذلك حيثما أمكن ذلك.

"تتمتع الجامعات بخبرة في دعم الطلاب ، وبينما نوصي بشدة أن ينظم الطلاب السكن قبل السفر إلى المملكةالمتحدة ، ويجب على أي طالب يواجه صعوبة في الحصول على مكان يقيم فيه الاتصال بفريق الإسكان الجامعي في أقرب وقت ممكن."