سوريا تشيّع ضحايا الهجوم على الكلية الحربية في حمص وقصف على مناطق في إدلب


إعلان

وردّت القوات السورية على الهجوم بقصف مناطق واقعة تحت سيطرة فصائل معارضة وجهادية في شمال غرب البلاد أمس واليوم، ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى.

ولم تتبن أي جهة الهجوم الذي يعدّ بين الأكثر عنفا ضد مركز عسكري منذ بدء النزاع في العام 2011. وإذا صحّ أن الفصائل الجهادية التي تسيطر على محافظة إدلب (شمال غرب) نفذته، فسيكون الأول بهذا الحجم وبهذا الأسلوب.

أمام المستشفى العسكري في مدينة حمص، تجمّع العشرات من أهالي الضحايا منذ الصباح الباكر وسط أجواء من الحزن الشديد والوجوم. وتقدّم حملة الأكاليل قرابة ثلاثين نعشاً، وبدأت مراسم التشييع، بحضور وزير الدفاع علي محمود عباس، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس.

ولم تتمكّن سيدة ارتدت ثوباً أسود اللون مرقطاً بورود بيضاء وغطت رأسها بوشاح أبيض من تمالك نفسها، وبدت كأنها تهذي من شدّة الحزن على ابنها.

وقالت، بينما كان ضابط ينادي على العائلات لمواكبة الجثامين في سيارات الإسعاف، "لا تستقلّ يا ابني السيارة، لا تذهب يا حبيبي، ابقَ بقربي، هذا النوم لا يليق بك".

واستهدفت طائرات بلا طيار باحة الكلية الحربية في مدينة حمص الخميس فور انتهاء حفل تخريج ضباط وأثناء تواجد عدد كبير من أفراد عائلاتهم.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الذعر والفوضى وضحايا أرضا وجرحى يستغيثون بينما تُسمع في الخلفية أصوات رشقات نارية.

وأورد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة أن حصيلة القتلى ارتفعت الى 123، بينهم 54 مدنياً ضمنهم 39 طفلا وسيدة من ذوي الضباط. وأحصى كذلك إصابة 150 آخرين بجروح.

وأحصى الإعلام الرسمي السوري صباح الجمعة مقتل 89 شخصاً، وإصابة 277 آخرين بجروح.

واستعادت القوات الحكومية في العام 2017 السيطرة على مدينة حمص التي شكّلت معقلاً بارزاً للفصائل المعارضة عند اندلاع النزاع عام 2011. وباتت تسيطر منذ العام 2018 على كامل المحافظة.

واتهم الجيش السوري الخميس "التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة" بالوقوف خلف الاستهداف "عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة". وأكد أنه "سيردّ بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت".

وتستخدم فصائل جهادية عدة بينها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وتنظيم الدولة الإسلامية أحيانا طائرات مسيّرة لاستهداف مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية أو حلفائها.

من مراسم تشييع عسكريين سوريين وذويهم في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد أن قتلوا في هجوم على الكلية الحربية في حمص في اليوم السابق © لؤي بشارة / ا ف ب

"أراك عريساً"

وأعلنت الحكومة في خطوة نادرة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام بدءاً من الجمعة.

من باحة المستشفى العسكري، انطلقت تباعاً سيارات إسعاف أقلّت جثامين القتلى الى المناطق التي يتحدّرون منها.

من نعش الى آخر، انتقلت خولة (33 عاماً) بحثاً عن شقيقها.

وقالت بحزن لفرانس برس "لم يمت أمجد، أنا متّ (..). كنت أودّ أن أراك عريساً وأنت اليوم عريس".

وبينما كان نعش شقيقها يدخل سيارة الاسعاف، سارع أحد أشقائها الى احتضانها قبل أن يعانقها ويبكيان معاً.

وحضر وزير الدفاع مراسم التشييع الجمعة، بعدما نجا من الهجوم أمس. وأكد شاهد عيان من أهالي الضحايا لفرانس برس أن عباس كان حاضراً خلال حفل التخرج، وغادر قبل دقائق من القصف.

وقال عباس خلال مراسم التشييع "الشهادة والكرامة والعزة للوطن ثمنها كبير (...) الشهداء الذين ارتقوا أمس بالتأكيد ثمن دمائهم غال لكن الوطن أغلى".

وبعدما توعّدت دمشق بالرد على منفذي الهجوم، بدأت القوات الحكومية منذ الخميس قصفاً مدفعياً على مناطق عدة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها أوقع حتى اليوم 15 مدنياً، وفق المرصد الذي أفاد الجمعة عن استهداف طائرات روسية بخمس غارات على الأقل مناطق عدّة في إدلب ومحيطها.

وندّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة تعزية إلى نظيره بشار الأسد، وفق الكرملين، بالهجوم "الإرهابي". وقال "نأمل أن تتم معاقبة منظميه"، مؤكداً عزمه "مواصلة تعاوننا الوثيق مع شركائنا السوريين لمكافحة كل أشكال.. الإرهاب".

"قلق بالغ"

وأثار التصعيد قلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إنه "يشعر بقلق بالغ" إزاء الهجوم على الكلية العسكرية وجراء "القصف الانتقامي من القوات الموالية للحكومة" على شمال غرب سوريا.

أشخاص يبكون أفرادا من عائلتهم في مشرحة في مستشفى في إدلب في شمال غرب سوريا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد أن قتلوا في قصف للقوات السوري في اليوم السابق © عبد العزيز كيتاظ / ا ف ب

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً داميا متشعّب الأطراف تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان.

وجاء استهداف الكلية الحربية في وقت قصفت تركيا الخميس 21 موقعاً على الأقل، بينها بنى تحتية مدنية ومواقع سكنية، تحت سيطرة الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.

وتسبّب القصف، وفق قوى الأمن الداخلي الكردية (الأسايش)، بمقتل 11 شخصا، هم خمسة مدنيين وستة من عناصرها.

وهدأت وتيرة القصف الى حد كبير منذ ليل الخميس، وفق المرصد ومراسلين لفرانس برس.

وتوعدّت تركيا بقصف مواقع في شمال شرق سوريا، بعد إعلانها أن منفذَي هجوم طال الأحد مقر وزارة الداخلية في أنقرة "جاءا من سوريا وتدرّبا هناك".

ونقلت وسائل إعلام تركية ليل الخميس أن وحدات الاستخبارات الوطنية التركية نفّذت ضربات أدت إلى "تدمير مبان تضم وحدات هجوم وتخريب، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة وذخيرة تابعة لحزب العمال الكردستاني"الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا" وتقول إنه يلقى دعما من القوات الكردية في سوريا.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة أسقطت الخميس طائرة مسيّرة تركية قالت إنها مثّلت تهديدا محتملا لقواتها في سوريا. وكانت الطائرة تنفّذ ضربات في مناطق تحت سيطرة الأكراد.

ومنذ العام 2016، شنت تركيا ثلاث هجمات عسكرية في سوريا.

مون-لار/رض

تاريخ الخبر: 2023-10-06 12:06:47
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 86%
الأهمية: 97%

آخر الأخبار حول العالم

المسيح‏ قام .. ‏بالموت‏ ‏داس‏ ‏الموت

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-08 09:21:40
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

صباح الخير يا مصر

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-08 09:21:41
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

أمطار ورياح مثيرة للأتربة والغبار على عدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-08 09:23:47
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

تحديد النطاق السعري لاكتتاب سماسكو بين 7 و7.5 ريال للسهم

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-08 09:24:05
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 39%

تراجع طفيف لأسعار النفط - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-08 09:23:44
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية