كأس العالم في ضيافة عرس الاستثناء المغربي


الدار/ افتتاحية

الاستثناء المغربي ليس مجرد أسطورة أو خرافة إعلامية تعبر عن روح المبالغة التي تخترق بعض القراءات والتحليلات حول آفاق تطور هذا البلد ومؤهلاته الهائلة. الاستثناء المغربي حقيقة ساطعة لكل من ألقى السمع وانتبه جيدا إلى المسار الذي قطعته بلادنا منذ أكثر من 20 عاما. احتضان بلادنا إلى جانب إسبانيا والبرتغال مونديال 2030 دليل آخر على أن الاستثناء المغربي واقع يفرض نفسه محليا وقاريا وعالميا وحقيقة لا يختلف حولها اثنان. المغرب بلد لا يمتلك غاز قطر ولا نفط السعودية ولا سياحة إسبانيا وصناعتها ومع ذلك استطاع أن ينتزع هذا الاعتراف العالمي الجديد بمكانته المتميزة لأنه يمتلك عملة الاستثناء.

الاستثناء المغربي الذي يدفع بلدنا إلى تبوأ هذه المكانة هو الذي سيسمح للمغاربة جميعا اليوم دون استثناء بالانخراط في هذا المشروع الوطني الكبير في أفق سنة 2030. وهؤلاء المغاربة بكافة أطيافهم وفئاتهم مدركون أيّما إدراك لأهمية هذا الرهان في الوقت الحالي. يتزامن هذا التحدي مع كارثة طبيعية هزت بلادنا منذ أسابيع لكنّها أخرجت من نفوس المغاربة أجمل ما فيهم، وأظهرت روح الاستثناء المغربي القائمة أساسا على التضامن والتآزر ومواجهة الشدائد بيد واحدة وروح متحدة. الاستثناء المغربي ليس مجرد قدرة على الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في منطقة موبوءة بالحروب والصراعات والنزاعات التي لا تنتهي.

الاستثناء المغربي ليس مجرد معجزة صناعية تُبهر العالم اليوم بفضل ما حققته في ظرف لا يتعدى عقداً من الزمن وحوّلت مدناً مثل طنجة والقنيطرة والدار البيضاء إلى أقطاب للصناعات الميكانيكية وصناعات الطيران عبر العالم. الاستثناء المغربي ليس مجرد جاذبية سياحية منقطعة النظير تجعل بلادنا اليوم فخورة بهذا الحبّ الذي يكنّه العديد من شعوب العالم للمغرب ولمواطنيه ومواطناته لا لشيء إلا لتأثرهم الشديد بكرم الضيافة ودفء القلوب الذي يجدونه كلّما زاروا هذا البلد السعيد. الاستثناء المغربي ليس مجرد إحسان إلى المسيء وتقرّب من المجافي على الرغم من صدوده وإعراضه وظلمه. ليس سهلا أن يصرّ بلد ووطن كامل قيادة وشعبا على الإحسان إلى جيرانه مهما فعلوا من شرور وكادوا من مؤامرات.

الاستثناء المغربي ليس مجرد تسامح لا حدود له مع الآخر المختلف عقيدةً وديناً ولغةً وثقافةً. الاستثناء المغربي ليس مجرد واحةِ تعدديةٍ وديمقراطية وتنوعٍ ثقافي وديني وعرقي لا تُداخله أبداً سموم الطائفية البغيضة أو شرور العنصرية المقيتة. الاستثناء المغربي هو الذي خوّل لهذا البلد أن يحتضن مواطنيه عرباً وأمازيغَ مسلمينَ ويهوداً أفارقة وموريسكيين ويصهرهم في فسيفساءَ وطنيةٍ واحدة وموحدة لا تعتريها الشروخ أو الشقوق أو الشكوك. الاستثناء المغربي هو هذا البلد الذي لم يعرف أبداً حروباً دينية ولا طائفية ولا صراعات حزبية وظل متمسكا بشعاراته الخالدة التي توحّده تحت راية المثلث المقدس: الله الوطن الملك.

الاستثناء المغربي هو الذي يجعل الإجماع العالمي على وجهة المغرب حقيقة مثيرة للغيرة والحسد هنا وهناك، لكنها لا تنقص أبداً من عزيمة هذا الوطن بملكه وشعبه وأبنائه. الاستثناء المغربي هو هذه القدرة الهائلة التي يمتلكها وطننا على تجاوز المحن والتصدي للكوارث ومفاجآتها ودمارها بقدر كبير من التماسك والثبات دون أن ينال ذلك من عزيمة ووحدة المغاربة مثلما يحلم بذلك المغرضون هنا وهناك. هذا الاستثناء المغربي هو الذي سيظهر بجلاء في مونديال 2030 عندما سيرى العالم بأم عينيه في فعاليات هذه المسابقة الدولية المعاني الخالصة للضيافة على أصولها والأبعاد الحقيقية للتسامح والتعايش الروحي والديني والجوهر المحض لاحتضان الآخر وقبوله وربط جسور المثاقفة الإيجابية بعيدا عن مظاهر التفاخر الشكلي والتنافس الدعائي.

تاريخ الخبر: 2023-10-06 12:25:16
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

مظاهرة الوحدة الوطنية فى سوهاج لمساندة شعب فلسطين

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-11 09:21:42
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

رسالة‏ ‏عيد‏ ‏القيامة‏ ‏المجيد

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-11 09:21:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

سوء تمثيل!! – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 09:22:58
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

فتح الباب أمام العروض السعودية لصفقة صلاح

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-11 09:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

وزير النقل: لا نتدخل في أسعار التذاكر الدولية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-11 09:23:41
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-11 09:21:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية