رغم المسلسل المظلم الذي عاشته الدول الثلاث فيما بينها، خصوصا بين المغرب واسبانيا في حرب “الريف”، ومع البرتغال في حرب “واد المخازن”، لم تكن هذه المعارك القديمة لها آثار رجعية على مصلحة هذه الدول في الفترة الراهنة، علما أن هذه الأحداث كانت دموية في كثير من الأحيان.
لكن شاءت الأقدار وتحولت الأطماع الإستعمارية الأوروبية بالمغرب التي فرضتها معاهدة “واد راس” الشهيرة في الزمن القديم، إلى أطماع جماعية بعد عدة اتفاقيات تجارية بين الدول الثلاث، والتي كرسها الملف الثلاثي لـ”المونديال” الذي سيجمع بينهم في محفل رياضي عالمي، سيكون استثنائيا نظرا لعراقة القارتين.
وفي هذا الصدد، قال الحسين كنون، رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية وخبير في العلاقات الدولية، إن “الطريق بين المغرب وإسبانيا والبرتغال كان مكتظا بالأحداث السلبية والإيجابية والمعارك والانتصارات والانكسارات، يجب الاعتماد عليها من أجل استخلاص الدروس والعبر”، مشيرا إلى أن “الوضعية تغيرت لعدة أسباب، أبرزها أن في حرب واد المخازن لم تكن هناك الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن المملكة المغربية والإسبانية والجمهورية البرتغالية هم أعضاء داخل هذه الجمعية، التي تفرض على كل دولة عدم التدخل في شؤون دولة أخرى”.
وأضاف الحسين كنون، في تصريح لـ”الأيام 24″: “نحن اليوم تحت رعاية نظام عالمي جديد، ينبني على أسس متينة، كالتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والرياضي والعلمي”، لافتا إلى أن “كأس العالم لسنة 2030 هو وجه مشرق للبلدان الثلاث بعد سنوات مظلمة، لأنه يربط بين القارتين الإفريقية والأوروبية”، مؤكدا على أن “المغرب يترافع على قارته السمراء وله شراكات متنوعة مع إسبانيا والبرتغال كما هناك اتفافية تعاون بين البلدان الثلاث”.
“احتضان نهائيات كأس العالم 2030 هو مسؤولية كبيرة أمام المنتظم الدولي، وبالتالي هناك ربط بين القارتين وتلاحق الثقافات بالإضافة إلى تعدد الحضارات”، يقول المتحدث، مضيفا أن “النفق الذي سيتم فتحه بيم مدينة طنجة وجبل طارق ستكون فيه انسيابية بين البلدين، وأيضا تبادل تجاري مهم مما سيشكل ثورة حقيقية غير مسبوقة في هذا المجال”.
وتابع المتحدث عينه أن “هذه الدول الثلاث سيكون لها مستقبل زاهر في التعاون والتقارب، لتحقيق هذا العرس الرياضي غير المسبوق، لأنه سيصادف الذكرى المئوية لكأس العالم لكرة القدم، مما سيعطي طابعا استثنائيا لهذه الدورة المتميزة”.
وخلص كنون حديثه بالتأكيد على أنه “بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، سيتم العمل بشكل كبير وجدي لإظهار صورة المغرب المتحضر على المستوى العالمي”.
