ط.غ
جددت بلدان عربية وإفريقية، بالأمم المتحدة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، سبيلا لإنهاء النزاع الاقليمي الذي عمّر عشرات السنين وعطل مشروع حلم المغرب العربي، الحلم الذي يبتعد أكثر، في ظل استمرار التوظيف السياسي الجزائري لملف الصحراء المغربية.
وأعلنت بلدان، الكويت والسيراليون وإفريقيا الوسطى وغامبيا وكيرباتي، دعمها لسيادة المغرب على كامل أراضيه جنوبا، ما يقوي وفق متابعين للدفوعات القانونية والمشروعة للمغرب، فيما يزيد في خيبات ونكسات الدبلوماسية الجزائرية التي تراهن على استدامة تعقيدات الملف وتضعه على طليعة سياستها الخارجية.
استمرار الدعم العربي والافريقي لمغربية الصحراء، يرى فيه زكرياء بالمدني، أستاذ العلاقات الدولية، أنه نتيحة حتمية لصاحب الحق التاريخي والمشروع، فالمغرب يحصد ما زرعه في علاقاته الخارجية التي تبنى على الحكمة والتفاعل الايجابي والابتعاد عن سياسة المحاور والاصطفافات وخطوط الأزمات.
وأشار في حديثه ل”الأيام 24″ إلى أن سياسة المغرب الخارجية راكمت خبرة في العلاقات مع مختلف الشركاء حتى من يناصرون الطرح الانفصالي، والبدليل أن مواقف الرباط تتميز بالتوري والاتزان، سواء في الأزمة الأوكرانية الروسية، أو الانقلابات في إفريقيا، وصولا إلى التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط.
واعتبر المحلل السياسي، أن النجاح الدبلوماسي المغربي يقابله، اخفاق سياسي للنظام الجزائري الذي يوظف “أكذوبة العداء المغربي للجزائر عبر صناعة وهم عدو خارجي لاستعمالها داخليا للتعبئة وتوحيد الصفوف في ظل العجز عن تقديم أجوبة عن الإشكاليات الاقتصادية والسياسية والتنموية التي يعاني منها عموم الشعب الجزائري، في إطار سياسة الإلهاء والاستمرار في تأجيج أزمة خارجية للتغطية عن الإشكاليات الداخلية”.
وتحدث عن ما وصفه ب”الدولة الكاذبة”، قائلا إن النظام العسكري في الجزائر يؤكد أن ملف الصحراء هو مشكل دولي ينبغي أن يُحل عن طريق الأمم المتحدة، كنوع من المراوغة للإيهام بأن الجزائر ليست طرفا في النزاع، بينما جميع القرائن تؤكد أنها طرف مباشر.
وسبق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التحدث عن اعتراف إسرائيل بسيادة المملكة على أراضيها جنوبا: “هذا كلام فارغ، هناك مشكل دولي، ولا بد من حله، وحله يكون عن طريق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومجلس الأمن”.
