ط.غ
شدد الملك محمد السادس، على ضرورة التشبث بالقيم المؤسسة للهوية الوطنية بما فيها القيم الدينية والروحية، وفي مقدمتها قيم الإسلام السني المالكي القائم على “إمارة المؤمنين”، الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال والانفتاح على الآخر، والتسامح والتعايش مع مختلف الديانات والحضارات.
وتحدث الملك محمد السادس في خطاب افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الحادية عشرة، اليوم الجمعة، عن قيم الاعتدال التي تجعل المغرب نموذجا في العيش المشترك بين المغاربة، المسلمين واليهود، وفي احترام الديانات والثقافات الأخرى.
وحول مركزية “إمارة المؤمنين” في جعل المغرب نموذجا للتعايش المشترك، قال محمد طلحة أستاذ العلوم السياسية، إن “إمارة المؤمنين” تقوم على أساسين، هما البيعة العامة، وهي العهد بالولاء والطاعة، ثم بيعة أهل الحل والعقد الذين يمثلون الأمة، فصارت بذلك الإمامة العظمى، التي ينوب عنها القضاة في تصريف الأحكام، وينوب عنها العلماء في إقامة شرع الله، فكانت بذلك المقاصد الشرعية لإمارة المؤمنين متعدّدة ولا تتعلق فقط بالجانب الروحي، وإنما بقضايا متعدّدة.
واستعرض المحلل السياسي، في حديث ل”الأيام24″ أن المحطات التي يتجلى فيها حفظ الأمن الروحي للمغاربة تحت إمارة المؤمنين، ضمنت كافة الحقوق لجميع المواطنين، خاصة حرية ممارسة الشرائع الدينية، مشيرا إلى نماذج من حفظ هذا الحق من خلال خطابات الملك محمد السادس ودستور المملكة.
وتبقى إمارة المؤمنين، بحسب المتحدث، صمام أمان جميع المواطنين المغاربة، ولها دور مهمّ في صيانة الوحدة الوطنية، وحفظ الحقوق والروابط الأسرية والقوانين المعمول بها.
وأوضح أن “إمارة المؤمنين” تتخذ دائما، مواقف حكيمة إزاء بعض المطالب، التي لا تسمح بإقامتها وتبقى من شأنها الخاص، من قبيل: المساواة في الإرث بين الجنسين أو رفع التجريم عن العلاقات الرضائية.
ويرى المحلل السياسي، أن “الخصوصية المغربية”، من أبرز مقتضياتها: الاستقلال عن الخلافة المشرقية، عدم التأثر كثيرا بالخلافات المذهبية الفكرية والعقائدية التي عرفها المشرق، بناء النسق السياسي والديني الخاص، وعلى رأسه الاختيارات المذهبية وإمارة المؤمنين.
