الحمزة بن عبد المطلب

عودة للموسوعة

الحمزة بن عبد المطلب

مقبرة شهداء أحد ، وقبر الحمزة بن عبد المطلب

الحمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي (55 ق.هـ ـ ثلاثة هـ) ،أمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشية وهوعم رسول الله (ص)، وأخوه من الرضاعة، وكنيته أبوعمارة وأبويعلى، ولقبه سيد الشهداء، وأسد الله، وأسد رسوله . ولد في مكة قبل عام الفيل بسنتين ، استشهد حمزة في معركة أحد في منتصف شهر شوال السنة الثالثة للهجرة وكان عمره نحو(58سنة) ودفن في مقبرة شهداء أحد.

نسبه

  • هو«حمزة بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس) وهوقريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان». هذا هوالمتفق عليه من نسبه، وهونسب الرسول محمدٍ نفسه تقريباً، فكلاهما من نسل عبد المطلب بن هاشم. أما ما فوق معد بن عدنان ففيه اختلاف كثير، غير أنه ثبت حتى نسب عدنان ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم.

وهوشقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام، وهوعم الرسول محمد وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، فقد أرضعت حمزة بن عبد المطلب، ثم محمداً، ثم أبا سلمة عبد الله المخزومي القرشي، فكانوا جميعاً إخوة من الرضاعة. وكان حمزةُ أسنَّ من الرسولِ محمدٍ بسنتين، وقيل: بأربع سنين، والأول أصح.

  • أمه: «هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (واسمه قيس) وهوقريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان». وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم الرسول محمد.


سيرته في الجاهلية

ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين فهوأسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ رضي الله عنه وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززاً مكرماً، وكان موصوفاً بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة، يشارك في الحياة الاجتماعية مع سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية، شهد وهوابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش .

اسلامه

كان ترباً لرسول الله وصديقاً له لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنة السادسة من البعثة إثر موقف غيرة وفوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عائداً من الصيد مرة وبلغه حتى أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سباً قبيحاً وآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد حتى طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجّه شجة منكرة، ونطق: (أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إذا استطعت ،يا ترى؟ ثم مضى إلى رسول الله في دار الأرقم وأعرب إسلامه، ففرح به الرسول عليه السلام والمسلمون فرحاً كبيراً، وعز جانبهم بإسلامه، ولما أسلم عمر بن الخطاب بعده بفترة وجيزة، خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وعمر الفاروق وهم يكبرون ويهللون جهاراً نهاراً .

وفي السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة .

هجرته

ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي عليه السلام بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول عليه السلام بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريش القادمة من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبي جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمروالجهني، وكان حليفاً للطرفين .

جهاده

سرية حمزة إلى سيف البحر

كان أولُ لواء عقده الرسولُ محمدٌ لحمزة بن عبد المطلب، إذ بعثه في سرية إلى سيف البحر من أرض جهينة، وقيل إذا أول لواء عقده لعبيدة بن الحارث بن المطلب، نطق ابن إسحاق: «فكانت رايةُ عبيدة بن الحارث -فيما بلغني- أولَ راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين».

بعث الرسولُ محمدٌ حمزةَ بنَ عبد المطلب إلى سيف البحر من ناحية العيص، في ثلاثين راكباً من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فلقي أبا جهل بنَ هشام بذلك الساحل في ثلاثمئة راكب من أهل مكة، فحجز بينهم مجدي بن عمروالجهني، وكان موانادىً للفريقين جميعاً، فانصرف بعضُ القوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال، وكان الذي يحمل لواء حمزة أبا مرثد الغنوي.

ونطق بعض الرواة: «كانت رايةُ حمزة أولَ راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأحد من المسلمين»، وذلك أنَّ بعْثَه وبعْثَ عبيدة كانا معاً، فشُبِّه ذلك على الناس، وقد زعموا حتى حمزة قد نطق في ذلك شعراً يذكر فيه حتى رايتَه أولُ راية عقدها الرسول محمد، ونطق ابن هشام: «وأكثر أهل الفهم بالشعر يُنكر هذا الشعر لحمزة رضيَ الله عنه». وأما هذا الشعر الذي يُنسب لحمزة فهوهذه الأبيات:

ألا يا لقومي للتحلم والجهلِ وللنقص من رأي الرجال وللعقلِ
وللراكبينا بالمظالم لم نطأ لهم حرمات من سوام ولا أهلِ
كأنا تبلناهم ولا تبل عندنا لهم غير أمر بالعفاف وبالعدلِ
وأمر بإسلام فلا يقبلونه وينزل منهم مثل منزلة الهزلِ
فما برحوا حتى انتدبت لغارة لهم حيث حلوا ابتغى راحة الفضلِ
بأمر رسول الله، أول خافق عليه لواء لم يكن لاح من قبلي
لواء لديه النصر من ذي كرامة إله عزيز عمله أفضل العملِ
عشية ساروا حاشدين وكلنا مراجله من غيظ أصحابه تغلي
فلما تراءينا أناخوا فعقلوا مطايا وعقلنا مدى غرض النبلِ
فقلنا لهم: حبل الإله نصيرنا وما لكم إلا الضلالة من حبلِ
فثار أبوجهل هنالك باغياً فخاب وردَّ الله كيد أبي جهلِ
وما نحن إلا في ثلاثين راكباً وهم مائتان بعد واحدة فضلِ
فيا للؤي لا تطيعوا غواتكم وفيئوا إلى الإسلام والمنهج السهلِ
فإني أخاف حتى يُصبَّ عليكمُ عذاب فتدعوا بالندامة والثكلِ

فأجابه أبوجهل بأبيات من الشعر نطق فيها ابن هشام: «وأكثر أهل الفهم بالشعر يُنكر هذا الشعر لأبي جهل»، وأما هذا الشعر الذي يُنسب لأبي جهل فهوهذه الأبيات:

عجبت لأسباب الحفيظة والجهلِ وللشاغبين بالخلاف وبالبطلِ
وللتاركين ما وجدنا جدودنا عليه ذوي الأحساب والسؤدد الجزلِ
أتَونا بإفك كي يُضلوا عقولنا وليس مضلاً إفكهم عقل ذي عقلِ
فقلنا لهم: يا قومنا لا تخالفوا على قومكم إذا الخلاف مدى الجهلِ
فإنكم إذا تعملوا تُدع نسوة لهن بواك بالرزية والثكلِ
وإن ترجعوا عما عملتم فإننا بنوعمكم أهلُ الحفائظ والفضلِ
فنطقوا لنا: إنا وجدنا محمداً رضاُ لذوي الأحلام منا وذي العقلِ
فلما أبوا إلا الخلاف وزيَّنوا جماع الأمور بالقبيح من العملِ
تيمَّمتُهم بالساحلين بغارة لأهجرَهم كالعصف ليس بذي أصلِ
فورَّعني مجدي عنهم وصحبتي وقد وازروني بالسيوف وبالنبلِ
لإلَّ علينا واجب لا نُضِيعه أمين قواه غير منتكث الحبلِ
فلولا ابن عمروكنتُ غادرتُ منهمُ ملاحمَ للطير العكوف بلا تبلِ
ولكنَّه آلى بإلٍّ فقلصت بأيماننا حد السيوف عن القتلِ
فإن تُبقني الأيامُ أرجعْ عليهمُ ببيض رقاق الحد محدَثة الصقلِ
بأيدي حماة من لؤي بن غالب كرام المساعي في الجدوبة والمحلِ


جهاده في غزوة بدر

شهد حمزة بن عبد المطلب بدراً، وأبلى فيها بلاءً عظيماً مشهوراً، وكان حمزة بن عبد المطلب هوالذي ابتدأ قتال المشركين في غزوة بدر، فقد خرج رجل من جيش قريش هوالأسود بن عبد الأسد المخزومي القرشي فنطق: «أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أولأهدمنه، أولأموتن دونه»، فلما خرج، خرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهودون الحوض، فسقط على ظهره تشخب رجله دماً نحوأصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه، يريد حتى يبر يمينه، وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض.

ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، حتى إذا فصل من الصف نادى إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة، وهم: عوف ومعوذ ابنا الحارث -وأمهما عفراء- ورجل آخر يُنطق هوعبد الله بن رواحة، فنطقوا: «من أنتم؟»، فنطقوا: «رهط من الأنصار»، نطقوا: «ما لنا بكم من حاجة»، ثم نادى مناديهم: «يا محمد، أخرج إلينا أكفاءَنا عن قومنا»، فنطق الرسولُ محمدٌ: «قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي»، فلما قاموا ودنوا منهم، نطقوا: «من أنتم؟»، نطق عبيدة: «عبيدة»، ونطق حمزة: «حمزة»، ونطق علي: «علي»، نطقوا: «نعم، أكفاء كرام». فبارز عبيدةُ، وكان أسن القوم، عتبةَ بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة، فأما حمزة فلم يُمهل شيبة حتى قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد حتى قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه (أي جرحه جراحةً لم يقم معها)، وكرَّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه (أي أسرعا قتله)، واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه.

وكان حمزة يُعلَّم في الحرب بريشة نعامة، وقاتل يوم بدر بين يدي الرسول محمد بسيفين، وقد رُوي عن عبد الرحمن بن عوف أنه نطق: نطق لي أمية بن خلف، وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما (أي وهما أسيران عنده): «يا عبد الإله، من الرجل منكم المفهم بريشة نعامة في صدره؟»، قلت: «ذاك حمزة بن عبد المطلب»، نطق: «ذاك الذي عمل بنا الأفاعيل».

وأما الذين رُوي حتى حمزة بن عبد المطلب هومن قتلهم في غزوة بدر فهم:

  • شيبة بن ربيعة العبشمي القرشي، قتله حمزةُ مبارزةً.
  • عتبة بن ربيعة العبشمي القرشي، اشهجر فيه عبيدة بن الحارث بن المطلب وحمزة وعلي.
  • حنظلة بن أبي سفيان بن حرب الأموي القرشي، وينطق اشهجر فيه حمزة وعلي وزيد.
  • طعيمة بن عدي النوفلي القرشي، قتله علي بن أبي طالب، ويُنطق حمزة بن عبد المطلب.
  • زمعة بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي، اشهجر فيه حمزة وعلي بن أبي طالب وثابت بن الجذع.
  • عقيل بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي، قتله حمزة وعلي، اشهجرا فيه.
  • أبوقيس بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي.
  • الأسود بن عبد الأسد بن هلال المخزومي القرشي.
  • نبيه بن الحجاج بن عامر السهمي القرشي، قتله حمزة بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص، اشهجرا فيه.
  • عائذ بن السائب بن عويمر المخزومي القرشي، أُسر ثم افتُدي فمات في الطريق من جراحة جرحه إياها حمزة بن عبد المطلب.

وكان مما قيل من الشعر في يوم بدر، وترادَّ به المسلمون بينهم لِما كان فيه، قول حمزة بن عبد المطلب:

ألم تر أمراً كان من عجب الدهرِ وللحين أسبابٌ مبينة الأمرِ
وما ذاك إلا حتى قوماً أفادهم فحانوا تواصٍ بالعقوق وبالكفرِ
عشية راحوا نحوبدرٍ بجمعهم فكانوا رهوناً للركية من بدرِ
وكنا طلبنا العيرَ لم نبغِ غيرها فساروا إلينا فالتقينا على قدرِ
فلما التقينا لم تكن مثنويةٌ لنا غيرَ طعن بالمثقفة السمرِ
وضربٍ ببِيضٍ يختلي الهامُ حدَّها مشهرةِ الألوان بيِّنةِ الأثرِ
ونحن هجرنا عتبة الغي ثاوياً وشيبة في القتلى تجرجم في الجفرِ
وعمروثوى فيمن ثوى من حماتهم فشقت جيوب النائحات على عمرو
جيوبُ نساء من لؤي بن غالب كرام تفرعن الذوائب من فهرِ
أولئك قوم قُتِّلوا في ضلالهم وخلَّوا لواءً غير محتضر النصرِ
لواءَ ضلال قاد إبليسُ أهلَه فخاس بهم، إذا الخبيث إلى غدرِ
ونطق لهم، إذ عاينَ الأمر واضحاً برئتُ إليكم ما بي اليوم من صبرِ
فإني أرى ما لا ترون وإنني أخاف عقاب الله والله ذوقسرِ
فقدَّمهم للحين حتى تورَّطوا وكان بما لم يخبرِ القومَ ذا خبرِ
فكانوا غداة البئر ألفاً وجمعُنا ثلاث مئين كالمسدمة الزهرِ
وفينا جنود الله حين يمدنا بهم في مقامٍ ثم مستوضح الذكرِ
فشدَّ بهم جبريلُ تحت لوائنا لدى مأزق فيه مناياهم تجري


جهاده في غزوة أحد ووفاته

جبل أُحُد، حيث قُتل حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد عام 3هـ

شهد حمزة بن عبد المطلب غزوة أحد، فقُتل بها يوم السبت في النصف من شوال، وكان قَتَلَ من المشركين قبل حتى يُقتل واحداً وثلاثين نفساً، وقاتل حمزةُ حتى قَتَلَ أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، وكان أحد النفر الذين يحملون اللواء. وكذلك اغتال عثمان بن أبي طلحة وهوحامل اللواء وهويقول:

إن على أهل اللواء حقاً أن يخضبوا الصعدة أوتندقا

فحمل عليه حمزة فقتله. ثم مر به سباع بن عبد العزى الغبشاني، وكان يُكنى بأبي نيار، فنطق حمزة: «هلم إلي يا ابن مبترة البظور»، وكانت أمُّه أمُّ أنمارٍ مولاةَ شريق بن عمروبن وهب الثقفي، وكانت ختانة بمكة، فلما التقيا ضربه حمزة فقتله.

ملف:Ohadold.jpg
ضريح حمزة بن عبد المطلب قديماً.

وقد رُوي عن ابن الشياب أنه نطق: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم آخرَ أصحابه يوم الشعب (يعني يوم أحد)، ليس بينه وبين العدوغير حمزة، يقاتل العدوحتى قُتل، وقد قَتَلَ اللهُ بيد حمزة رضيَ الله عنه من الكفار واحداً وثلاثين رجلاً، وكان يدعى أسد الله».

وكان جبير بن مطعم النوفلي القرشي قد نادى غلاماً له حبشياً يُنطق له وحشي، يقذف بحربة له قذف الحبشة، قلَّما يخطئ بها، فنطق له: «اخرج مع الناس، فإن أنت قتلت حمزة عمَّ محمد بعمي طعيمة بن عدي، فأنت عتيق». وكان وحشي حدثا مر بهند بنت عتبة أومرت به تقول: «ويهاً أبا دسمة، اشف واشتف»، أي تحرضه على اغتال حمزة بن عبد المطلب.

وكان حمزة يقاتل يومئذٍ بسيفين، فنطق قائل: «أيّ أسد هوحمزة!»، فبينما هوكذلك إذ عثر عثرة سقط منها على ظهره، فانكشف الدرعُ عن بطنه، فزرقه وحشي الحبشي مولى جبير بن مطعم بحربة فقتله. ومثَّل به المشركون، وبجميع قتلى المسلمين إلا حنظلة بن أبي عامر الراهب الأوسي، فإن أباه كان مع المشركين فهجروه لأجله، وجعلت نساء المشركين (هند بنت عتبة وصواحباتها) يجدعن أُنُفَ المسلمين وآذانَهم ويبقرون بطونَهم، وبقرت هند بطن حمزة فأخرجت كبده، فجعلت تلوكها فلم تسغها فلفظتها، فنطق الرسولُ محمدٌ: «لوولج بطنها لم تمسها النار». وذكر موسى بن عقبة: «أن الذي بقر عن كبد حمزة وحشيٌّ، فحملها إلى هند فلاكتها فلم تستطع حتى تسيغها، فالله أفهم».

وكان مقتل حمزة للنصف من شوال من سنة 3هـ، وكان عمره سبعاً وخمسين سنة، على قول من يقول إنه كان أسن من الرسول محمدٍ بسنتين، وقيل: كان عمره تسعاً وخمسين سنة، على قول من يقول إنه كان أسن من الرسولِ محمدٍ بأربع سنين، وقيل: كان عمره أربعاً وخمسين سنة، وهذا يقوله من جعل مقام الرسولِ محمدٍ بمكة بعد الوحي عشر سنين، فيكون للرسول اثنتان وخمسون سنة، ويكون لحمزة أربعٌ وخمسون سنة، فإنهم لا يختلفون في حتى حمزة أكبر من الرسول محمد.


وحشي يروي سيرة قتله حمزة

روي عن وحشي بن حرب أنه حدَّث جعفر بن عمروبن أمية الضمري الكناني وعبيد الله بن عدي بن الخيار النوفلي القرشي بسيرة قتله حمزة بن عبد المطلب، فنطق:

...أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سألني عن ذلك، كنت غلاماً لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أحد، نطق لي جبير: «إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق»، فخرجت مع الناس، وكنت رجلاً حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة، قلَّما أخطئ بها شيئاً، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق، يهدُّ الناس بسيفه هدَّاً، ما يقوم له شيء، فوالله إني لأتهيأ له، أريده وأستتر منه بشجرة أوحجر ليدنومني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة نطق له: «هلم إلي يا ابن مبترة البظور»، فضربه ضربة كأن ما أخطأ رأسه، وهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه، فسقطت في ثنته، حتى خرجت من بين رجليه، ومضى لينوء نحوي، فغُلب، وهجرته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى العسكر، فقعدت فيه، ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلته لأعتق.

فلما قدمت مكة أعتقت، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة هربت إلى الطائف، فمكثت بها، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليُسلِموا تعيت علي المذاهب، فقلت: «ألحق بالشأم، أواليمن، أوببعض البلاد»، فوالله إني لفي ذلك من همي، إذ نطق لي رجل: «ويحك! إنه والله ما يقتل أحداً من الناس ولج في دينه، وتشهَّد شهادتَه»، فلما نطق لي ذلك، خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، فلم يرعه إلا بي قائماً على رأسه أتشهد بشهادة الحق، فلما رآني نطق: «أوحشي؟»، قلت: «نعم يا رسول الله»، نطق: «اقعد فحدثني كيف من الممكن أن قتلت حمزة»، فحدثته كما حدثتكما، فلما فرغت من حديثي نطق: «ويحك! غيب عني وجهك، فلا أرينك»، فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان لئلا يراني، حتى قبضه الله صلى الله عليه وآله وسلم. فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف، وما أعهده، فتهيأت له، وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى، كلانا يريده، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فسقطت فيه، وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف، فربك أفهم أينا قتله، فإن كنت قتلته، فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قتلت شر الناس.

ونطق ابن هشام: فبلغني حتى وحشياً لم يزل يُحَدُّ في الخمر حتى خُلع من الديوان، فكان عمر بن الخطاب يقول: «قد فهمت حتى الله تعالى لم يكن ليدعَ قاتل حمزة».

حزن الرسول محمد والمسلمين على مقتل حمزة

وخرج الرسولُ محمدٌ يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بُقر بطنه عن كبده، ومُثِّل به، فجُدع أنفه وأذناه، فنطق حين رأى ما رأى: «لولا حتى تحزن صفية، ويكون سنة من بعدي لهجرته، حتىقد يكون في بطون السباع، وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم»، فلما رأى المسلمون حزنَ الرسولِ محمد وغيظَه على من فُعل بعمه ما فُعل، نطقوا: «والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب».

وعن ابن عباس أنه نطق: «أن الله عز وجل أنزل في ذلك، من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقول أصحابه: Ra bracket.png وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ Aya-126.png وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ Aya-127.png La bracket.png ، فعفا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصبر ونهى عن المثلة».

سلسلة منطقات حول


الاسلام
محمد


حياته
الصحابة • شجرة العائلة • في مكة • في المدينة • فتح مكة • حجة الوداع • الخلفاء الراشدين


عمله
الدبلوماسية • أهل البيت • زوجاته • القيادة العسكرية


الخلافة
حجة الوداع • غدير خم • القلم والورقة • السقيفة • البيعة العامة


العلاقات
العبيد • اليهود • المسيحيون


منظور
إسلامي (النعت والمولد النبوي) • مسيحية العصور الوسطى • التاريخانية • نقد • تصوره

ولما وقف الرسولُ محمدٌ على حمزة نطق: «لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا»، ثم نطق: «اتىني جبريل فأبلغني حتى حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع: حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله». ونطق أبوهريرة: «وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حمزة وقد مُثِّل به، فلم يرَ منظراً كان أوجع لقلبه منه فنطق: «رحمك الله، أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات»». ونطق جابر: «لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمزة قتيلاً بكى، فلما رأى ما مُثِّل به شهق، ونطق: «لولا حتى تجد صفية لهجرته حتى يحشر من بطون الطير والسباع»»، وصفية هي أخت حمزة وهي أم الزبير بن العوام. وروى محمد بن عقيل عن جابر أنه نطق: «لما سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما فُعل بحمزة شهق، فلما رأى ما فُعل به صعق».

وأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمها، فنطق الرسولُ محمدٌ لابنها الزبير بن العوام: «القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها»، فنطق لها: «يا أمه، إذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمرك حتى ترجعي»، نطقت: «ولم،يا ترى؟ وقد بلغني حتى قد مُثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك! لأحتسبن ولأصبرن إذا شاء الله»، فلما اتى الزبير إلى الرسولِ محمدٍ فأبلغه بذلك، نطق: «خل سبيلها»، فأتته فنظرت إليه، فصلت عليه واسترجعت واستغفرت له، ثم أمر به الرسولُ محمدٌ فدفن.

وعن جابر بن عبد الله نطق: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر واحد، يقول: «أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟»، فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، ونطق: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة»، وأمر بدفنهم في دمائهم، فلم يُغسلوا، ودفن حمزة وابن أخته عبد الله بن جحش الأسدي في قبر واحد، وكُفّن حمزةُ في نمرة، فكان إذا تُركت على رأسه بدت رجلاه، وإذا غطى بها رجلاه بدا رأسُه، فجُعلت على رأسه، وجُعل على رجليه شيء من الإذخر». وروى يونس بن بكير عن ابن إسحاق أنه نطق: «كان ناس من المسلمين قد احتملوا قتلاهم إلى المدينة ليدفنوهم بها، فنهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، ونطق: «ادفنوهم حيث صرعوا»».

الصلاة على حمزة

رُوي عن ابن عباس أنه نطق: «أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحمزة فسُجِّي ببردة ثم صلى عليه، فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى يوضعون إلى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة»، ورُوي عن أنس بن مالك أنه نطق: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كبَّر على جنازة كبَّر عليها أربعاً، وأنه كبَّر على حمزة سبعين تكبيرة»، ونطق أبوأحمد العسكري: «وكان حمزة أولَ شهيد صلَّى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».

وفي رواية عن أبي سفيان أنه نطق: «قد كانت في القوم مثلةٌ، وإن كانت لَعَنْ غَيرِ مَلَأٍ مِنَّا، مَا أَمَرتُ وَلَا نَهَيتُ وَلَا أَحبَبتُ وَلَا كَرِهتُ، ولا ساءني ولا سرني. نطق: فنظروا فإذا حمزة قد بُقِرَ بطنُه، وأخذت هند كبداً فلاكتها فلم تستطع حتى تأكلها، فنطق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أأكلت شيئاً؟»، نطقوا: «لا»، نطق: «ما كان الله ليدخل شيئاً من حمزة في النار»، نطق: فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمزة فصلى عليه، وجيء برجل من الأنصار فوُضع إلى جنبه فصلى عليه، فرُفع الأنصاري وتُرك حمزة، وجيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه، ثم رُفع وتُرك حمزةُ، حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة».

العودة إلى المدينة ورثاء حمزة

ثم انصرف الرسولُ محمدٌ راجعاً إلى المدينة المنورة، فلقيته حمنة بنت جحش الأسدية، فلما لقيت الناس نُعي إليها أخوها عبد الله بن جحش الأسدي، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نُعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير العبدري القرشي، فصاحت وولولت، فنطق الرسولُ محمدٌ: «إن زوج المرأة منها لبمكان»، لِما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها، وصياحها على زوجها.

ومر الرسولُ محمدٌ بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وبني ظفر من الأوس، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم، فذرفت عيناه فبكى، ثم نطق: «لكن حمزة لا بواكي له»، فلما عاد سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل أمرا نساءهم حتى يتحزمن، ثم يمضىن فيبكين على عم الرسولِ محمدٍ، فلما سمع الرسولُ محمدٌ بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه، فنطق: «ارجعن يرحمكن الله، فقد آسيتن بأنفسكن»، نطق ابن هشام: «ونُهي يومئذ عن النوح». وروي عن أبي عبيدة حتى الرسولَ محمداً لما سمع بكاءهن نطق: «رحم الله الأنصار، فإن المواساة منهم ما عتمت لقديمة، مروهن فلينصرفن».

ونطق كعب بن مالك السلمي الخزرجي برثاء حمزة هذه الأبيات (وقيل هي لعبد الله بن رواحة الحارثي الخزرجي):

بـكـت عيني وحُـقَّ لها بكـاها وما يُغني البكاءُ ولا العويلُ
عـلـى أسد الإله غـداة نطقوا لحمزة: ذاكم الرجـل القتيلُ
أصـيـب المسلمون به جـميـعاً هـنـاك وقد أصيب به الرسولُ
أبا يـعـلى لك الأركـان هـدَّت وأنـت الماجد البر الوصـولُ
علـيـك سـلامُ ربك فـي جـنـانٍ يـخـالـطـهـا نعـيمٌ لا يزولُ
ألا يـا هاشـمَ الأخـيار صبـراً فـكـل فـعـالـكم حسنٌ جمـيلُ
رسـول اللـه مصـطـبرٌ كـريـمٌ بـأمـر اللـه ينطق إذ يقولُ
ألا مـن مُـبـلِـغ عـنـي لـؤياً فـبـعـدَ اليوم دائـلةٌ تدولُ
وقبل اليوم ما عهدوا وذاقوا وقـائعنا بها يُشـفى الغليلُ
نـسـيـتـم ضربنا بقلـيب بدر غداة أتـاكم الموت العجـيلُ
غـداةَ ثـوى أبوجهل صـريـعاً عليه الطـير حائـمة تـجـولُ
وعـتـبـة وابنه خرا جـميـعاً وشـيـبـة غضَّه السيف الصقيلُ
ألا يا هـنـدُ لا تُبـدي شمـاتاً بـحـمـزة إذا عـزكـم ذلـيـلُ
ألا يا هـنـدُ فابكـي لا تملِّـي فأنت الوالهُ العبرى الثكولُ

ونطق حسان بن ثابت النجاري الخزرجي يبكي حمزة بن عبد المطلب:

أتعهد الدارَ عفا رسمُها بعدَك صوب المسبل الهاطلِ
بين السراديح فأدمانة فمدفع الروحاء في حائلِ
ساءلتُها عن ذاك فاستعجمت لم تَدرِ ما مرجوعة السائلِ؟
دع عنك داراً قد عفا رسمها وابكِ على حمزة ذي النائلِ
المالئِ الشيزى إذا أعصفت غبراء في ذي الشبم الماحلِ
والتارك القرن لدى لبدة يعثر في ذي الخرص الذابلِ
واللابس الخيل إذ أجحمت كالليث في غابته الباسلِ
أبيض في الذروة من هاشم لم يمر دون الحق بالباطلِ
مال شهيداً بين أسيافكم شلت يداً وحشي من قاتلِ
أي امرئ غادر في ألة مطرورة مارنة العاملِ
أظلمت الأرض لفقدانه واسودَّ نور القمر الناصلِ
صلى عليه الله في جنة عالية مكرمة الداخلِ
كنا نرى حمزة حرزاً لنا في جميع أمر نابنا نازلِ
وكان في الإسلام ذا تدرأ يكفيك فقد القاعد الخاذلِ
لا تفرحي يا هندُ واستحلبي دمعاً وأذري عبرة الثاكلِ
وابكي على عتبة إذ قطه بالسيف تحت الرهج الجائلِ
إذا خرَّ في مشيخة منكم من جميع عاتٍ قلته جاهلِ
أرداهم حمزة في أسرةٍ يمشون تحت الحلق الفاضلِ
غداة جبريل وزير له نعم وزير الفارس الحاملِ

وقد رُوي عن سعد بن إبراهيم عن أبيه حتى عبد الرحمن بن عوف أُتي بطعام، وكان صائماً فنطق: «قُتل مصعب بن عمير، وهوخير مني، فكُفن في بردته، إذا غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه»، وأراه نطق: «وقُتل حمزة وهوخير مني، ثم بُسط لنا من الدنيا ما بُسط»، أونطق: «أُعطينا من الدنيا ما أُعطينا، وقد خشينا حتى تكون حسناتُنا عجلت لنا»، ثم جعل يبكي حتى هجر الطعام.

وكان استشهاد حمزة رضي الله عنه في منتصف شهر شوال سنة 3هـ (624م) وله من العمر نحو(58سنة) ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة رضي الله عنه فدفن في مسقط المعركة في بطن جبل أحد ودفن معه ابن أخته عبد الله بن جحش وقبرهما معروف حتى اليوم وتسمى المنطقة منطقة سيد الشهداء، ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من احد إلى المدينة سمع بعض نساء الأنصار يبكين شهداءهن، فنطق: (لكن حمزة لا بواكي له) فاجتمع نساء وبكين حمزة ولما أطلن البكاء نطق عليه السلام: (مروهنّ لا يبكين على هالك بعد اليوم) .

وكانت السيدة فاطمة الزهراء تأتي قبر حمزة .. ترمه وتصلحه .

وقد رثاه عدد من الشعراء منهم كعب بن مالك الذي يقول فيه :

بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل

على أسد الإله غداة نطقوا أحمزة ذاكم الرجل القتيل

أصيب المسلمون به جميعاً هناك وقد أصيب به الرسول

زوجاته وذريته

مثل عبد الله غيث دور حمزة بن عبد المطلب في فيلم الرسالة عام 1976م، ومثل أنتوني كوين الدور نفسه في النسخة الإنجليزية من الفيلم.

تزوج حمزة بن عبد المطلب عدة زوجات هنَّ:

  • بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر بن عوف الأوسية الأنصارية، وهي التي أنجبت لحمزة:
  1. يعلى بن حمزة بن عبد المطلب، ابنُ عم الرسولِ محمدٍ. نطق الزبير: «لم يعقب أحد من بني حمزة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه، وماتوا ولم يعقبوا، فلم يبق لحمزة عقب».
  2. عامر بن حمزة بن عبد المطلب، ودرج وهوصغير.
  3. بكر بن حمزة بن عبد المطلب، ودرج وهوصغير.
  • خولة بنت قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن مالك النجارية الخزرجية الأنصارية، تكنى أم محمد، وقيل أم حبيبة. وقد قيل إذا امرأة حمزة خولة بنت ثامر، وقيل إذا ثامراً لقبٌ لقيس بن قهد، نطق علي بن المديني: «خولة بنت قيس هي خولة بنت ثامر». وقد قُتل عنها حمزة يوم أحد، فخلف عليها النعمان بن العجلان الزرقي الخزرجي الأنصاري. وهي التي أنجبت لحمزة:
  1. عمارة بن حمزة بن عبد المطلب، ابنُ عم الرسولِ محمدٍ، وبه كان حمزة يُكنَّى. وقد توفي الرسولُ محمدٌ ولعمارة ويعلى ابني حمزة أعوام.
  • سلمى بنت عميس الشهرانية الخثعمية، أخت أسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب، وهي إحدى الأخوات اللاتي نطق فيهن الرسولُ محمدٌ: «الأخوات مؤمنات». وكانت سلمى زوجَ حمزة بن عبد المطلب، ثم خلف عليها بعده شداد بن أسامة بن الهاد الليثي الكناني، فولدت له عبد الله، وعبد الرحمن. وهي التي أنجبت لحمزة:
  1. أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، ونطق بعض الرواة حتى اسمها فاطمة وقيل أمة الله وقيل ابنة وقيل أم ورقة، وتكنى أم الفضل، وهي التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد لما خرجت من مكة، وسألت كلَّ من مر بها من المسلمين حتى يأخذها فلم يعمل، فاجتاز بها عليٌّ فأخذها، فطلب جعفر حتى تكون عنده لأن خالتها أسماء بنت عميس عنده، وطلبها زيد بن حارثة حتى تكون عنده لأنه كان قد آخى الرسولُ بينه وبين أبيها حمزة، فقضى بها الرسولُ لجعفر لأن خالتها عنده. ثم زوَّجها الرسولُ محمدٌ من سلمة ابن أبي سلمة المخزومي القرشي، فلما زوَّجه إياها أقبل على أصحابه ونطق: «هل تروني كافأته؟»، وذلك لأن سلمة هوالذي زوَّج أمَّه أم سلمة للرسولِ محمدٍ. وأما أخوا أمامة بنت حمزة لأمها فهما عبدُ الله وعبدُ الرحمن ابنا شداد بن الهاد الليثي الكناني.

المصادر

  1. ^ السليم من سيرة النبي الأعظم، جعفر مرتضى العاملي، ج2، ص63-68، دار السيرة، بيروت، ط1995
  2. ^ أسد الغابة، ج3 ص295
  3. ^ أسد الغابة، ج2 ص67-70، الصحابي رقم:1251، باب الحاء واللام والميم
  4. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص595
  5. ^ البداية والنهاية، ج3 ص286
  6. ^ وإلى ذلك مضى ابن عبد البر
  7. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص595-597
  8. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص597-598
  9. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص624-625
  10. ^ البداية والنهاية، ج3 ص332
  11. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص625
  12. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص632
  13. ^ البداية والنهاية، ج3 ص349-350
  14. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص709
  15. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص708
  16. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص711
  17. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص712
  18. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص713
  19. ^ سيرة ابن هشام، ج1 ص715
  20. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص8-9، ونطق ابن هشام: وأكثر أهل الفهم بالشعر ينكرها ونقيضتها.
  21. ^ البداية والنهاية، ج4 ص20
  22. ^ أسد الغابة، ج6 ص335
  23. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص61
  24. ^ سيرة ابن إسحاق، ص323
  25. ^ البداية والنهاية، ج4 ص12
  26. ^ البداية والنهاية، ج4 ص13
  27. ^ البداية والنهاية، ج4 ص42
  28. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص70-73
  29. ^ أسد الغابة، ج5 ص409
  30. ^ البداية والنهاية، ج4 ص20-21
  31. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص73
  32. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص95-96
  33. ^ سيرة ابن إسحاق، ص335
  34. ^ البداية والنهاية، ج4 ص44-45
  35. ^ سورة النحل، آيتان: 126، 127
  36. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص96
  37. ^ البداية والنهاية، ج4 ص45
  38. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص97
  39. ^ البداية والنهاية، ج4 ص45 ونطق: وهذا غريب وسنده ضعيف.
  40. ^ البداية والنهاية، ج4 ص46 ونطق: تفرد به أحمد وهذا إسناد فيه ضعف أيضاً من جهة عطاء بن السائب.
  41. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص98
  42. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص99
  43. ^ سيرة ابن هشام، ج2 ص155
  44. ^ أسد الغابة، ج3 ص475
  45. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة سيد الشهداء، ص7
  46. ^ أسد الغابة، ج5 ص487
  47. ^ أنساب الأشراف، ج2 ص64
  48. ^ أسد الغابة، ج7 ص96
  49. ^ أسد الغابة، ج4 ص130
  50. ^ أسد الغابة، ج7 ص149
  51. ^ أسد الغابة، ج2 ص524
  52. ^ أسد الغابة، ج7 ص19

المراجع الأساسية

  • السيرة النبوية لابن هشام، المؤلف: عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، أبومحمد، جمال الدين (المتوفى: 213هـ)، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مخطة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة: الثانية، 1375هـ - 1955م.
  • أسد الغابة في فهم الصحابة، المؤلف: أبوالحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ)، المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، الناشر: دار الخط الفهمية، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1415هـ - 1994م.
  • البداية والنهاية، المؤلف: أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، المحقق: علي شيري، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الأولى 1408هـ - 1988م.
  • سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضيَ الله عنه، سيرته وجهاده ومناقبه وأروع ما قيل عنه من قصائد الرثاء والمديح قديماً وحديثاً، المؤلف: د. ماجد إبراهيم العامري، المدينة المنورة، الطبعة: الأولى 1421هـ - 2001م.
  • سيرة ابن إسحاق (كتاب السير والمغازي)، المؤلف: محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني (المتوفى: 151هـ)، تحقيق: سهيل زكار، الناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولى 1398هـ - 1978م.

وصلات خارجية

  • حمزة بن عبد المطلب - مسقط سيرة الإسلام.
  • حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وسيد الشهداء.
  • حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه - مركز آل البيت العالمي للمعلومات.
  • حمزة بن عبدالمطلب - مسقط الصحابة
تاريخ النشر: 2020-06-09 08:30:38
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, وزراء الرسول, أعمام الرسول, آل البيت, شهداء الصحابة, صحابة شهدوا غزوة أحد, صحابة شهدوا غزوة بدر, مهاجرون, مواليد عقد 560, مواليد 568, وفيات 3 هـ, وفيات 625

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«إعلاميون من أجل المناخ» تواصل بناء قدرات أعضائها

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:22:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

مصر ترفض أي التزامات إجبارية على الدول النامية في أزمة المناخ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:22:58
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية الدور الثاني 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:22:45
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

الأزهر: الإسلام ينادي بفعلِ الخيرات والمسارعة إليها واستباقها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:22:45
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

لوحة «مسرح الأوبرا الفضائي» تفوز بجائزة متحف «كولورادو»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:22:41
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

ناشئات الطائرة يهزمن الكاميرون 1/3 ويتوجن بلقب بطولة أفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:23:16
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 44%

لجنة خدام الرعايا لمجلس كنائس مصر في عزبة النخل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:22:54
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

مصر تتوج بذهبية البطولة الأفريقية لسيدات تنس الطاولة بالجزائر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:23:21
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 39%

الحبس وغرامة تصل 200 ألف عقوبة الموظف المتورط في تسهيل مخالفات البناء

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:23:15
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 41%

متابعة مكثفة للهيئات الشبابية بإدارة شباب قليوب

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:23:03
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

الموافقة على 3 مشروعات بالمنطقة الحرة العامة بمحافظة السويس

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-05 21:22:56
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

تحميل تطبيق المنصة العربية