وجهت غزة نداء استغاثة، لفتح ممرات إنسانية من أجل إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، لإنقاذ حياة الجرحى، ولكن قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تصرح بأنها تستهدف فقط حماس لا المدنيين، هدمت عبر القصف 21 مستشفى بشكل مباشر على من فيها من جرحى ومرضى.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أنها تعمل في وضع صحي منهار، في ظل انعدام الكهرباء والأدوية والمياه، وأنها فقدت الكثير من الطواقم الطبية خلال عمليات القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن طائرات الاحتلال دمرت معظم الطرق والمفترقات في قطاع غزة، مما عرقل حركة الأطقم الطبية، خاصة أن الاحتلال دمر 20 سيارة إسعاف منذ بدء العدوان على قطاع غزة.

وتوافد الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر على المستشفيات والمدارس، بحثا عن مأوى مع نفاد الغذاء والماء، بينما فر أكثر من مليون شخص من منازلهم قبل الغزو البري الإسرائيلي المتوقع.

معبر رفح

ومع تضاؤل ​​إمدادات الغذاء والمياه والدواء في القطاع، كانت كل الأنظار موجهة نحو معبر رفح بين غزة ومصر، حيث تنتظر الشاحنات التي تحمل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها منذ أيام، بينما يضغط الوسطاء من أجل وقف إطلاق النار الذي يسمح لهم بدخول غزة، بينما معبر رفح، وهو الرابط الوحيد بين غزة ومصر، مغلق منذ أسبوع تقريبا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.

وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن إسرائيل «لم تتخذ موقفا بفتح المعبر من جانب غزة». بينما لم ترد الحكومة الإسرائيلية على طلب للتعليق.

ويحصل مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يحتمون بمرافق الأمم المتحدة على أقل من لتر واحد (ربع جالون) من المياه يوميا. وتحذر المستشفيات من أنها على وشك الانهيار، مع استنفاد مولدات الطوارئ التي تعمل على تشغيل الآلات مثل أجهزة التهوية والحاضنات لمدة يوم واحد تقريبًا من الوقود، وإمدادات الأدوية.

طرف الموت

من المتوقع أن ينفد وقود المولدات من مستشفيات غزة خلال الـ24 ساعة القادمة، مما يعرض حياة الآلاف من المرضى للخطر، وفقًا للأمم المتحدة، حيث تم إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بسبب نقص الوقود، بعد أن أغلقت إسرائيل بشكل كامل معبر غزة، البالغ طوله 40 كيلومترًا (25 ميلا)، بعد هجوم حماس.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن المستشفيات «تكتظ» بالناس، بحثا عن الأمان.

وأضافت: «نحن قلقون بشأن تفشي الأمراض بسبب النزوح الجماعي، وسوء المياه والصرف الصحي». كما لم تعد أربعة مستشفيات في شمال غزة تعمل، وتلقى 21 منها أوامر إسرائيلية بالإخلاء. وقد رفض الأطباء ذلك، قائلين إن ذلك سيعني موت المرضى والمصابين بأمراض خطيرة والأطفال حديثي الولادة الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن نقص المياه الناجم عن قرار إسرائيل بقطع إمدادات المياه، إلى جانب نقص وقود المضخات ومحطات تحلية المياه، يعرض آلاف المرضى في المستشفيات للخطر.

تدمير الأحياء

وتواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفها العنيف لقطاع غزة، مما تسبب في تدمير أحياء سكنية وعشرات البنايات والعمارات على من فيها من أطفال ونساء.

وقدّرت وزارة الأشغال الفلسطينية، في حصيلة أولية لها، عدد المباني المتضررة جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 11 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، وعشرات آلاف المنازل بشكل جزئي، بالإضافة إلى تدمير هائل في البنية التحتية والمرافق العامة والمدارس والمستشفيات، لافتةً النظر إلى أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم سياسة «الأرض المحروقة» خلال قصفها قطاع غزة.



2750 فلسطينيا قتلوا، وأصيب 9700 منذ اندلاع القتال

غادر أكثر من مليون شخص – أي نحو نصف سكان غزة – منازلهم خلال ما يزيد قليلا على أسبوع لا يزال عشرات الآلاف يحتمون في المستشفيات ومنشآت الأمم المتحدة في الشمال، وفقا للأمم المتحدة

السفر داخل غزة صعب وخطير مع تدمير الطرق، وعدم إتاحة إسرائيل سوى منافذ محدودة للمدنيين للسفر تحت القصف

قالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين إنها اضطرت إلى تقنين المياه في المدارس والمرافق الأخرى التي تحولت إلى ملاجئ يمنح كل شخص لترا واحدا فقط (ربع جالون) يوميًا، لتغطية جميع احتياجاته