خيط الحياة (فيلم)

خيط الحياة، هوأول فيلم رسوم متحركة سوري طويل ، خلق بأياد سورية ، وبجودة فنية عالية وإخراج مميز ومضمون قيم وممتع ومشوق يتلخص في تقديم تفهم عن الحياة للأطفال والكبار من جميع الأعمار

السيرة

علاء طفل في العاشرة ، متفوق في المدرسة ، توفي أبوه وهجر له أما وحيدة لا عائل لها ، فكانت تعمل في تطريز العباءات لتعيل طفلها .. اليتم والفقر وعذاب الأم في كفاحها ، ثلاثة أمور تضافرت لتجعل من علاء طفلا حزينا ، يحلم جميع يوم بأن يكبر ويحمل عن أمه أعباءها ..حلم علاء تحقق يوماً ، بفضل أصدقائه الحكماء من الحيوانات الذين يؤنسونه في منزله الريفي ، فقد اقتاده الطائر سمسم والسلحفاة الحكيمة في مغامرة مدهشة إلى عجوز الزمن الطيبة التي تمنح علاء خيط الحياة السحري الذي حدثا شده ، تقدم به الزمن إلى الأمام . كان على علاء حتى يشد الخيط ليتحقق حلمه فيخرج من بؤسه ، لكن سحر الخيط كان يخلص علاء من مشكلته الآنية بنقله هووعالمه إلى المستقبل .. وقد تحقق الحلم العجيب ، فقد انتقل علاء إلى المستقبل ، وعثر نفسه شابا قويا قادرا على العمل وإعالة أمه .. كانت فرحة علاء لا تقدر ، وتحول الخيط السحري إلى رفيقه في رحلة الحياة الصعبة ، ولم يكن علاء يلجأ إليه إلا عند الضرورة فيقفز به إلى المستقبل سنوات قليلة ، وينقل معه أصدقاءه ورفاق دربه .. وقد حز في نفسه حتى يفارق بعضهم الحياة ، لكن معضلة كبيرة قابلته ووقف أمامها مكتوف اليدين ، عندما مضى ابنه ليقاتل كجندي دفاعا عن الوطن .. وقف علاء خائفا وحائرا ..خائفا على ابنه الذي قد يستشهد في المعركة وحائرا في نفس الوقت.. هل يشد الخيط السحري ،يا ترى؟ ماذا عليه حتى يعمل ،يا ترى؟ فكر علاء، ولم يجد أمامه إلا حلا واحدا ، هوحتى يعود إلى طفولته وحتى يعيش حياته

قراءة في المضمون

الفكرة في حد ذاتها جديرة بالتقدير وأحلام الأطفال تحملهم دائما إلى عوالم أخرى ، بعيدا عن مشاكلهم ومصاعبهم ، لكن علاء ، الذي يبحث عن الحياة السهلة ، والذي يستصعب لقاءة مشاكله ، استوعب من خلال حياته المستقبلية حتى مشاكل الحياة لا تنتهي ، وحتى الخيط السحري ليس حلا .. ففضل بعد تجربته حتى يعود إلى بؤسه ومتاعبه الصغيرة ليقابلها ويعيش حياته من خلالها .. إنها رسالة تستحق التقدير .. رسالة استطاعت محررة النص حتى توصلها إلى الطفل بالطريقة السمعية البصرية ، وعن طريق الأحداث الممتعة والمشوقة والمؤلمة والمفرحة ، لتتسلل إلى أعماقه ولترسخ في ذهنه مفهوما جديدا يدفعه للقاءة متاعبه بشجاعة وصبر .

إن الكرتون السوري على قلته يحمل رسائل تربوية هادفة ولكنه لا يزال يحتاج إلى الكثير من الدعم

بصمة عربية

الأزياء عربية ، والوجوه والملامح كذلك ، بل حتى البيوت والأسواق ، جميع ذلك يوحي بأن أحداث الفيلم تدور في بلد عربي .. فكما نطقت المخرجة رزام حجازي ، فإن الطفل العربي الذي سيشاهد الفيلم سيتخيل حتى علاء يشبه ابن حارته ، بل سيشعر بأن علاء إنسان مألوف ، فالسوق الذي يظهر في الفيلم كسوق الحميدية يشبه خان الخليلي في مصر والأسواق في الدول العربية ..