غادر جميع العاملين بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط، بمن فيهم رئيس المكتب ديفيد غوفرين، نحو إسرائيل، في وقت يتزايد فيه الاحتجاج والمسيرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد جرائم الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أول أمس الأربعاء، أن الخارجية الإسرائيلية أجلت طاقم مكتبها للاتصال بالرباط بسبب ما اعتبرتها “المظاهرات التي أعقبت الأحداث المستمرة في غزة”.
في هذا الصدد، يرى الخبير في العلاقات الدولية هشام معتضد، أن مغادرة مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط مرتبط بسياق الحرب المدمرة التي تقودها إسرائيل فوق الاراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أنه قرار أمني بالدرجة الأولى ومرتبط بالتدبير السياسي والدبلوماسي للتوجهات الإسرائلية في مرحلة التدبير العسكري لتحركاتها فوق الميدان.
وتابع معتضد قائلا، في تصريح للأيام 24: “لا يمكن لتل أبيب بتاتا قيادة حرب مدمرة ضد الفلسطينيين، وإبقاء فرقها الدبلوماسية فوق الأراضي العربية الإسلامية، وهي واعية تماما لما تمثله القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية الاسلامية وأحرار العالم، وبالتالي فهي كانت مرغمة أمنيًا و مجبرة سياسيا وليس لها خيارًا أخر من المنظور الدبلوماسي غير إغلاق مكتبها في الرباط لحماية موظفيها”.
ومضى يقول: “من منظور التدبير الاستراتيجي لسحب طاقمها هو أيضًا استباقها لقرار الرباط السياسي الذي كان من المؤكد أنه سيعبر عن عدم رغبته في تواجد طاقم مكتب إسرائيل فوق أراضي المملكة والسلطات في إسرائيل تقوم بانتهاكات عسكرية و سياسية ضد الشعب الفلسطيني وقضيته التاريخية”.
وأكد معتضد أن ما تقوم به إسرائيل هو منافٍ تماما للقانون الدولي والأعراف الدولية وتنتهك بكل ما أوتيت من قوة منطق التعايش الاممي واحترام الإنسانية كما هو متفق عليه تاريخيًا بين الشعوب لذالك تقوم بسحب أطقمها من سفارتها و مكاتبها المتواجدة في العالم العربي الاسلامي وتطلب من سلطات الدول العالمية رفع درجة الحماية الأمنية في فضاءاتها الدبلوماسية في مختلف بقاع العالم.