ضغوط صندوق النقد الدولي
ضغوط صندوق النقد الدولي
اتجهت أنظار العالم نحو المغرب, وخصوصا في مدينة مراكش هذا العام, رغم آثار الزلزال, وجاءت اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين علي وقع مزيد من خفض توقعات النمو, رغم أنها حملت بصيصا من التفاؤل إذا ما تمت مقارنتها باجتماعات العام الماضي التي كانت عناوينها قاتمة, من تنامي معدلات الفقر إلي التضخم فالحرب الروسية الأوكرانية, وجاءت هذا العام وسط انفجار أحداث غزة التي من السابق لأوانه تقييم تداعياتها لكن يمكننا أن نعزي الكل لخسارة الأرواح.
فبعد نصف قرن تعود اجتماعات مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلي أفريقيا من بوابة المغرب, بعد انعقادها في نيروبي عام 1973 في مؤشر واضح إلي اهتمام العالم بالقارة السمراء ودورها الاقتصادي العالمي المرتقب, وثانيا مع ضرورة استحضار كافة العناصر والمعطيات لتحسين التنمية في دولها, ولعل العناوين التي كانت علي مدار مباحثات ونقاشات مستفيضة خلال الفترة من 9 إلي 15 أكتوبر الجاري, تعبر عن التوجه الدولي نحو أفريقيا والتنمية المستدامة, الشمول المالي, الذكاء الاصطناعي, تغير المناخ, دول الجنوب, إصلاح المؤسسات المالية الدولية, ريادة الأعمال والابتكار, شبكات الأمان الاجتماعي, والتسامح والتعايش. ويعتبر هذا الحدث الدولي الأبرز للمالية والاقتصاد العالميين, وشارك فيه نحو 12 ألفا من كافة أنحاء العالم, من بينهم 4500 ممثل لإجمالي 189 وفدا رسميا يقودهم وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية من أجل مناقشة الرهانات الاقتصادية العالمية وتحديات التنمية وسياسات التمويل في سياق يتسم بتباطؤ حاد يفاقمه تصاعد التوترات الجيوسياسية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأتي اجتماعات صندوق النقد هذا العام في ظل أزمة اقتصادية تمر بها مصر, فمنذ لجوء مصر له لم يستطع المواطنون تنفس الصعداء لقراراته المجحفة وضغوطه علي اقتصاد البلاد والعباد, وشكلت تعاملات صندوق النقد الدولي وقروضه مع مصر علي مر الزمان بالكثير من التفاهمات للتوصل للعديد من المفاوضات للحصول علي قروضه لمعالجة الاختلالات النقدية والتمويلية. أطلق عليه المصريون صندوق النكد الدولي لما يسببه من ضغوطات وأعباء صعبة تلحق بالمواطن مباشرة, اتهامات كثيرة تلحق بالدول التي تلجأ للصندوق لأسباب عديدة لم تحقق فيها نجاحات, أبرزها عدم تحقيق النتائج التي يأملها الصندوق من الدول المقترضة, وزادت الضغوط علي الدول المقترضة منه لأنه أولا وأخيرا سياساته تتسم بالصعوبة الضغط علي الحكومات وعلي معيشة المواطنين.
[email protected]