اعتمدت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بشكل غير مخطط له، على تنزيل برنامج تعميم اللغة الإنجليزية من السلك الإعدادي، مع نسيان عملية “التدرج” التي تعتبر النقطة الأساسية والضرورية لفتح ملف هذا الموضوع التربوي الحساس.
وبعد فرض اللغة الفرنسية في التعليم الثانوي التأهيلي وأيضا في نظام الباكالوريا دون اخضاع التلاميذ إلى تكوين أو إلمام سابق، واعتمادهم فقط على اللغة الأولى المشمولة دستوريا وهي اللغة العربية، في المواد العلمية التي تشتد صعوبة بادراج اللغة الفرنكوفونية، وجد تلاميذ السنة الأولى والثانية والثالثة إعدادي نفسهم مجبورين على مراكمة عجة اللغات التي تنحصر بين العربية والامازيغية والفرنسية والانجليزية وأيضا حتى الإسبانية في بعض المدارس العمومية حسب إختيار التلميذ.
ومن الطبيعي أن تصطدم وزارة شكيب بنموسى بتحديات وصعوبات كبيرة نظرا لحساسية القطاع، في ظل غياب موارد بشرية قادرة على مسايرة هذا التحول البيداغوجي الجديد، بالإضافة إلى قلة الموارد اللوجيستيكية اللازمة لتنزيل هذا الورش التربوي التعليمي المفاجيء.
تعليقا على هذا الموضوع، قال رشيد الجرموني، الخبير في التربية والتكوين، إن “العرض الذي تقدم به وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يدخل في إطار خارطة طريق التي تم اعدادها في السنة الماضية”، مشيرا إلى أنه تم “تفعيلها في الموسم الحالي وستمتد إلى خمس سنوات”.
وأضاف رشيد الجرموني، في تصريح لـ”الأيام 24، أن هذه “الخريطة تضمنت تعميم تدريس اللغة الإنجليزية في التعليم الإعدادي، وأن هذا القرار جريء ومهم سيفتح آفاق جديدة للتلميذ المغربي”، مؤكداً على أن هذا “الأمر افرزته التحولات السوسيوتربوية”.
“هذه التحولات ليست لها علاقة بالصراعات أو اضطراب العلاقات بين المغرب وفرنسا كما يحسب البعض، غير أن هذه ثورة عالمية وأن أغلب البلدان العربية انفتحت على اللغة الإنجليزية”، يقول المتحدث، مبينا أن “المغرب سيواجه صعوبات كبيرة في تنزيل هذا المشروع البيداغوجي الإنجليزي، إذ سيواجه مشاكل عديدة مرتبطة باللوجيستيك والموارد البشرية وأيضا بالمناهج”.
وأشار الخبير التربوي أن “الموارد البشرية غير كافية من أجل تعميم اللغة الإنجليزية، وأن الأمر يتطلب سنوات كثيرة رغم وجود تعاقدات بين مختلف المؤسسات، وهذا التحدي قائم وسيواجه تنزيل هذا المشروع”.
مضيفا أن “الأمر الثاني متعلق بالمناهج والكراسات التي تحتاج وحدها إلى ورش، لأن أغلب الكراسات التربوية لا تستجيب لبعض الخصوصيات الثقافية وإلى بعض الجوانب العلمية لاتباع التدرج”.
