الزواحف التي تأكل الإنسان.. التمساح يحب لحم الإنسان ويستطعمه!
الزواحف التي تأكل الإنسان.. التمساح يحب لحم الإنسان ويستطعمه!
برغم بشاعة منظر التمساح فإن منه نوعين يستطعمان لحم الإنسان ويحبانه بجنون.. ومن سوء حظ الإنسان أن هذين النوعين يوجدان بوفرة في ثلاث قارات!
يعد التمساح من أقوي الحيوانات وأكثرها شراسة, يحب لحم الإنسان ويقبل عليه بشراهة, ومنه نوعان يهاجمان الإنسان منهما تمساح النيل وتمساح المياه المالحة في الهند وجنوب شرقي آسيا وشمال أستراليا, وخلال العشرين سنة الماضية تكاثرت أعدادها, وفي كل مكان يوجد فيه هذان النوعان يشكلان خطرا علي حياة المخلوقات البشرية, وذلك في تايلاند وغرب أفريقيا وشمال أستراليا وفي غينيا الجديدة حيث تعيش هذه التماسيح مع أنواع أخري أقل خطورة, ولكن الأهالي في هذه البلاد يعرفون كيف يفرقون بين النوعين!
ولعل التمساح الهندي هو أكثر شراسة في مهاجمته للإنسان, وكذلك الحال بالنسبة للتمساح الأمريكي, في الولايات المتحدة يوجد التمساح في جنوب فلوريدا ويعيش في جزرالهند الغربية علي طول الأراضي الساحلية المنخفضة من فلوريدا إلي فنزويلا, كذلك ساحل المحيط الباسفيكي والأكوادور إلي سينالوا, ومنه أنواع شديدة الضخامة كتمساح أورينوكو, التمساح الكوبي ومع ذلك فالمعلومات العلمية عنهما قليلة.. فضخامة الاثنين يجعلهما يقبلان علي التهام الإنسان وخاصة التمساح الكوبي صاحب السمعة الخطرة في حبه لأكل المخلوقات البشرية, والتمساح الأمريكي وزميله الذي يعيش في الأمازون أحيانا يهاجمان الإنسان, وكذلك التمساح الصيني الذي يوجد بكثرة منذ قرون مضت.
أما النوع المعروف باسم (غربال) طوله يبلغ 22 قدما ويعيش في الهند وباكستان وبورما ورأسه ضيق ومستدير, وهو عندما يهاجم الإنسان فإنا يفعل ذلك ذودا عن المنطقة التي يعيش فيها وفي ذلك يقول العالم شيرمان منتون: إن من عادة هذا التمساح إذا بدأ الهجوم أن يتجه مباشرة نحو القارب الذي به بعض الرجال, وهو يسبح بسرعة مذهلة علي سطح الماء وذيله يتجه من جانب إلي جانب ورجلاه الخلفيتان تعملان وفكاه ينفتحان ويغلقان بسرعة أيضا, وهذا النوع يختلف كثيرا عن النوع الصامت الذي يهاجم الفريسة وينقض عليها انقضاض الطوربيد علي بارجة حربية…
حدث ذات مرة أن اثنين من علماء الأحياء الأمريكيين كانا يعبران نهرا في قاربهما المصنوع من المطاط فشاهدا تمساحا يبلغ طوله حوالي خمسة أمتار وقد اتجه نحوهما بسرعة خاطفة, وكانت نتيجة الهجوم الأول انفجار مقصورة القارب الرئيسية, وعمل التمساح بأسنانه في القارب المطاط وبدأ صراع رهيب بينه وبين الرجلين تمكن التمساح خلاله من القبض علي ساق أحدهما ولكنه استطاع أن يفلت منه, وفي ذلك الوقت بدأ التمساح يهتم بالقارب أكثر من اهتمامه بالرجلين فاستطاعا أن يسبحا بسرعة إلي الشاطئ, والغريب أن التمساح ظل يعالج القارب ويبدو أنه استطعم المطاط!
ويقول عالم الحيوان البريطاني ستانلي فلادر أن التماسيح كانت تكثر عند مجري النيل في مقاطعة دنجلة بالسودان ولكنه لم يسمع بغير حادثة واحدة في سبع سنوات, ويقول غيره إن معدات التماسيح كثيرا ما يعثر بداخلها علي بقايا الإنسان, وفي الهند حيث تقضي بعض الطقوس الدينية بإلقاء جثث الموتي في الأنهار فإن تمساح الغربال وتماسيح المياه المالحة تقبل علي هذا النوع من الطعام, وفي الملايو مثل دارج يقول متي يرفض التمساح جثة الإنسان! وهذا دليل علي أن التمساح في تلك المناطق يلتهم أي شيء في طريقه حتي ولو كان ذلك الشيء جثة الإنسان!
وفي الشهور الأخيرة للحرب العالمية الثانية ازدادت هجمات التماسيح بطريقة غير مألوفة عندما عزلت فرقة يابانية في جزيرة رامتري غرب ساحل بورما, وحاول أفراد الفرقة الهروب من الجزيرة عن طريق مستنقع يفصل الجزيرة عن الأرض الرئيسية, ولكن المستنقع كان يقطنه عدد كبير جدا من التماسيح التي تحركت لتهاجم أفراد الفرقة عندما حل الظلام, ويقال إن ألف جندي هلكوا في هذه الليلة غير عدد آخر مات غرقا.
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية أيضا كان عالم الحيوان المعروف فيليب دارلنجتون يقوم بجمع يرقات الملاريا في جزيرة نيو بريتان عندما اقترب منه تمساح طوله حوالي أربعة أمتار, وفي اللحظة التي حاول أن يتراجع فيها إلي الوراء زلت قدمه فقبض عليه التمساح من ذراعيه ثم جره تحت الماء في حركة ملتوية عنيفة, وكان دارلنجتون رجلا قويا يتمتع بصحة جيدة وبعد صراع عنيف بينه وبين التمساح القوي تركه وأطلق سراحه بعد أن ضربه العالم ضربة قوية علي بطنه, وعاني العالم من كسور ورضوض في ذراعيه وترك التمساح بصماته عليه.
وفي عام 1961 عندما اختفي ميشيل روكفلر علي الساحل الجنوبي لغينيا الجديدة ظن كثيرون أنه وقع فريسة لتمساح من التماسيح الضخمة التي تعيش في المنطقة.