تعرف المداخل الأربعة للمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، اختناقا مروريا غير مسبوق هذه الأيام، وخاصة في فترات الذروة أين يضطر السائقون للبقاء أزيد من ساعة وسط الازدحام، الذي يتزامن مع أشغال إعادة تهيئة للطريق المحاذي لجامعة صالح بوبنيدر.
وجد القاطنون والعاملون في المقاطعة الإدارية علي منجلي، صعوبة بالغة في ولوج المدينة والخروج منها، وخاصة في أوقات الذروة الممتدة بين الساعة السابعة إلى التاسعة صباحا ومن الساعة الثالثة إلى السادسة مساء، أين يقضون فترات طويلة من أجل قطع مسافة لا تتعدى 200 متر وفي غالب الأحيان تصل إلى ساعة من الزمن. ويعتبر الطريق الرابط بين حي بلحاج في زواغي وجامعة صالح بوبنيدر، المحور الأكثر استعمالا، ما جعله المسلك الأكثر اختناقا مقارنة بالمداخل والمخارج الثلاثة الأخرى، وقد تعقدت الوضعية بعد انطلاق أشغال تهيئة الطريق المحاذي للجامعة بالتزامن مع الدخول الاجتماعي.
وتسببت الأشغال التي يخضع لها الطريق المحاذي للجامعة في غلق أحد الطريقين المؤديين إلى السيّار شرق غرب، ما جعل العدد الكبير من المركبات يستعمل مسلكا واحدا، وأمام هذا الاختناق الحاد، يقوم أصحاب سيارات «فرود» بالركن مقابل البوابة الرئيسية للجامعة كما يتوقف مرافقو الطلبة في نفس النقطة عند نزولهم من السيارات ما يتسبب أكثر في توقف شبه كلي لحركة السير.
واضطر العشرات من السائقين لاستعمال الطريق المخصص للدخول إلى المدينة الجديدة عبر الجامعة والمحاذي للسكنات الوظيفية، نظرا لانسداد المخرج سالف الذكر ما كاد يكلف أضرارا مادية وربما بشرية، خاصة وأن المسلك أصبح يستغل في الدخول منذ أزيد من 3 سنوات، إلا أن تهور بعض السائقين جعلهم يستغلون المساحة الكبيرة للطريق من أجل الخروج مباشرة إلى الطريق السيّار.
ويعاني مستعملو هذا الطريق في رحلة العودة أيضا وتحديدا في الفترة الممتدة ما بين الساعة الثالثة والنصف إلى السادسة والنصف مساء، من تعطل حركة المرور بداية من محور الدوران المؤدي إلى حي بلحاج لتمتد إلى غاية مدخل طريق جامعة صالح بوبنيدر، خصوصا مع وجود نقاط للتجارة الفوضوية، كما أن المكان يعتبر نقطة التقاء مع القادمين من الطريق السيّار، فيما يحدث ازدحام آخر بالمحور المحاذي للسكنات الوظيفية بسبب اهتراء جزء منه لتضطر كل تلك المركبات للمرور على جهة واحدة.
ويعتبر المدخل الرئيسي للمدينة عبر مفترق الطرق الأربعة ثاني محور استعمالا من طرف القاطنين في علي منجلي، ورغم أنه أقل اختناقا إلا أنه يعرف هو الآخر ازدحاما مروريا في ساعات الذروة سواء بالنسبة للخروج أو الدخول، ويصل الازدحام من نفق مفترق الطرق الأربعة إلى شارع الاستقلال، خاصة وأن الطريق يستوعب 4 سيارات في آن واحد قبل الوصول إلى محطة البنزين أين يكون فيها تواجد سيارتين على أكثر تقدير.
ثالث مدخل مستعمل من طرف سكان المدينة هو عبر طريق الوزن الثقيل بمحاذاة توسعة الوحدة الجوارية 20، أين يعاني مستعملو هذا المسلك من القاطنين في الوحدات الجوارية 4 و 17 و18 و 19 و 20 و 20 توسعة، من ازدحام بمحور الدوران الواقع في مفترق الطرق الأربعة عبر المطار، ثم عند مدخل الوحدة 20، ويُستعمل هذا المحور أيضا من الزائرين القادمين من الولايات المجاورة على غرار أم البواقي. ويعتبر مدخل المدينة عبر بلدية عين سمارة رابع مسلك يلجأ إليه بعض السائقين تفاديا للاختناق المروري، ولكن نظرا لارتفاع عدد مستعمليه أصبح هو الآخر يعرف ازدحاما على طول المحور المؤدي من المحاجر إلى مدخل التوسعة الغربية لتتعطل حركة السير على مسافة تزيد عن كيلومترين، خاصة وأن عدد سكان التوسعة في ارتفاع مستمر، كما يعتبر مسلكا محبذا للقاطنين في الوحدات الجوارية 4 و 18 و التوسعة و 14.
ولم يقتصر الاختناق المروري على مداخل ومخارج المدينة، بل امتد إلى مسالكها ومحاورها الحيوية، بداية بالطريق الرابط بين الوحدتين الجواريتين 5 و 15، والمحور الفاصل بين الوحدتين 5 و 6، وحتى بالمسلك الفرعي المؤدي من مركز التكوين المهني إلى المركز التجاري «سان فيزا»، وكذلك بمحاور الدوران الاستقلال والفيرمة وتقاطع كوسيدار وصولا إلى المحاور المقابلة لعيادة بن قادري، وكذا بمحاذاة جامعة عبد الحميد مهري وصولا إلى الوحدة 17.
ويتزامن هذا الاختناق المروري غير المسبوق، مع ارتفاع عدد سكان علي منجلي بعد التحاق المئات من المواطنين بشققهم الجديدة سواء تعلق الأمر بـ «عدل» أو الصيغ الأخرى، وخاصة بعد إنجاز مشاريع جديدة من طرف المقاولين بعدد يفوق 7 آلاف وحدة مجتمعة، ناهيك عن سلسلة الترحيلات نحو المدينة مؤخرا سواء بالنسبة للقاطنين في بلدية الخروب أو عين سمارة.
وأكد المندوب البلدي، عزيز بشيري، للنصر، أن عدد ارتفاع سكان علي منجلي ساهم في الاختناق المروري، إضافة إلى أن المدينة أصبحت تستقطب يوميا المئات من الزوار القادمين من ولايات مجاورة، فيما أكد أن تزامن انطلاق أشغال تهيئة الطريق المحاذي لجامعة صالح بوبنيدر مع الدخول الجامعي كان بسبب وصول الغلاف المالي المخصص للعملية في هذه الفترة.
من جهة أخرى، تتواصل عمليات صيانة الطرق ومنشآتها عبر إقليم دائرة الخروب من طرف عمال الأشغال العمومية على مستوى الطرقات الوطنية 79 و20 و03 و20أ والطريق الولائي 101، وتشمل التدخلات تنظيف وكنس حواف الطرقات وتسريح المجاري المائية وتنظيف اللوحات التوجيهية العمودية.
حاتم/ ب