الأمن السيبراني هو مجال لا يتوقف أبدًا عن مفاجأتنا، واليوم نواجه نوعًا من التهديد الذي يتجاوز الرموز والخوارزميات. مجموعة من المتسللين الشباب لا يستخدمون تقنيات الهندسة الاجتماعية المتطورة فحسب، بل يلجأون أيضًا إلى التهديدات العنيفة لتحقيق أهدافهم، بما في ذلك الهجوم الأخير على كازينوهات لاس فيغاس.

في البداية ، ركزت المجموعة على الهندسة الاجتماعية لخداع الموظفين الفنيين والحصول على أوراق الاعتماد. ومع ذلك، فقد تطوروا ليشملوا التهديدات العنيفة في ترسانتهم، حتى أنهم ذهبوا إلى حد إرسال رسائل نصية تهديدية إلى زوجات المستهدفين.

ومن بين أبرز هجماتها تلك التي استهدفت شركة Caesars Entertainment ومنتجعات MGM. وكان الأثر المالي كبيرا: فقد دفعت شركة سيزارز ما يقرب من 15 مليون  دولار ، في حين تكبدت شركة إم جي إم خسائر مباشرة وغير مباشرة تزيد عن 110 مليون دولار.

إن Octo Tempest هو مجرد جزء واحد من نظام بيئي أكبر يُعرف باسم "Com"، والذي يتضمن عدة مجموعات فرعية مخصصة لأنشطة مثل سرقة العملات المشفرة وتبديل بطاقة SIM. وقد أقاموا علاقات منتسبة مع جماعات إجرامية أخرى، مما أدى إلى توسيع نطاق وصولهم وقدراتهم.

تعرضت صناعة الأمن السيبراني لانتقادات لعدم أخذ هؤلاء المتسللين الشباب على محمل الجد. إن إبداعهم وجرأتهم يتجاوزان التوقعات، مما يثير تساؤلات حول كيفية تكيف الصناعة مع هذه الأشكال الجديدة من التهديدات. ومن المهم تثقيف السكان، الذين لا يدركون في الغالب هذا النوع من النشاط، مما يجعلهم أكثر عرضة للهجمات القائمة على التهديد.

يشير ظهور مجموعات مثل Octo Tempest إلى تغيير مثير للقلق في مشهد الأمن السيبراني، وهو تطور كان متوقعًا بالفعل، لكنه لم يصل إلى هذا الحد حتى الآن. ولم يعد يكفي التركيز فقط على الدفاعات التقنية؛ والآن يتعين علينا أيضًا أن نستمر في النظر في إمكانية هذع التهديدات العنيفة كجزء جديد من الهجوم السيبراني .