أصبح مصطفى كمال، الذي أطلق البرلمان التركي عليه لقب أتاتورك الذي يعني "أبو الأتراك"، رفيق أيامها.
وتقول مقدس كوكيرالب تشيراك بابتهاج "منحنا هبة الجمهورية"، مشيرة بيدها إلى التمثال الكبير للسياسي الجالس على أريكة، لأن التمثال الواقف، الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار والذي أراد نحّات تقديمه لها لم يدخل غرفة المعيشة لديها بسبب طوله.
وتستعدّ السيدة في العقد الثامن من عمرها بغبطة للاحتفال بمئوية الجمهورية التركية الأحد، لكنها تحنّ إلى أيام الماضي حين كانت تعجّ شوارع المدن التركية بالاحتفالات والأعلام.
بعدما أمضت بعضًا من حياتها في العمل في ألمانيا، عادت الأمّ لطفلين مع زوجها - المتوفي حاليًا - إلى تركيا في العام 1985، وبدأت تجمع أغراضًا تحتفل بمصطفى كمال وتاريخه، من الصور واللوحات والرزنامة والأعلام والشارات وفناجين القهوة والساعات المتوقفة كلّها عند 09,05 وهو توقيت وفاة مصطفى كمال في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر.
انضمّت هذه المقتنيات شيئًا فشيئا إلى منزل تشيراك في أدرنة حتّى شكّلت مجموعة فعلية.
في بعض الأحيان تشتريها بأموالها الخاصة، لكنها تجمع أيضًا الأشياء التي تنشرها البنوك والجيش والمؤسسات وتلك التي يقدمها لها فنّانون.
كلّ شبر وجدار وواجهة في المنزل بمثابة تكريم لمصطفى كمال، حتى الحديقة والمرآب الذي تترك فيها كلّ الصور التي لم يعد لديها مكان لتعليقها، لكنها تعتني بكلّ واحدة منها وتزيل عنها الغبار.
وتقول إنها ورثت هذا الهوى من والد جدّها الذي كانت عائلته تسكن قرب عائلة مصطفى كمال في ميناء سالونيك اليوناني الذي كان جزءًا من السلطنة العثمانية.
لاحقًا، التقى والدها ببطله أثناء قيامه بخدمته العسكرية.
ولا تفوّت مقدس أي حفل رسمي لتكريم مصطفى كمال أتاتورك، وغالبًا ما تزور مدارس ابتدائية وثانوية لمشاركة عبادة شخصيته مع التلامذة.
وتأمل أن تُضمّ مجموعتها إلى متحف بعد وفاتها، لتتمكن الجمهورية التركية كما باقي العالم من الاستفادة من غناها.
غير أنها قلقة إزاء التطورات السياسية في البلاد، وتأسف لأن الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان لا يعطي الأهمية اللازمة لسلفه المميّز، وفق قولها.
وتقول "أريد أن تستمر الجمهورية التركية إلى الأبد، ليس فقط لمدّة قرن".
© 2023 AFP
