نشرت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، مقالا قبل أيام للكاتب جون الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أشار من خلاله إلى قدرة مصر على إنهاء الصراع في قطاع غزة، بسبب مصالحها الحاسمة ونفوذها القوي على القطاع.
وأشار الكاتب إلى ثقل مصر ونفوذها في الحرب الجارية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لكونها لاعباً أساسياً في الاستجابة الدولية للحرب، بالإضافة إلى دور مصر التاريخي في علاقتها مع الفصائل الفلسطينية، الأمر الذي سهل للقاهرة التفاوض مع تلك الفصائل للعمل على وقف إطلاق النار في فترات سابقة بقطاع غزة.
وركز الكاتب على أهمية دور مصر التي تسيطر على معبر رفح والذي يعد نقطة الدخول الرسمية الوحيدة إلى قطاع غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل، مؤكداً أن المعبر بمثابة شريان حياة حيوي لإيصال المساعدات الدولية إلى غزة، حيث تواجه المنطقة أزمة إنسانية هائلة، وأضاف الكاتب أنه "من المرجح أيضاً أن يكون المعبر بمثابة نقطة خروج للولايات المتحدة ورعاياها المغادرة من القطاع".
أشار الكاتب إلى دور مصر المحوري في القضية على المدى القريب، بعد التعاون المصري بشكل فريد في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة، من خلال ضمان إمداد الوقود والأدوية عبر معبر رفح، موضحا أنه "في الأمد الأبعد سوف تلعب مصر دوراً حاسماً في تسيهل أي ترتيب سياسي قد يظهر في غزة".
في الأخير أشار الكاتب إلى علاقة التعاون بين مصر والولايات المتحدة الضرورية، مؤكدا أنه ينبغي أن ينظر الطرفان إلى هذه العلاقة باعتبارها فرصة لإعادة صياغة شكلها، حيث أثبتت تآكلها بعد 45 عاماً، موضحا أن "ولا مصر ولا الولايات المتحدة تستطيعان حل الأزمة في غزة لوحدهما، ولا يمكن لأي منهما أن يفعل ذلك دون الآخر، وقد تشكل غزة مصدر إزعاج دائم لكلا الجانبين، ومن مصلحة البلدين أن يصبحا ساحة للتعاون".
