الدار- تحليل
معلومات قيمة، و بالغة الأهمية قدمتها المصالح الاستخباراتية المغربية، مؤخرا، لنظيرتها الألمانية، جنبت ألمانيا هجمات إرهابية.
بفضل هذه المعلومات الدقيقة، تمكنت السلطات الأمنية الألمانية من توقيف المشتبه فيه؛ وهو متطرف ألماني، ينحدر من أصول مصرية، كان يعتزم شن هجمات إرهابية و اسعة النطاق، و تحويل ألمانيا إلى حمام دم.
و بحسب المعطيات المتوفرة بهذا الخصوص، يتعلق الأمر بمتطرف يدعى”طارق. س”، معروف بنشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي، و جرى توقيفه بناء على معلومات دقيقة من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم 24 أكتوبر الجاري، في مدينة إيسن غربي ألمانيا.
و تشير المعطيات إلى أن المشتبه فيه، مقاتل سابق في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، و كان يعتزم تنفيذ هجمات إرهابية باستخدام شاحنة في ألمانيا.
و يرتبط المغرب و ألمانيا بتعاون أمني و استخباراتي، مثمر، تعزز في 24 أبريل الماضي، باستقبال المدير العام لمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بمكتبه بالرباط، توماس هالدنوانغ، رئيس المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور (bfv)، والذي كان مرفوقا بوفد من كبار مساعديه بهذا الجهاز الاستخباراتي.
و كان هذا اللقاء فرصة للمسؤولين الأمنيين، لتقييم الوضع الأمني على المستوى الإقليمي والجهوي، ودراسة التهديدات والتحديات الناجمة عن تصاعد الخطر الإرهابي، وكذا سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين على أسس متينة قوامها المصداقية والثقة والمصلحة المشتركة.
و ينكب المغرب و ألمانيا على تعزيز تعاونهما الأمني، و الاستخباراتي؛ مما يؤكد الرغبة المشتركة للطرفين في تدعيم التعاون الأمني وتوطيد التنسيق الاستخباراتي في مجال مكافحة التهديدات التي تحدق بأمن البلدين، لاسيما في ظل المتغيرات المحورية التي تعرفها طبيعة الخطر الإرهابي والجريمة المنظمة.
في واقع الأمر، هذا التعاون الأمني و الاستخباراتي، ليس سوى انعكاس للعلاقات الوطيدة بين الرباط و برلين في مختلف المجالات؛ و التي تم التأكيد عليها، في رسالة حبلى بالدلالات بعث بها بتاريخ 5 يناير 2022، الرئيس الالماني فرانك والتر شتينماير، إلى جلالة الملك محمد السادس.
الرسالة حرص من خلالها الرئيس الألماني على إبراز الدور المهم للمملكة على المستوى الإقليمي، مشيدا بالمساهمة الكبيرة للمغرب من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.
كما سجل الرئيس الألماني في ذات الرسالة الالتزام المتفرد للمغرب في مجال محاربة الإرهاب الدولي”، بل و اعتبره “أمرا ضروريا بالنسبة لألمانيا وأمنها، مؤكدا أن ” النموذج المغربي لتكوين الأئمة بمثابة عنصر واعد من شأنه القضاء على التطرف”.
