اعتبروا أن المشروع لا يمكن تحقيقه دون مرافقة مؤسساتية للدولة

ناشرون مستعدون لترجمة إصداراتهم إلى لغات عالمية
* العولمة وتراجع مبيعات الكتاب داخليا يفرضان التوجه نحو قراء عبر العالم
أكد ناشرون جزائريون على أهمية التوجه إلى ترجمة مختلف إصداراتهم إلى اللغات الأخرى الأكثر انتشارا عبر العالم، من أجل تعريف بالمنتوج الأدبي والفكري الجزائري وبتاريخ البلاد وتوجهاته في مختلف الميادين التي يتم تناولها في مختلف المؤلفات، وذلك في إطار عولمة المعارف الإنسانية، باعتبارها أداة أساسية في التفاعل الدولي والتبادل الثقافي والاقتصادي.

واعتبر ناشرو الكتب الذين التقت بهم النصر،  في صالون الجزائر الدولي للكتاب " سيلا 2023" المقام حاليا في قصر المعارض بالصنوبر البحري شرق الجزائر العاصمة، في ردهم عن سؤال للنصر عن مدى جاهزيتهم للتوجه نحو ترجمة إصداراتهم إلى لغات أجنبية أخرى غير الفرنسية، أن ثمة حاجة ماسة إلى الترجمة للوصول إلى الأسواق الخارجية للكتاب، من خلال المشاركة في التظاهرات الدولية والمحافظة الخاصة بالكتاب، أو في أطار التعاون والتبادل مع دور النشر الجزائرية خاصة بعد انحسار رقعة التوزيع داخليا لعدة معوقات.
وإن كان ثمة توجه في البلاد لاعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى، يبدو من الضروري - حسب محدثينا - التركيز على تصدير أدبنا وثقافتنا وتراثنا وقيمنا إلى العالم، بهذه اللغة إلى جانب اللغات الأخرى الأكثر انتشارا كالإسبانية والصينية، لاسيما في ظل الحركة المعاكسة للترجمة من العربية إلى الإنجليزية، بعد فترة طويلة تم التركيز فيها على نقل الأدب العالمي إلى اللغة العربية.
وشدد الناشرون على أهمية رسم استراتيجية وطنية ترعاها الدولة لتحقيق هذا الهدف وتوسيع رقعة انتشار مختلف الأنواع الأدبية والتراث الفكري، ومختلف روافد الثقافة المعرفية الجزائرية في العالم، لتضاف إلى تلك الأعمال الأدبية التي ترجمت بنجاح إلى الإنجليزية، على غرار ثلاثية أحلام مستغانمي، وكذا أعمال الأديبين الراحلين آسيا جبار، ومولود فرعون، وأعمال أخرى لغيرهما من الأدباء والكتاب الجزائريين التي وجدت مكانا لها في الرفوف البريطانية والأمريكية لأدباء جزائريين، والتي يتردد أن بعضها نال شرف تدريسها في جامعات أجنبية.
و أبرز الناشرون أهمية وضع مدونة وطنية للمترجمين المحترفين ووضع إطار قانوني خاص بهم مع الاستمرار في تكوين أجيال جديدة من المترجمين والمدققين.

* مصطفى قلاب دبيح مدير دار الهدى
الكتاب المترجم إلى لغة الآخر قوة اقتصادية أيضا
نحن في أمس الحاجة إلى مخاطبة العالم بلغته، في التعريف بإنتاجنا الفكري والأدبي والعلمي أيضا، وبما أن اللغة الانجليزية هي اللغة الأكثر انتشارا في العالم، فلنا من الإصدارات ما هو جدير بالترجمة من اللغتين العربية والفرنسية إلى اللغة الإنجليزية كي نضمن تواجد الجزائر في المعارض الدولية، عبر العالم لأن الكتاب يعتبر قوة اقتصادية بكل ما تعنيه  الكلمة من معاني.
 هذا التواجد في المعارض الأجنبية وحتى العربية من شأنه أن يفتح المجال أمامنا كناشرين وأمام المؤلفين والمبدعين والباحثين لكي يضمنوا التعريف بالزخم الكبير من إنتاجنا المحلي وتسويقه على نطاق أوسع لأن الجامعات والمكتبات العمومية  عبر العالم لديها تقاليد في اقتناء إنتاج الآخر، قصد الاطلاع عليه ودراسته. ولعل الترجمة، والتوجه إلى الأسواق الخارجية، ستنهي أزمة سوق الكتاب بعد أن انحسر تسويقه  في السوق المحلية بسبب توقف الجامعات والمدارس عن شراء الكتاب لأسباب لا يمكن تبريرها، بقلة الموارد المالية نظرا للحاجة الماسة للتلميذ وللطالب لتجديد معلوماته وإشباع نهمه في القراءة، لاسيما وأن قدرته الشرائية لا تسمح له بأن يكون زبونا دائما للكتب بعد أن غلا ثمنها.
وهنا أقول أن الترجمة من أجل القارئ الجزائري تعتبر مكلفة جدا وليس لها مردود اقتصادي، بعد  توقف المكتبات الجامعية عن شراء إصدارات الناشرين المحليين وكتبهم المترجمة، لذلك نرجو من السلطات العمومية أن تأخذ هذه الملاحظات والأفكار بعين الاعتبار، لأننا بحاجة  لإبراز التاريخ الجزائري والثقافة  الجزائرية والموروث الثقافي الجزائري، وحتى نكون متواجدين مثلنا مثل كل دور النشر العربية في كافة المعارض الدولية والمحافل الخاصة بالكتاب في آسيا وأوروبا وأمريكا.
ومن هذا المنبر ندعو المشرفين على رسم سياسة الكتاب في الجزائر أن يأخذوا اقتراحات الناشرين بعين الاعتبار ونقدم قيمة مضافة للسوق الجزائرية للكتاب على المستوى الخارجي وللاقتصاد الجزائري.

* حسان بن نعمان مدير دار الأمة
دعم الدولة ضروري لإنجاح مشروع الترجمة
لا يمكن في رأيي أن يحدث التطور المنشود في أي بلد دون أن تكون ثمة حركة تبادل في المجال الثقافي والعلمي لاسيما من خلال الكتاب، ولا شك في أن الترجمة هي الأساس في ذلك، ويحتاج أي بلد في العالم للترويج لتراثه المحلي نحو البلدان الأخرى من أجل التسويق لصورة هذا البلد ومؤهلاته في شتى الميادين لاسيما في الجوانب التراثية والفكرية.
وفي هذا الصدد تسعى كل بلدان العالم إلى رسم استراتيجيات ووضع برامج وخطط حكومية في إطار ما يسمى بالدبلوماسية الثقافية، ونحن في الجزائر بحاجة إلى دعم مؤسساتي من الدولة لتعريف الشعوب الأخرى بتراثنا وبتاريخنا، عن طريق ترجمة إصداراتنا باعتبار أن دور النشر لا يمكن وحدها أن تتكفل بهذا الجانب الاستراتيجي.إننا نقوم بمحاولات من حين إلى آخر للترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية ولكن لكي نترجم من العربية نحو لغات أخرى يستطيع أي ناشر في الجزائر  أن يفعله دون وجود برنامج ترعاه الدولة للقيام بذلك.
* محند إسماعيل مدير دار نشر الحبر
تكلفة الترجمة تمثل 50 بالمائة في صناعة الكتاب
نحن مقتنعون بأن للترجمة دورا حاسما في تيسير التواصل بين الثقافات واللغات المختلفة، وتسهم في نقل المعرفة والثقافة والأفكار عبر الحدود باعتبارها أداة أساسية في التفاعل الدولي والتبادل الثقافي والاقتصادي، وبما أن نصف العالم تقريبا يتكلم اللغة الإنجليزية، فلابد أن نأخذ هذا المعطى بعين الاعتبار، مع الاهتمام بالترجمة إلى اللغات الأكثر انتشارا في العالم كالإنجليزية والإسبانية والصينية.
وفي رأيي فإن تحقيق هذا المسعى يتطلب تكوين مترجمين في المقام الأول كما يتطلب مرافقة من الدولة نظرا للتكلفة الكبيرة للترجمة.
فإذا أردنا اقتحام الأسواق الخارجية للكتاب في العالم، فإن تدخل الدولة يصبح ضروريا، لأن العملية تبدو شبه مستحيلة دون تقديم الدولة ممثلة في وزارة الثقافة ليد المساعدة، نظرا لأن تكلفة الترجمة تمثل 50 بالمائة في صناعة الكتاب.

* كمال قرور مدير النشر لدار الوطن اليوم
فكرة وجيهة ولابد أن تتحول إلى مشروع دولة
أعتقد أن ترجمة المنتوج الفكري الجزائري إلى لغات العالم، فكرة وجيهة غير أن الأمر يتطلب دراسة هذا المشروع، بتأن وتحديد أي لغة مناسبة لترجمة هذا المنتوج،سواء الإنجليزية أو الإسبانية أو الصينية، باعتبار أن في ذلك جانب ثقافي فكري وجانب براغماتي، فعندما نقرر ترجمة منتوجاتنا الثقافية والفكرية والأدبية فبالضرورة أننا نستهدف وصول هذا المنتوج إلى الأسواق الخارجية وهو ما يحتاج لبذل مجهود كبير في التسويق في دول عريقة في الثقافة وفي سوق الكتاب.
ولابد أن يتحول هذا الأمر إلى مشروع دولة ترغب في تقديم منتوجها الثقافي إلى عالم آخر وإلى قارئ آخر من ثقافة أخرى وحضارة أخرى لذلك، فإن تحقيق  هذا المشروع لن يستطيع أن يحقق الأهداف المأمولة من ورائه إلا بتدخل الدولة ودعمها باعتبار أن الترجمة عملية مكلفة، كما أن عملية التسويق في الخارج لا يستطيع أن يتكفل بها الناشر بمفرده.كما أن تحقيق هذا الهدف يتطلب حسب رأيي  تكوين بنك معطيات يتضمن قائمة بالكتب التي ينبغي أن نترجمها، وتحديد طبيعة هذه الكتب سواء كانت كتبا  أدبية أو كتبا تاريخية، وهل نشرع مثلا في ترجمة ''الكتب الجميلة'' التي تغلب فيها الصورة عن النص وهي الكتب التي تلقى رواجا كبيرا في الخارج، قبل الذهاب لترجمة الرواية والكتاب التاريخي.
كذلك لابد من إنشاء هيئة تتكفل بإحصاء المترجمين وإنشاء بنك معلومات في هذا السياق، أي علينا أن نقوم بعمل منظم في إطار استراتيجية محددة لأنه عمل أجيال.  

* أحمد ماضي مدير دار الحكمة و رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب
نحن في حاجة ماسة للبحث عن أسواق جديدة للكتاب الورقي
يجب أن نعترف بأن الترجمة إلى اللغات الحية الأجنبية أصبحت بفضل العولمة، تحتل مكانة كبيرة في مجال تبادل الأفكار و المعارف العلمية و الثقافية التي تساهم بدورها في تطور الحضارات.
ولحسن الحظ فإن لدينا عددا هائلا من المترجمين إلى الإنجليزية والإسبانية وغيرهما من اللغات الأجنبية واسعة الانتشار، ولأننا بحاجة شديدة إلى البحث عن أسواق جديدة لإصدارتنا خارج أرض الوطن من أجل التعريف بالأدب الجزائري وبتاريخ البلاد وبتراث هذه الأمة، فمن الواجب علينا أن نتوجه إلى خوض تجربة الترجمة على نطاق أوسع، ونحن على مستوى دار الحكمة، لنا في هذا الميدان تجربة لا بأس بها على قلة العناوين التي بادرنا بترجمتها، دون أن نستطيع المواصلة.
وهنا من الضروري الإشارة إلى أن عملية الترجمة، مُكلفة جدًا، وإذا أردنا أن نسوّق لثقافتنا ولفكرنا وإبداعاتنا الأدبية، وتاريخنا عبر العالم، من خلال الإصدارات التي تنتجها مختلف دور النشر الجزائرية، فإن الأمر يتطلب إنشاء آلية دعم للناشرين، الذين لا يمكن أن يتحملوا بمفردهم التكاليف الباهظة، أو تفعيل صندوق الدعم الموجود لدى وزارة الثقافة والفنون على نطاق واسع.

* مدير دار النشر دحلب عبد الله شغنان
التأطير القانوني لعمل المترجمين المحترفين ضروري
منذ تأسيس دار النشر التي أشرف على إدارتها في 1989، أغلب المؤلفات التي قمنا بطبعها مؤلفة باللغة الفرنسية، وإن كانت لنا تجربة في الترجمة إلى اللغة العربية لفائدة القارئ الجزائري، فإن الأمر يختلف اليوم ولابد أن نتوجه لاستقطاب القارئ الأجنبي، والتقرب إليه من خلال ترجمة أعمالنا الأدبية والتاريخية والتراثية وما إليها باللغة الأنجليزية باعتبارها الأكثر انتشارا.
والعملية برأيي تحتاج إلى تنظيم ومرافقة مؤسساتية من طرف الدولة، وفي المقام الأول لابد من التأطير القانوني لعمل المترجمين المحترفين، حتى نتجنب السقوط في الترجمة التي تعتمد على محركات البحث.
عبد الحكيم أسابع

تاريخ الخبر: 2023-11-02 00:24:51
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش يمثل الملك في القمة العربية بالمنامة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:26:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

مبابي يغيب عن مواجهة سان جرمان أمام نيس بداعي الإصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:25:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

الغلوسي: هل من حكماء لإنهاء أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة؟

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:26:09
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

أخنوش يمثل الملك في القمة العربية بالمنامة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:26:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

مبابي يغيب عن مواجهة سان جرمان أمام نيس بداعي الإصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:25:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

الغلوسي: هل من حكماء لإنهاء أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة؟

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:26:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية