لا يمكن للشخص أن يفقدَ الوعي إلا إذا كان هناك اضطراب عام في وظيفة الدماغ. ويحدث هذا الاضطراب عادةً بسبب انخفاض تدفق الدَّم الكُلي إلى الدماغ. هذا هو السبب التقليدي الذي يعرفه الأطباء، ولكن لا تزال هناك العديد من الألغاز: ما الذي يسبب تغير تدفق الدم لدى شخص ما تلقائيا؟ وما هي أجزاء الدماغ التي تلعب دورا رئيسيا؟

يقدم بحث جديد أجري على الفئران، ونشر هذا الأسبوع في مجلة Nature، فهما أوثق للآليات الأساسية وراء الإغماء.

ويفترض الباحثون أن تنشيط الخلايا العصبية التي تربط القلب والدماغ يمكن أن يؤدي إلى نوبة إغماء.

يقول فينيت أوغستين، أستاذ مساعد في علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا وأحد مؤلفي الدراسة: "هذه هي الخطوة الأولى لإظهار أن هناك ما هو أكثر بكثير من الإغماء من مجرد انخفاض تدفق الدم".

وأضاف: "يلعب انخفاض تدفق الدم دورا، ولكن هناك دوائر دماغية أخرى تلعب دورا آخرا". "الأمر ليس بهذه البساطة مثل ما تقوله كتب الطب لأمراض القلب."

على وجه التحديد، وجد الباحثون أن الخلايا العصبية الموجودة أسفل الجمجمة ترسل إشارات من القلب إلى الدماغ تؤدي إلى انخفاض في معدل ضربات القلب وضغط الدم ومعدل التنفس. وهذا بدوره قد يؤدي إلى أكثر أنواع الإغماء شيوعا - ما يسميه العلماء "الإغماء الانعكاسي" - والذي يمكن أن ينتج عن الجفاف أو رؤية الدم أو فترات طويلة من الوقوف.

ما الذي يسبب الإغماء عند البشر؟

قبل البحث الجديد، أدرك العلماء أن الناس يغمى عليهم عندما لا يكون هناك ما يكفي من الدم الذي يدخل أو يخرج من القلب، مما يقطع تدفق الدم إلى الدماغ.

في معظم الأحيان، لا يكون الإغماء مقلقا ما لم يفقد شخص ما الوعي أثناء القيادة أو يصيب نفسه أثناء السقوط.

ويصاب البشر بالإغماء من الاستجابات العاطفية لسماع أخبار سيئة أو حتى شيء مضحك - على الأرجح لأن أجسامهم تفرط في تنشيط نظامهم العصبي السمبتاوي.

في حين أن الأطباء ليس لديهم حاليا طرق لمنع نوبات الإغماء التلقائي، يقول الباحثون إن استهداف الخلايا العصبية التي تم تحديدها في الدراسو يمكن أن يكون أحد الأساليب. على سبيل المثال، يمكن للأطباء إزالة أو استبدال جينات معينة تشارك في مسار العصب المبهم.