ممرضة أمريكية تنصف سكان غزة: لولا الفلسطينيون لمتنا خلال أسب


كتبت- سلمى سمير:

في مقابلة لها مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قالت إميلي كالاهان وهي إحدى الأجانب الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة، وتم الإفراج عنهم منذ عدة أيام، إنها كانت لتموت خلال أيام لولا مساعدة الفلسطينيون لها في قطاع غزة.

كانت إميلي تعمل ممرضة في منظمة أطباء بلا حدود داخل قطاع غزة، وشهدت على الظروف القاسية التي عايشها سكان قطاع غزة خلال الحصار الكامل المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

"لولا الفلسطينيون لمتنا خلال أسبوع" بدأت إميلي حديثها إلى المذيع خلال مقابلة مع الشبكة الأمريكية، واصفة له طبيعة الحياة في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر وكيف أصبح الشعب الفلسطيني هو السبب الوحيد الذي أبقاها على قيد الحياة خلال نقص الطعام والشراب وانعدام الأمن.

لم يترك الموظفين الوطنيين العاملين في قطاع غزة إميلي وزملائها لحظة واحدة، فوفق حديثها كانوا يخشون على سلامتها ويضحون بكل شيء من تعريض حياتهم للخطر من أجلهم أو تفضيلها عليهم وإعطائها الماء والطعام الذي يمتلكون حتى لا يشعروا بالجوع او الظمأ، "كانوا يعطوننا كل مايملكون، كنا سنموت جوعًا وعطشًا لكنهم كانوا يتصلون بكل معارفهم للحصول على الطعام والشراب لنا".

قالت إميلي حين أقول كنا سنموت من دون الفلسطينيون "فأنا لا أبالغ"، تتحدث إميلي عن كيف رافقها أهالي قطاع غزة ولم يتخلوا في أحلك اللحظات داخل أحد المخيمات حيث احتمى 50 ألف شخص هربًا من القصف الإسرائيلي الذي طال غالبية سكان قطاع غزة الذين لجأوا للمخيمات علها تكون وسيلة حماية مزعومة.

داخل المخيم المكتظ بالنازحين لم يكن يوجد إلا 4 مراحيض فقط لـ50 ألف نازح كثيرين منهم جرحى جراء القصف ويحتاجون للرعاية الطبية لكنهم خرجوا مبكرًا من المستشفيات في ظل عدم توافر أماكن فيها مع أولوية تعطى للجريح الجديد الآت من القصف.

رأت الممرضة الأمريكية الأطفال المصابين من القصف بجروح وحروق شديدة مفتوحة لم تلتئم يتجولون داخل المخيم دون رعاية تستطيع تقديمها لهم، فتتذكر أهالي أحد الأطفال وهم يخبروها إذا كان بإمكانها المساعدة فتجيب "أنه للأسف لا تستطيع تقديم أي شيء لعدم توافر إمدادات طبية". مع تضييق الاحتلال الإسرائيلي في إدخال المساعدات الطبية إلى قطاع غزة.

ورغم كل ذلك تقول إميلي إن الفلسطينيين في غزة لم يتركوها، فتتذكر وهم يخبرون أهالي المخيم اليائسين الذي لجأت له "أن هؤلاء الأشخاص الأجانب في نفس القارب معكم وليس لديهم أي طعام أو شراب أو مأوى مثلكم"، تقول إميلي واصفة كيف تحدث الفلسطينيون الذين معها إلى أهالي المخيم بلطف وود للحفاظ على سلامتهم.

وفي ظل شح المياه في قطاع غزة ولجوء سكان القطاع المنكوب لاستخدام مياه البحر في ظل قطع الاحتلال الإسرائيلي لمصادر المياه واستهداف محطات التحلية داخل القطاع، كان المرافقين الذين كانوا مع إميلي حريصين على إمدادها بالمياه حتى التي كانت معهم كما كانوا يخبروها بالمواعيد التي تأتي فيها شاحنة المياه إلى المنطقة من أجل أن تشرب.

وحتى لحظة الخلاص إلى معبر رفح تتذكر الممرضة الأمريكية، كيف رافقها الفلسطينيون حتى بوابة المعبر وهم يعلمون أنهم لن يأتوا معها وسيعودوا إلى القطاع حيث القصف والحرب.

لم تنسى إميلي شخصًا يُدعى إبراهيم كان يتقدم الأجانب الذين قُدر لهم الخروج من غزة، ويحمل جوازات سفرهم ويكافح بشدة لأجل حراستهم هو ورفاقه منذ أن صعدوا إلى الشاحنة للخروج من قطاع غزة وحتى عبروا من المعبر، تصف الممرضة الأمريكية كيف ضحوا بكل شيء من أجلهم ووقفوا بينهم وبين الأشخاص اليائسين الذين رغبوا في العبور إلى معبر رفح مع الأجانب "ضحى هؤلاء الرجال الرائعين بكل شيء من أجلنا وهم يعلمون أنهم لن يأتوا معنا".

في نهاية لقائها سأل المذيع إميلي "هل يمكن أن تعودي إلى غزة" لتجيبه دون تردد "قلبي في غزة وسيبقى في غزة"، لتنهي حديثها بأن الشعب الفلسطيني الذي تعاملت معه سواء كانوا موظفين في المنظمات الإغاثية أو العاملين لدى المستشفى الإندونيسي كانوا من أكثر الأشخاص الرائعين الذين قابلتهم في حياتها.

تاريخ الخبر: 2023-11-09 15:22:57
المصدر: مصراوى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية