أطفال يصرخون.. هل من مجيب؟!
أطفال يصرخون.. هل من مجيب؟!
لم تعد مجزرة مدرسة بحر البقر الوحيدة التي هاجمتها القوات الإسرائيلية عام 1970 حيث قصف طائرات من طراز فانتوم المدرسة التابعة لقرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر, وأدي الهجوم إلي مقتل 30 طفلا وإصابة 50 آخرين وتدمير مبني المدرسة بالكامل, ولم ننس منظر الكتب والكراسات الغارقة بدماء الأطفال الأبرياء ولم ننس الحادث المروع الذي وصفته مصر وقتها بأنه عمل وحشي يتنافي تماما مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية.
هذا الحادث المروع ترك في أذهاننا الكثير من الصور المؤلمة والمشاهد التي لا تنسي والعديد من التساؤلات التي ليست لها إجابات, لنري اليوم أيضا مجازر إنسانية أكثر بشاعة بل هي إبادة جماعية لسكان قطاع غزة في فلسطين وما يمرون به من عنف وقتل, وما يعانون جراء الحصار الذي حرمهم من المياه النظيفة والغذاء والوقود, وهو ما يعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي, بخلاف العمليات العسكرية والقصف الذي يستهدف المنطقة وتقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة قاتلة الأطفال والنساء…, حيث يتعرضون للأذي والخطر دون أي ذنب يبرر ذلك.
يعاني الأطفال في غزة من مشاكل صحية ونفسية جسيمة نتيجة العنف الذي يشهدونه علي مدار اليوم وصوت الغارات والانفجارات المستمرة علي القطاع, مما يؤدي إلي أن يعاني الكثير منهم من اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب والخوف والفقد… نعم فقد الطفولة والبراءة والأهل بل وصل حد الفقد إلي العجز, فنري أطفالا فقدوا أبصارهم وآخرين فقدوا أجزاء من أجسادهم, فالقصف الغاشم المستمر عليهم لا يفرق بين الأطفال وأسرهم الأبرياء وبين حركة حماس, ولم تعد هذه الغارات تستهدف حركة حماس كما يزعم الاحتلال, بل هي وسيلة عقاب جماعي, ولم يكتف رئيس حكومة الاحتلال المتطرف, نتنياهو بعدد الضحايا الذين سقطوا حتي الآن, فهو مصر علي المضي قدما من خلال هجوم بري قد يطيل أمد الحرب لسنوات ويتسبب في سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.
الأطباء في غزة وصلوا إلي مرحلة يضطرون فيها إلي علاج الجرحي والمصابين دون تخدير, ويمكنكم أن تتخيلوا المشهد المؤلم للأطفال المصابين الذين يصرخون من شدة الألم ولا توجد مسكنات تخفف عنهم, ولا مستشفيات تستقبل الحالات الحرجة فقط يوجد الدمار في كل مكان, ورغم ذلك مازال سلسال الدم والقتل والعدوان ينتهك حقوق الطفولة الأساسية في غزة, بما في ذلك حقوق الحماية والرعاية والتعليم والصحة… يجب علي المجتمع الدولي أن يعمل علي حماية وتعزيز حقوق الأطفال في غزة وتوفير الدعم اللازم لهم.
علينا أن نتذكر أن الأطفال هم المستقبل, ويجب علي المجتمع الدولي أن يعمل بكل جهوده لحمايتهم وتوفير بيئة آمنة ومستدامة لتنميتهم ونموهم بشكل صحيح بعيدا عن القتل والدمار, ويجب أن تكون الحماية والرعاية للأطفال في فلسطين أولوية قصوي لجميع الأطراف المعنية, ويتعين علي المجتمع الدولي العمل بشكل جماعي لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة, وضمان حياة آمنة ومستقبل أفضل لأطفال هذا البلد المنكوب فلسطين.