الدار- خاص
أملا في العودة الى المشهد السياسي، ولو من باب انتقاد الإجراءات التي اتخذها هو بنفسه، حينما كان رئيسا للحكومة، هاجم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الاله ابن كيران، حكومة عزيز أخنوش، بشأن الدعم الحكومي المباشر للفئات الهشة اقتصادياً، خاصة كبار السن.
ابن كيران، الذي كان من المفترض فيه أن يدعم هذا الاجراء، بما تقتضيه “النزاهة السياسية”، او ما يسميه هو واخوانه بـ”المعقول”، أعرب خلال ندوة صحافية عقدها حزبه أمس الخميس، بالرباط، عن “تحديه” لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، ان تمكن من منح الدعم المالي المباشر للأشخاص المسنين، الذين تفوق أعمارهم 65 عاماً.
ودأبا على نهجه في خرجاته الإعلامية، وخطبه، توسل عبد الاله ابن كيران، بالخطاب الديني، وهو يقسم بأغلظ الايمان أنه سيعتزل السياسية نهائيا، في حالة إذا نجح أخنوش في منح الأشخاص فوق 65 عاماً دعما ماليا، قائلا :”أقسمت بالله العظيم، أنه لن أمارس بعدها السياسة، وسأترك له هذا المجال”.
ابن كيران، الذي ظل دوما يردد بأنه يدعم كل المشاريع التنموية والاجتماعية والاقتصادية التي يعلن عنها الملك محمد السادس، أنسته “مزايداته السياسية” أن الدعم المالي المباشر للفئات الهشة، والفقراء، تشرف الحكومة على تنزيله، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، و بأنه ورش وطني، بأجندة زمنية محددة، يشرف الجالس على العرش، شخصيا على تتبع تنزيله حتى تستفيد الفئات الاجتماعية التي تستحق هذا الدعم.
و في موقف تشكيكي من قدرة الدولة المغربية بمؤسساتها، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس على إنجاح ورش الدعم الاجتماعي المباشر، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن ” إخراج هذا الدعم إلى أرض الواقع “غير قابل للتحقق”، بدعوى أن كلفته المالية كبيرة”.
تصريحات لا تعدو، بحسب مراقبين للمشهد السياسي بالمغرب، أن تكون “مزيدات سياسوية” ألف زعيم حزب “المصباح” اجترارها منذ أن لفظه الشعب المغربي في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وذلك بعد أن قضى المغاربة سنوات عجاف مع ولايتين حكوميتين، كانت مليئة بالوعود المعسولة و الشعارات الجوفاء، التي دفع المغاربة ثمنها غاليا.
وبخلاف ادعاءات عبد الاله ابن كيران، فان تفعيل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعد لحظة تاريخية في المسار المتواصل لتكريس دعائم الدولة الاجتماعية، وبناء مغرب التقدم والكرامة، كما أراده جلالة الملك، عبر مواصلة تنزيل الورش الوطني التضامني لتعميم الحماية الاجتماعية.
ويهم الدعم المالي المباشر المواطنين البالغة أعمارهم 65 عاما فما فوق، ويوجدون في وضعية اجتماعية هشة، حيث أعلنت الحكومة عن دعمهم بـ 1000 درهم، في إطار “مدخول الكرامة” الذي جاء به البرنامج الحكومي.
