استحدثت جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة خلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي لمرافقة الطلبة حاملي الأفكار المبتكرة، حيث تعتزم المؤسسة الوصول إلى 100 مشروع تخرج في إطار القرار الوزاري 1275 خلال السنة الدراسية الجارية، في حين ستفتح وزارة اقتصاد المعرفة مخبرا جهويا للتصنيع “فاب لاب” على مستوى القطب التكنولوجي بالمدينة الجامعية صالح بوبنيدر.
وقال مدير جامعة عبد الحميد مهري، البروفيسور لخضر يوسف حمينة، خلال افتتاح الأيام التحسيسية حول المقاولاتية، إن الأيام المذكورة منظمة بمناسبة الأسبوع العالمي للمقاولاتية، مؤكدا أن الجامعة أصبحت من أهم المؤسسات التي تساهم في تعزيز ثقافة المقاولاتية، كما أوضح أن قسنطينة 2 تحتضن ثلاثة أيام تحسيسية حول المقاولاتية، فيما أبرز نائب مدير الجامعة المكلف بالبيداغوجيا، البروفيسور لونيس أوقاسي، أن الجامعة وصلت إلى إنجاز 59 مذكرة تخرج في إطار القرار الوزاري 1275 الخاص بتثمين المشاريع النهائية بمذكرة تخرج وشهادة مؤسسة ناشئة ووسم مشروع مبتكر وبراءة اختراع خلال السنة الماضية، لكنه شدد على أن عبد الحميد مهري تسعى لبلوغ سقف 100 مشروع على الأقل في إطار القرار المذكور خلال الموسم الجاري.
واعتبر المتدخل في كلمته أن البرنامج الخاص بالمقاولاتية والمؤسسات الناشئة قد وصل إلى المرحلة النهائية، مضيفا أن الوزارة الوصية فتحت ورشة كبرى في هذا الخصوص، كما أكد أن عبد الحميد مهري بدأت خطواتها الأولى من خلال إنشاء حاضنة أعمال جامعية ودار للمقاولاتية ومخبر للتصنيع، فضلا عن توفير تأطير جيد في مختلف المعاهد والكليات. وشدد المسؤول على ضرورة تعزيز مرئية الجامعة على مستوى الشرق، حيث نبه بأن هذا المسعى يتطلب بذل جهود كبيرة، في حين أكد أن قسنطينة 2 لم تحقق مرتبة متقدمة من المرئية خلال هذه السنة على مستوى الشرق، داعيا الطاقم الأكاديمي إلى العمل على الوصول لنتائج أفضل في هذا الجانب.
من جهته، ذكر مدير حاضنة الأعمال لجامعة عبد الحميد مهري وعضو اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار والحاضنات الجامعية، الدكتور نذير عزيزي، أن قسنطينة 2 كانت سباقة إلى استحداث حاضنة أعمال في عام 2020 بعد جامعة المسيلة والحصول على وسم مشروع مبتكر من طرف وزارة المؤسسات الناشئة في السنة نفسها، فضلا عن أنها بادرت بإطلاق أول دار مقاولاتية على المستوى الوطني خلال سنة 2006 بالشراكة مع جامعة غرونوبل، وبالتعاون مع الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، التي كانت معروفة حينها بتسمية “أنساج”. واعتبر المتحدث أن عبد الحميد مهري أصبحت نموذجية في مجال دعم المقاولاتية والابتكار طيلة السنوات الثلاث الماضية.
وأشار المسؤول إلى أن الجامعة تحصلت خلال السنة الدراسية الماضية على 6 وسوم “مشروع مبتكر” ومؤسسة ناشئة في تخصص علم المكتبات والتوثيق، معتبرا أنها نتيجة محفزة، كما أوضح أن العدد الأكبر من المشاريع موزعة بين العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلم النفس، بالإضافة إلى تخصصات كلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال. وصرح الدكتور عزيزي للنصر، على هامش انطلاق الفعالية، أن حاضنة الأعمال استحدثت خلال السنة الدراسية الجارية خلية مختصة في الذكاء الاصطناعي، حيث تم تزويدها بتجهيزات خاصة، على غرار المعدات الخاصة بإطلاق محطة للحوسبة، مضيفا أنها ستتكفل بدعم تأطير مشاريع التخرج المنجزة في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن القرار الوزاري 1275.
وأضاف المصدر نفسه أن الجامعة ستعمل خلال السنة الجارية على فتح مؤسسة فرعية لتقديم الاستشارات وخدمات مختلفة. من جهتها، قدمت مسيرة القطب التكنولوجي “هضبة قسنطينة” وعضو اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار، الدكتورة وداد صالحي، مداخلة شرحت فيها أقسام القطب المتربع على مساحة تشغل 60 بالمئة من إجمالي مساحة جامعة صالح بوبنيدر بعلي منجلي، مؤكدة أنه مفتوح لطلبة مختلف جامعات ولاية قسنطينة. وكشفت المتحدثة أن وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة ستفتح مخبرا جهويا للتصنيع “فاب لاب” على مستوى القطب، بالإضافة إلى تخصيص طابق لفرع الصندوق الجزائري لتمويل المؤسسات الناشئة ومسرعات الأعمال “ألجيريا فانتشر”.
ويضم القطب التكنولوجي أيضا، بحسب المتدخلة، 120 غرفة مخصصة لإقامة الطلبة من أصحاب المشاريع المبتكرة الموطنة على مستوى القطب التكنولوجي مجانا بعد التخرج، كما تتوفر “هضبة قسنطينة” على محطة للنمذجة العكسية تابعة لمركز البحث في الميكانيك ومنصة للنمذجة والتصنيع تابعة للمدرسة العليا المتعددة التقنيات ومخبر للتصنيع بالمدرسة العليا للبيوتكنولوجيا والمدرسة العليا المتعددة التقنيات، إلى جانب مخبر البحث في البيوتكنولوجيا والمنصة التكنولوجية للبيولوجيا المجهرية، كما أنها محاذية لمركز البحث في العلوم الصيدلانية.
ويُذكر أن أيام التحسيس حول المقاولاتية تتواصل إلى غاية يوم غد الثلاثاء، حيث تنظم بالتنسيق مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ومنتدى التجديد الاقتصادي الجزائري، فيما تنطوي على مداخلات متنوعة ومتزامنة بمختلف كليات الجامعة حول مواضيع تخص حاضنات ومسرعات الأعمال والملكية الفكرية وآليات الحصول على التمويل والدعم للمشاريع وغيرها.
سامي .ح