ط.غ
الكأس المملوئة فتورا وتوترا لم تعد خفية كما أُريد لها أن تكون، فبعض من تفاصيلها تتكشف اليوم بدخول العلاقات بين الجزائر والسعودية، نفق الأزمة المزمنة بسبب ملفات إقليمية وعدم توافق أو تطابق في وجهات النظر. فالشرخ بين الرياض والجزائر يزداد توسعا نتيجة القرب الجزائري من المحور الإيراني بالإضافة إلى ملفات عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية والغاز، والتقارب الروسي الجزائري، ومسألة التطبيع مع إسرائيل، ثم الوضع في ليبيا، والصحراء المغربية.
آخر فصول التوتر، كان رفض السعودية مطالب جزائرية وجنوب إفريقية لمشاركة ما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، في القمّة السعودية الإفريقية التي احتضنتها الرياض نهاية الأسبوع الجاري برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
البيان الختامي لهذه القمة، نص على ضرورة احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين الدول وفقاً للقانون الدولي”، مبرزا عزم قادة الدول المشاركة بما فيها المغرب الذي حضر ممثلا بوفد رسمي رفيع المستوى، على “تطوير التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية، والتأكيد على توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله”.
ودُفعت جبهة البوليساريو دفعا، إلى الهجوم على المملكة العربية السعودية، بسبب رفض مشاركتها فالقمة، ما اعتبره خبراء أنه ردة فعل جزائرية غير رسمية على الرياض نتيجة اصطفافها مع المغرب في ملف الصحراء.
وتعلن السعودية دعمها “غير القابل للنقاش” للسيادة المغربية على الصحراء، إلى جانب تكتل مجلس التعاون الخليجي، في وقت تقول وسائل إعلام جزائرية إن الرياض وأبوظبي، تقودان دول الخليج وترسمان معالم السياسية الخارجية للتكتل.
وهاجمت الجزائر عبر صحفها المقربة دولة الإمارات واتهمتها بالتخطيط إلى جانب المغرب وإسرائيل لشن حرب على الجزائر، ودعمت روايتها بما وصفته التحركات المشبوهة لقائد الملحق العسكري الإماراتي بالبلاد.
