ادعاءات بأن الغاز الإسرائيلي سيؤثر علي مصر
ادعاءات بأن الغاز الإسرائيلي سيؤثر علي مصر
بينما العالم لم يفق بعد من تداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية التي لا تزال أصداؤها مستمرة رغم خفوت صداها حاليا, انفجرت الحرب الإسرائيلية في غزة ومعها بشاعة ما نشاهدها علي الشاشات للمجازر الإسرائيلية في القطاع الذي تحول لجحيم ألهب منطقة الشرق الأوسط, وذلك في ظل العناد الأمريكي والصلف الغربي في عدم اتخاذ قرارات حاسمة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من العدوان الغاشم ووقف نزيف الدم والجرائم التي ترتكبها إسرائيل وتعد إبادة جماعية, ولا يكترث أحد من صانعي القرارات بأنه إذا تصاعدت وتيرة الحرب في المنطقة سيواجه الاقتصاد العالمي أزمة طاقة مزدوجة تضغط علي الأسواق والبلاد والعباد, فإسرائيل تسعي بكافة الطرق لإيصال رسالة للعالم مفادها بأن الغاز الذي تصدره سيؤثر في احتياجات مصر وأوروبا, وذلك مع إغلاق حقول الغاز الإسرائيلي, هذا في مقابل تأكيدات مصر بأن توقف إمدادات الغاز الإسرئيلي لا يؤثر بشكل كبير عليها, وأن الأمر لا يعدو محاولة من إسرائيل للضغط علي مصر. الجدير بالذكر أن مصر كانت تصدر الغاز إلي إسرائيل إلي أن اكتشفت تل أبيب وجود فائض في الإنتاج لديها فتم إدخاله علي شبكة مصر للغاز, وتم تأسيس منتدي شرق المتوسط, وخلقت مصر نشاطا استثماريا في مجال الغاز الطبيعي.
بناء عليه من غير المرجح أن تؤدي الحرب في غزة إلي الضغط علي إمدادات النفط والغاز العالمية حاليا, التي استطاعت أن تتجاوز تداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية, أو تتعايش معها؟ وبذلك لن تحدث صادرات الغاز الطبيعي المسال الإسرائيلي فارقا يذكر في سوق الغاز شمال غرب أوروبا أو سوق غاز البحر المتوسط, وبصرف النظر عن الكميات الصغيرة نسبيا التي يتم نقلها عبر الأنابيب من إسرائيل إلي الأردن أو إلي مصر, تظل سوق التصدير الحالية الوحيدة لإسرائيل من حقول الغاز البحرية هو مصر, لا تمتلك إسرائيل مرافق لتسييل وتصدير الغاز الطبيعي المسال. بينما مصر لديها أكبر محطتين لإسالة الغاز الطبيعي, الأولي في إدكو, والثانية في دمياط, وكانت مصر وقعت في يونيو 2022 مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لزيادة صادرات الغاز إلي أوروبا, بهدف إمدادها بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية علي البحر المتوسط , ومصر لديها حساباتها وترتيباتها لضمان ضخ الغاز لسد الاحتياجات المحلية, إذ لا يعتقد أن يكون لهذا الأمر تأثير علي استقرار السوق, ولا يجب الانسياق وراء الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة.