لم يتحقق حلم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد مرور 47 يوما عن نشوب صراعات دموية بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس”، التي تكللت بصفقة تبادل الأسرى، والرضوخ الصهيوني الذي فشل في تحقيق أهدافه الرئيسية من الحرب والتي تتجلى في القضاء على كتيبة “القسام”.
ولم تقو إدارة أمريكا وإسرائيل وأيضا باقي العواصم الغربية على إخماد ضغوطات عائلات الأسرى، التي تعتبر من أبرز العوامل التي ساعدت فلسطين في التغلب على طموحات إسرائيل، والاستفادة من فترة الهدنة التي يمكن اعتبارها نقطة لمراجعة حسابات الأطراف المتنازعة.
ويرى خبراء أمنيون على أن صفقة تبادل الأسرى راجعة إلى مجموعة من الأسباب، بالإضافة إلى الفشل العسكري والاستخباراتي التابع لدولة إسرائيل في جلب المعلومات، في حين أن الطرفان معا سيستفيدان من الصفقة.
ما هي دلالات رضوخ الاحتلال الإسرائيلي لصفقة تبادل الأسرى ؟
يرى العميد أحمد رحال، الخبير العسكري السوري، أن “رضوخ الاحتلال الإسرائيلي لصفقة تبادل الأسرى راجع إلى أسباب داخلية وخارجية”، مبينا أن “الصفقة تتعلق بالضغوط التي تمارسها عائلات الأسرى، بالإضافة إلى اهتزاز صورة الجيش الإسرائيلي، باعتبار أن إسرائيل فشلت في هذه القضية”.
وأضاف أحمد رحال، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “هناك ضغوط كبيرة على المؤسسة العسكرية التي فشلت في تحقيق الأهداف التي كانت تريد نيلها من الحرب، وأيضا فشل الاستخبارات في الحصول على أي معلومات عن حركة حماس”.
وتابع المتحدث عينه أن “حماس تحافظ على مواقفها الصامدة التي لم تستطع إسرائيل كسرها، وبالتالي هذه هي نقطة قوة الحركة، وأن الطرفين كلاهما مستفيدين من عملية تبادل الأسرى سواء على المستوى المدني والعسكري”.
من جهته، قال حاتم الراوي، الخبير العسكري السوري، إنه “لم يلتو ذراع إسرائيل ولو مرة واحدة، وأنا ما أعرفه عن هذا الكيان أن إسرائيل تحارب عن طريق العقيدة القتالية الغربية، حيث تعمل دائما على حماية حياة العنصر البشري”.
وأورد حاتم الراوي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “كانت معارك طاحنة بيننا وبين إسرائيل لسحب جثة قتيل من جيشه، هذه هي العقيدة الغربية، أما العقيدة الشرقية التي تعمل عليها دولة إيران تقدم جيشها بسخاء ولم تعطي أهمية لجيشها أو تحاول الحفاظ على حياة عساكرها”.
وأردف: “حقيقة أن طوفان الأقصى زعزع إسرائيل بعد قتل الآلاف من جنوده، واوقعها في حرج كبير جداً أمام شعبها، ومازال إلى حد الآن لم تعلن إسرائيل عن الحصيلة الكاملة للوفيات في صفوف جيشها، وإذا حافظت إسرائيل على عقيدتها القتالية لم تقدر على اجتياح غزة”.
