منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وفلسطين، عرف المشهد السياسي الدولي حركة حثيثة حول القضية الفلسطينية، بوجود تكتلات دعمت إسرائيل على الاستمرار في حربها على فلسطين من جهة، ومن جهة أخرى رفضت بعض دول العالم العدوان الدموي الذي مارسه الكيان الصهيوني على نساء وأطفال غزة.
وبعد تولي بيدرو سانشيز من جديد منصب الحكومة الإسبانية، حاول الخروج من المنطقة الرمادية للإعلان عن موقفه تجاه القضية الفلسطينية، حيث قال إن بلاده قد “تتخذ قرارها الخاص بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم يفعل الاتحاد الأوروبي ذلك”.
هذا التلويح أغضب بعض الدول الغربية وفي مقدمتها إسرائيل المدعومة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، مما يطرح عدة تساؤلات حول مدى تأثير هذا التصريح على التحالف الخماسي الذي يضم المغرب إلى جانب الدول الأربع.
تعليقا على الموضوع، قال محمد الروين، باحث مغربي في جامعة مدريد المستقلة، وخبير في شؤون العالم الإيبيري والعلاقات الإسبانية-العربية، إنه “على مستوى الاتحاد الأوروبي وقع نوع من حلحلة هذا الملف، لأن الجميع يتحدث عن الحق في الدفاع عن النفس، لكن الكل في أوروبا سجل على أن الدفاع لم يكن متناسبا مع الفعل، وفق القوانين الجنائية الدولية والقانون الإنساني”.
وأوضح محمد الروين، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه “يمكن طرح هذا الإشكال، نظرا لعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا باعتبارهما حليفي دولة إسبانيا، وأيضا لهما حق الفيتو في مجلس الأمن، لكن في هذه النقطة بالضبط أصبح الموقف الغربي يتحلل بعد المجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني”.
وأضاف الخبير في الشؤون الإسبانية أنه “لم يكن للاعتراف الإسباني بدولة فلسطين تأثير لعدة اعتبارات، من بينها هناك دول أخرى أوروبية معترفة بفلسطين، وأن إسبانيا فقط قامت بالتلويح وليس الاعتراف، وأن هذه الحملة الغربية أطلقت ضد إسرائيل مما جعلت أمريكا تتحرك بدورها تجاه القضية”.
وخلص الروين حديثه قائلا: “العالم متعدد الأقطاب وهذا أعتقد يسمح بهامش واسع للمغرب أو للدول التي تلتقي مع المغرب في مواقفه، وأيضا العلاقات التي تجمعه مع دول داخل الاتحاد الأوروبي وأيضا الصين وروسيا، لذلك يجب على الرباط أن تستثمر في هذا المشروع الجديد”.
