صحافيون من داخل قطاع غزة يتحدثون للنصر: أحجمنـــا عن نشر بعـض مشاهـد المجـازر لأنهـا صادمـة

شكلت التغطية الصحفية للعدوان الصهيوني على قطاع غزة محورا مهما وداعما لصورة القضية الفلسطينية عالميا، حيث وقف الصحفيون الفلسطينيون في الصفوف الأولى مجندين هواتفهم وكاميراتهم وأقلامهم لكشف الحقائق وتصوير الأحداث، و دحض الروايات الصهيونية المغلوطة، ورغم القصف المستمر و استهدافهم المباشر، إلا أنهم لا يزالون يمارسون الواجب المهني بكل تفان، كما أكده بعض من تواصلت معهم النصر، لتنقل شهادات عن الواقع في القطاع وعن طبيعة و تحديات ومخاطر التغطية الصحفية خلال زمن الحرب.

جمعتها: إيناس كبير

النشر عبر المنصات تفوّق على وكالات وفضائيات
حقق صحفيون من ميدان غزة،  الاستثناء في تغطية الأحداث عبر حساباتهم على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن تغذية المؤسسات الإعلامية بمادة صحفية آنية و حصرية و نوعية صنعت الحدث عالميا وأعادت تداولها الملايين كما تلقفتها وسائل إعلام كبرى، بعدما نجح الصحفيون المرابطون في القطاع، في اللعب على وتر القصة الإنسانية، و استطاعوا تصوير يوميات الناس وظروفهم الاجتماعية الصعبة، مكرسين أصواتهم لكشف الروايات الزائفة التي تبرر جرائم الاحتلال الصهيوني.

* الصحفي محمد ماهر الشاعر
 نركز على القصة الإنسانية ونفضح الوحشية
قال المراسل الصحفي بقطاع غزة، محمد ماهر الشاعر، بأنهم يركزون على تغطية صور دمار البيوت، والبنايات والمدارس والمستشفيات التي قصفتها طائرات الاحتلال لدفع السكان إلى الخروج من القطاع، فضلا عن مشاهد جثث الشهداء المتناثرة في الشوارع، ناهيك عن التنقل مع طواقم الدفاع المدني لحظة استهداف الأحياء السكنية لتغطية انتشال أشلاء وجثث الشهداء والمصابين من تحت الركام، وأردف الشاعر، بأن الصحفيين شهود عيان على مشاهد صعبة جدا، لا يستطيعون نشرها أحيانا من كثرة قسوتها ودمويتها.
وأضاف محدثنا، بأن الصحفيين يتناولون كذلك الأزمات المختلفة  التي  عطلت جوانب الحياة، مثل قطع الأدوية وغياب المياه والمواد الغذائية وقطع الكهرباء والاتصالات، ما تسبب في معاناة نفسية للسكان في غزة، لاسيما الأطفال الذين أصبحوا يشعرون بالملل والتوتر من هذه الأوضاع التي وصفها بالكارثية، إلى جانب اضطراب التفكير الدائم في انتهاء الحرب والارتباك أثناء سماع صوت الطائرات، والخوف من مجازر جديدة قد يكونون هم ضحاياها.
واعتبر، بأن تغطيتهم للظروف الصعبة للحياة في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية مستمرة بشكل يومي، حتى في حالة الهدنة، وقال بأن الشعب الفلسطيني يصف هذه الظروف القاسية بأنها مظاهر صمود وليست معاناة، لأن الأزمة الحقيقية بدأت منذ سنة 1948 حسبه.
غيرنا خطط الطوارئ خلال التغطية لأنها لم تستوعب قوة العدوان
وأضاف، بأن الصحفيين كانوا يهيئون أنفسهم ويترقبون الحرب، لأنها كانت مُتَوَقَّعة حسبه، بسبب استفزازات الاحتلال المستمرة التي شكلت شرارة لاشتعالها على مختلف الجبهات، لذلك فقد وضعوا خططا مسبقة لتغطيتها، وعقب الشاعر، بأنهم لم يتوقعوا بأن تكون بهذه الشراسة التي أعدمت كل شيء في غزة، مشيرا إلى أن أغلب الصحفيين غيروا خطط الطوارئ التي كانوا يعتمدونها في تغطيتهم للحرب لأنها لم تستوعب قوتها بسبب الأوضاع الصعبة التي يعملون فيها، كما ذكر بأن الصحفي أصبح شاملا في المعركة، يصور ويقوم بالمونتاج، بينما غير كثير من المختصين في مجالات معينة مهامهم لدعم الطواقم الصحفية الأخرى فهناك مصورون أصبحوا مراسلين، و حمل مخرجون الكاميرات لتوثيق القصص الإنسانية تروجيها، بينما تحول المصورون إلى مراسلين يحررون المواضيع ويتحدثون أمام الكاميرات، ويرى الشاعر بأن المراسلين في ميدان غزة تفوقوا حتى على وكالات وفضائيات كبرى من خلال الجهود التي يبذلونها في الميدان.

* الصحفي أحمد هشام أبو الروس
العمل الميداني كشف الدعاية الصهيونية الكاذبة
يحارب الصحفيون من خلال تواجدهم في ميدان المعركة الدعاية الصهيونية، كاشفين التزييف الممنهج الذي يستخدمه الاحتلال  لأجل تبرير جرائمه خصوصا ما تعلق بقصف المستشفيات.
وأوضح الصحفي من داخل قطاع غزة، أحمد هشام أبو الروس، بأنهم يحرصون على نشر الحيثيات الحقيقية المتعلقة بأخبار سقوط الصواريخ على المستشفيات المتواجدة في الأراضي المحتلة، والتي يدعي الاحتلال بأنها أُطلقت من قطاع غزة، و يقول بأنهم، عندما يرون هذه الأخبار يفهمون تلقائيا بأن الاحتلال سيرتكب مجزرة في أحد المستشفيات داخل القطاع.
 وأردف، بأن الاحتلال يعتمد بشكل كبير على الأخبار الكاذبة لتبرير بمجازر جديدة، وقال بأن وسائل إعلام الكيان نشرت قبل قصف مستشفى الشفاء، خبرا كاذبا عن سقوط صاروخ على وحدة العناية المركزة في المستوطنات، وكشف الصحفي بأن السبب الرئيسي لقصف بعض المؤسسات العامة وأخرى خاصة هو وجود ألواح للطاقة الشمسية فوق أسطحها، وذلك لمنع السكان من الوصول إلى الكهرباء بأي شكل من الأشكال الممكنة.
الإعلام الإلكتروني خدم تغطيتنا الصحفية للحرب
واعتبر الصحفي محمد ماهر الشاعر، بأن الإعلام الإلكتروني عزز التغطية الصحفية للحرب في غزة، فبالعودة إلى سنوات سابقة على غرار حرب 2014، و2012، و2008، لم تكن حسبه، مواقع التواصل الاجتماعي بحجم التأثير والانتشار الذي تعرفانه اليوم، لذلك فإن الجرائم التي ارتُكبت ضد الشعب الفلسطيني لم تلق صدًى في العالم، كما هو الحال منذ بداية العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر.  
وذكر الصحفي، بأن تعدد وتنوع أشكال النشر ساعد أيضا في تحسين التغطية الصحفية للحرب، من خلال استخدام الصحفيين لكل التقنيات المتاحة على مختلف الوسائط في تغطياتهم لاسيما البث المباشر، والهاشتاقات، فضلا عن الفيديوهات القصيرة "ريلز".
و لعب الجانب الإنساني في سرد معاناة سكان قطاع غزة، دورا مهما في عملية التأثير، واجتاحت عبارات أمهات الشهداء وأهالي الضحايا            المنصات التفاعلية وفقا لما أفاد به الصحفي، كما ساعدت على توسيع نطاق انتشار المحتوى الفلسطيني عالميا.
وأردف محدثنا، بأن الأمر لم يقتصر على الصحفيين فقط، بل شمل نشاط المؤثرين ونشطاء يملكون حسابات مليونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ، إلى جانب الكثير من عيون المواطنين في الشمال والمناطق المحاصرة التي كانت ترصد، وتفضح جرائم الاحتلال لحظة بلحظة في كل مكان، وبفضل هذا التجند ستظل كل لحظة من الحرب تشهد على العدوان الوحشي على الأبرياء.
تقطيع الكلمات للتحايل على الخوارزميات
وعن التضييق الإلكتروني وحضر حسابات الصحفيين و النشطاء الإعلاميين لطمس الرواية الفلسطينية، قال محدثنا، بأن الصحفيين يعمدون إلى التحايل على الخوارزميات من خلال تقطيع الكلمات المحظورة، رغم انهم واجهوا تضييقا بسبب محاربة المحتوى الفلسطيني في كافة التطبيقات التواصلية خصوصا فيسبوك وتيك توك، والدعم الكبير للدعاية الصهيونية، وأضاف، بأنه كان يعتمد على مختلف منصات النشر لنقل رسائل سكان غزة، لكن شركات الميديا حذفت حساباته والفيديوهات التي كان ينشرها.

* المصور الصحفي عبد الحكيم أبو رياش
الصورة الصحفية سجلت نقاطا لصالح القضية
قال المصور الصحفي بقطاع غزة، عبد الحكيم أبو رياش للنصر، بأن التغطية الصحفية المستمرة لجرائم الاحتلال ضد قطاع غزة، ساعدت على نشر الوعي بالقضية في أنحاء العالم والتعريف بها، و أن الصحفي الفلسطيني هو الحامي للحقيقة، لأن هدفه نقل الصورة التي يحاول الاحتلال تضليلها، من خلال تقديم نفسه بأنه الساعي للإنسانية، لكن الواقع يثبت العكس، فجرائمه ضد المدنيين لا تتوقف وقد كشفت التغطية الصحفية بأن 50 بالمائة من الشهداء في قطاع غزة هم من الأطفال، و30 بالمائة نساء، وقال " إن الميدان هو من يزيح غبار التزييف والتلفيق عن قتل الأبرياء والنساء الآمنين في بيوتهم، وقصف دور العبادة والمدارس والمراكز الثقافية والصحية ومدارس الإغاثة".
وأفاد، بأن الهدف من تركيز العدسة على أجساد الأطفال الممزقة وجثث الشهداء المنتشلة من تحت الركام والمرمية في الشوارع دون دفن، وإبادة مظاهر الحياة في غزة من خلال قصف جميع المرافق، هو التأثير في الرأي الدولي وشحنه ضد ممارسات الاحتلال، وأضاف بأن هذه الصور والفيديوهات هي التي أخرجت مسيرات ضخمة إلى الشارع للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأفاد أبو رياش، بأنه وزملاؤه يختارون زوايا مؤثرة وذات عمق كبير في التقاط الصورة، تعكس واقع المعاناة النفسية والجسدية مراعين الجوانب الإنسانية، فيوثقون لامرأة تمسح دماء ابنها الشهيد، ويلتقطون صورا لطفلة لم تستطع ترك قطتها وراءها، كما يصورون الطوابير للحصول على المياه، و الطوابير أمام المخابز، وأخرى لشحن الكهرباء، وأضاف بأن هذه الصور تترجم معانٍ كثيرة، من خلال الملابس وشكل الإنسان في ظل الحرب، ووجوه الفلسطينيين الشاحبة من التعب والإرهاق، لذلك يركز المصور حسبه، على إظهار المعاناة في كل تفاصيل الصورة.
انقطاع عن العالم وسوء تغذية و خوف على الأحباء
وعلى غرار حمل الكاميرا وملاحقة الجرائم وتوثيق مشاهد العنف المستمر، حملت أيدي صحفيين من غزة أشلاء أهاليهم، وجثث مجهولين تُركت مرمية في الشوارع دون دفن، فضلا عن نقلهم لأخبار استشهاد زملائهم، فيما يعيش صحفيون آخرون على الإبر والمحاليل، بسبب الإرهاق والتعب وغياب التغذية، ويرى أحمد هشام أبو الروس، بأن عمله الصحفي هو جهاد من أجل استرجاع فلسطين، فقد تجندوا منذ انطلاق طوفان الأقصى قاصدين مستشفى الشفاء لذات الغرض.

 وعبَّر محدثنا، من خلال منشور له على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، عن الأمر قائلا "لم أدرس الإعلام عبثا"، ووصف أبو الروس الأوضاع الحالية بالكارثية، فقد استبدل الصحفيون وقود السيارات بزيت القلي ليستطيعوا تحريك سياراتهم، وأضاف بأن غياب المواصلات صعّب من إمكانية التنقل إلى الأماكن المقصوفة، وقال بأن الصحفيين أصبحوا يستعينون بالعربات من أجل إتمام مهامهم، وكشف بأن هذا الوضع أجبر فضائيات معروفة في غزة على التوقف عن العمل، كما أعلمنا بأن أغلب زملائه لا يمكنهم التنقل إلى الأماكن المستهدفة ليلا، لأن ذلك يشكل خطرا على حياتهم، لذا يقضون الليل في المستشفيات التي ينزحون إليها و ينقلون أوضاع النازحين.
وبهذا الخصوص أضاف زميله الصحفي محمد ماهر الشاعر، بأن الصحفيين في قطاع غزة أصبحوا يتنقلون سيرا على الأقدام لتغطية مشاهد الدمار، وعلق بأن الأوضاع التي يعمل فيها الصحفيون تصبح أكثر خطورة يوما بعد يوم، خصوصا وأن كثيرين من بينهم متواجدون في شمال غزة يحاصرهم الاحتلال الصهيوني بالدبابات، لكنهم يحاولون بشتى الطرق إيصال الصورة من هناك.
كما يواجه المراسلون مشكلة قطع الاتصالات والإنترنت بشكل يومي عن غزة، وهو ما يصّعب عملية إرسال موادهم الصحفية، وفي هذا السياق ذكر أحمد هشام أبو الروس، بأنهم رغم هذه الظروف يحاولون قدر المستطاع البقاء على اتصال بالعالم الخارجي، و شحن الهواتف ببطاريات السيارات، وتطرق إلى مشكلة الاكتظاظ في خيم الصحفيين واجتماعهم في مكان واحد لإرسال موادهم الإعلامية، ما يسبب ضغطا كبيرا على سرعة تدفق الإنترنت، وقال بأن قطع الاتصال عن الصحفي ليس بالأمر الهين، مرجعا سبب هذا السلوك من طرف شركة الاتصالات الفلسطينية، إلى نفاد الوقود، فمنذ السابع من أكتوبر، يمنع الاحتلال الصهيوني دخول الوقود إلى القطاع.
 وأضاف بأنه وزملاؤه، يحاولون تأمين أنفسهم من خلال تفعيل شرائح دولية أو إلكترونية على هواتفهم، حتى يتمكنوا من تحميل وإرسال الفيديوهات للمؤسسات التي يعملون معها، واعتبر بأن هذا الحل ليس فعالا كثيرا لأن تدفق الإنترنت ضعيف جدا، فضلا عن أن المستخدم يحتاج إلى التوجه نحو مكان عالٍ من أجل التقاط الشبكة، وهو ما يشكل خطرا على الصحفي بسبب استهداف الاحتلال للأبراج والأماكن المرتفعة.
التفكير في الأهل والضغوطات النفسية يؤزمان وضع الصحفيين
وأجمع الصحفيون الذين حاورتهم النصر، على أن الإعلاميين في قطاع غزة يواجهون الضغوطات كثيرة، أقساها الضغط النفسي قسوة، ناهيك عن التفكير في عائلاتهم وأهاليهم الذين لم يروهم منذ بدء الحرب، ويقول الصحفي محمد ماهر الشاعر، بأن التفكير في أهله يلازمه بشكل يومي وأردف : "من الممكن أن يُقصف البيت في أي لحظة وأتلقى خبر استشهادهم، أو أنقل خبر ارتقاء أقربائي أو جيراني"، معقبا، تكرر معنا هذا الوضع لعدة مرات و حصل فعليا مع صحفيين كثر، مثل مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح، الذي استقبل خبر استشهاد جميع أفراد عائلته ولم يبق منهم سوى ابن واحد وابنة.
وحسبه، فإن أصعب ليلة عاشوها كانت عندما فقد صحفي زميله و أبناءه الخمسة وذهب ليبحث عنهم بين الركام، فيما لا يستطيع صحفيون آخرون التنقل لرؤية أهاليهم بسبب صعوبة الحركة. الأمر نفسه يعيشه الصحفي أحمد هشام أبو الروس، الذي قال إن أخبار أهله انقطعت عنه منذ عشرة أيام، لأنه لا يذهب إلى المنزل بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة التي أصبحت تهدد عائلات الصحفيين، كما لم يتلق أية معلومات عنهم  والبعض منهم مقسمون بين شمال غزة وجنوبها، وكلما وصلتهم معلومات عن قصف منطقة معينة، يبدؤون في التساؤل عن مصير ذويهم وجرد المصابين خوفا من أن يكون بينهم قريب، ووصف الصحفي هذه الحرب بأنها همجية ولا تشبه أي حرب أخرى.
وقال أبو الروس، بأنه يعاني من اضطرابات في النوم، بسبب دموية المشاهد التي يصورها خلال تغطيته للحرب، قائلا "عندما أريد الخلود للنوم أتذكر كل ما أراه وأصوره طوال اليوم، خصوصا صور جثث وأشلاء الأطفال، وبعض المصابين ممن فقدوا أطرافهم، و الحقيقة أني تأثرت بهم كثيرا".

ويتعرض الصحفيون إلى جانب كل ذلك، إلى ضغوطات أخرى تؤثر على صحتهم الجسدية، مثل التجويع وحرمانهم من المياه، وكشف الصحفي بأنه لم يأكل منذ أربعة أيام ما تسبب في فقدانه للوزن، فضلا عن بقائه لساعات طويلة دون نوم بسبب ضغط العمل، ووجود آلاف النازحين في ساحات مستشفى ناصر الذي هربوا إليه، فيما يحتمي الصحفيون داخل خيم يتخذونها كقاعدة لهم، لكنها تعجز عن حماية حواسيبهم، وأجهزة التصوير من الأمطار.
صحفيون أصبحوا هم الخبر
وبحسب بيان لنقابة الصحفيين في فلسطين، فإن عدد شهداء قطاع الإعلام وصل إلى حوالي 78 شهيدا، منهم 36 شهيدا صحفيا، و13 شهيداً من العاملين في قطاع الإعلام، و29 صحفيا معتقلون لدى الاحتلال.
وفي هذا السياق، يقول الصحفي محمد ماهر الشاعر، بأن استهداف الصحفيين ليس بجديد على الاحتلال، فلطالما كان إسكات الأصوات وتكميم الأفواه وإغلاق العيون التي ترصد وتراقب جرائمه أهدافا له، كما أفاد بأن الاحتلال يحاول إيذاء الصحفيين من خلال عائلاتهم لإيلامهم، والتأثير على نفسيتهم، وأوضح بأنه وزملاؤه يحاولون قدر الإمكان المحافظة على ثباتهم ومواصلة نقل جرائم الاحتلال المستمرة للعالم.
من جانبه عبر أحمد هشام أبو الروس، بأنهم لا يخافون على حياتهم بقدر خوفهم من لحظة استقبال خبر استشهاد أهاليهم، وعلق :"كغيري من زملائي الصحفيين متقبل جدا تقديم أهلي شهداء في سبيل تحرير فلسطين، لكن لا أتمنى أن أراهم أشلاء مجهولين لا أستطيع التعرف عليهم، بل أتمنى أن أرى أجسادهم كاملة حتى أستطيع توديعهم"، وواصل متحدثا بأن الكثير من الصحفيين في غزة لم يستطيعوا توديع شهدائهم بسبب الحواجز واستهداف السيارات التي تتنقل إلى أكثر من مكان.
إ.ك

دبلوماسيون و قانونيون في منتدى الذاكرة
الدعوة إلى طرد الكيان الصهيوني من المنتظم الأممي
أكد المشاركون في منتدى الذاكرة، أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة، أن استمرار الكيان الصهيوني في الإفلات من العقاب والمساءلة، سمح له في التمادي والإمعان في سياسته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، مما يتطلب وبشكل عاجل التحرك لطرده من المنتظم الأممي.
و إحياء لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تناول منتدى الذاكرة، المنظم من قبل جمعية مشعل الشهيد وجريدة المجاهد، آخر مستجدات الدعوى القضائية ضد جرائم الكيان الصهيوني بقطاع غزة، حيث أكد سفير دولة فلسطين بالجزائر، فايز أبو عيطة، بالمناسبة، أن ما يحدث بغزة استمرار لجرائم الاحتلال المرتكبة منذ 75 عاما، من قتل وتدمير واعتقال وقصف وحصار ومجازر.
وتوجه السفير الفلسطيني أمام الحضور بتساؤل حول «ما إذا كان الانتقام من الشعب الفلسطيني يحتاج لكل هذا الدمار ولكل هذا القتل»، مشيرا إلى أن ما تعرض له قطاع غزة ومخيم جباليا شمال المدينة بالتحديد، من استهداف بالقصف للمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، يبرز أن حجم التدمير يفوق الانتقام.
من جانبه، أوضح خبير القانون الدولي، سعيد مقدم، أن تكوين فريق من المحامين من العالم لنصرة القضية الفلسطينية وفتح تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية، «يأخذ وقتا غير قصير لا يقل عن أربعة أشهر إلى سنة كاملة»، مبرزا حق أي دولة عضو أو منظمة معنية أو شخصية دولية أو شخص لديه معلومات ووثائق مثبتة، أن يرفع دعوى أمام الجنائية الدولية.
وعليه، يرى المتحدث أن البديل في انتظار ما ستسفر عنه هذه المساعي الحثيثة من قبل رجال القانون، هو «تحريك نقطة هامة استعجالية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال السعي لطرد الكيان الصهيوني من المنتظم الأممي»، موضحا أن ذلك في متناول البلدان والمجموعات المتواجدة على مستوى الهيئة الأممية.
و أشار إلى أن هناك العديد من الأسباب والمبررات التي ترافع في صالح طرد الكيان الصهيوني من المنتظم الأممي، ومنها العدوان المستمر وجرائم الإبادة والتطهير العرقي الممارس من قبله بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما في غزة، و أيضا الخرق الواضح لاتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني مع سبق الإصرار والترصد، بل والتمادي في العدوان وتكريس الإرهاب.
الأستاذ أحمد قايد نور الدين تحدث من جانبه، باسم نقابة المحامين الجزائريين، حيث أكد على ضرورة ملاحقة الكيان الصهيوني على جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي «يتفنن في ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني والتي لن تسقط أبدا بالتقادم».
و أكد على أن احتضان الجزائر، اليوم الخميس، للندوة الدولية «العدالة للشعب الفلسطيني» لملاحقة الكيان الصهيوني على جرائمه في غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية، يعزز مواقفها المشرفة والتاريخية لصالح القضية الفلسطينية.
من جانبه، أكد سفير فنزويلا بالجزائر، خوان باوتيستا أرياس، باسم الرئيس والحكومة والشعب الفنزويلي، على ضرورة أن يتحمل الكيان الصهيوني المسؤولية أمام العدالة الدولية وأن يخضع للمساءلة من أجل سنوات من الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية المستمرة ولاستخدامه أسلحة الدمار الشامل ضد الشعب
الفلسطيني، مشددا على أن الإفلات من العقاب الذي يتمتع به، يشجعه على مزيد من الجرائم.
و أدان الدبلوماسي ممارسات الكيان الصهيوني وجرائمه عبر قصف المدارس والمستشفيات ومراكز اللاجئين ومستودعات المواد الغذائية فضلا عن العنف الممنهج الذي يمارسه المستوطنون ضد المدنيين الأبرياء، مشددا على ضرورة تطبيق الإجراءات المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي التي تضمن الحماية الدولية للشعب الفلسطينية.
كما طالب بوضع حد لسياسة الاستيطان والإخلاء وهدم المنازل ومصادرة الأراضي الفلسطينية والاعتقال التعسفي للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء.
السفير اليمني، علي محمد علوي اليزيدي، أدان من ناحيته حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني و أيضا مساندة بعض الدول لممارسات الاحتلال، معربا عن تأييد بلاده للتحرك من أجل مقاضاة الكيان الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي ختام المنتدى، اعتمد المشاركون لائحة لـ «تجمع مواطن 22»، تتضمن عدة مطالب، من بينها دعوة إلى الأمناء العامين لكل من الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس حقوق الإنسان ولرئيسة المفوضية الأوروبية والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ورئيس المحكمة الجنائية، من أجل تحمل مسؤولياتهم ووضع حد فوري لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية المرتكبة في قطاع غزة والضفة الغربية.
كما طالب التجمع بتشكيل لجنة تحقيق دولية للفصل في طبيعة الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني والإحالة الفورية للملف إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي.
و «تجمع مواطن 22»، تجمع من المواطنين تشكل في خضم الحرب العدوانية على قطاع غزة والشعب الفلسطيني وسمي ب 22 تيمنا بمجموعة الـ22 التاريخية التي كانت وراء اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة.
واج

القيادي في حركة حماس محمود مرداوي في حوار للنصر
المساعدات التي وصلت غزة غير كافية والاحتـــــلال يمنعهــــا عن الشمـــــال
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، محمود مرداوي، بأن المساعدات الغذائية والطبية التي وصلت إلى قطاع غزة مع دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ غير كافية أمام حجم الدمار الذي مس القطاع طيلة فترة العدوان، مشيرا في هذا الحوار الذي خص به النصر إلى أن الاحتلال الصهيوني حاول منع وصول المساعدات إلى سكان الشمال، مضيفا بأن المقاومة ستصر على وصول المساعدات إلى مناطق الشمال كما ونوعا.

حاوره: نورالدين عراب

النصر: كيف تقيّم الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة بعد إعلان هدنة إنسانية واكتشاف حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال الصهيوني؟
مرداوي: لا شك أن حجم الدمار دليل على أن هذا العدو مجرم نازي قام بكل جهد ليقتل في الشعب الفلسطيني الطموح والأمل، لكن لا يكون له ذلك، لأن الفلسطيني سيستمر في طريق النضال حتى تحرير أرضه كاملة، والمهم هو الإنسان والقناعات والإيمان والهدف، والتوكل على الله، نحن نخوض معركة عمادها الإنسان، وإذا قتل الجسد لا يقتل الأمل ولا القناعات ولا المعتقدات، فنحن راسخون مستمرون في طريق نضالنا حتى تحقيق أهدافنا مهما بلغت التضحيات، نحن محزونون جدا على ضحايانا وشهدائنا، ولكن الأوطان تستحق، ونحن لا نبخل عن مقدساتنا وأوطاننا حتى تحريرها.
النصر: تم تجديد الهدنة ليومين إضافيين، وبالمقابل الاحتلال لم يلتزم بكل بنودها ورصدت عدة خروقات من جانبه، هل تتوقعون تمديد هذه الهدنة لتشمل تبادل مزيد من الأسرى؟
مرداوي: العدو يحاول في كل مرة خرق التهدئة، وهذه عاداته وسجيته وثقافته نقض العهود، لكن سنقف على ما وقعنا عليه ونلتزم من طرفنا ونلزم العدو، ونطلب الوسطاء أن يجبروه على ذلك، ولن نتقدم خطوة حتى نتأكد من أن ذلك تحقق تماما، وما قيمة الهدنة إذا لم تكن بنودها مطبقة، فما قيمة التوقيع إن لم تطبق النصوص، النصوص محكمة بمعايير وأرقام فلا قراءات إلا قراءة واحدة لها، وعلى العدو أن يلتزم بما وقع عليه، وصفقات التبادل حددنا معاييرها كما قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، إما الجميع مقابل الجميع، أو كما قال الناطق باسم القسام جزء مقابل جزء، فالذي يراه الوسطاء ويوافق عليه العدو، نحن جاهزون له، لكن ما يوقع يجب أن يطبق وينفذ.
النصر: من بين ما تضمنته بنود الهدنة الإنسانية، دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى القطاع، هل ما يدخل من مساعدات منذ بدأ الهدنة كاف لسكان القطاع في ظل العدوان المدمر الذي مارسه الاحتلال الصهيوني طيلة 50 يوما؟
مرداوي: المساعدات قليلة جدا ولا تكفي بالمطلق، وهذا القليل لا يلتزم به الاحتلال، مثلا في مناطق الشمال لم ترسل المساعدات المطلوبة، وسنصر على وصول المساعدات إلى الشمال كما و نوعا، وهذا مطلب نقف عليه بقوة ولن نتزحزح عنه، هذا حق طبيعي، نحن لا ندخل المتفجرات، بل ندخل مواد أساسية بدونها لا يستطيع الإنسان الحياة، لكن هذه دولة نازية ومن يدعمها ويسندها ويغطيها أكثر حقدا منها.
النصر: حركة حماس تقود معركة إعلامية إلى جانب المعركة العسكرية، كيف تعلق على المعركة الإعلامية في التأثير على العدو وشعوب العالم، خاصة كسب التأييد للقضية الفلسطينية؟
مرداوي: نعم الإعلام يخدم السياسة ويظهر الموقف والرؤية، نعم هذه معركة ضروس ومفتوحة، تساهم فيها حماس وكل أبناء الشعب الفلسطيني، وكل إنسان عربي مسلم من مكانه يستطيع أن يدخل الحاسوب من مكانه ويعبر وينقل الموقف والحقيقة بكل اللغات، الجزائري مثلا يحسن الفرنسية فليصوب نيرانه للحق ودعم الرواية والرؤية للفرنسيين، ومن يتقن الإنجليزية و البرتغالية و الإسبانية وأي لغة أخرى كالصينية والروسية حتى نعمم من هذه الرواية، نعم نحن نزرع في العمل العسكري، والعمل السياسي والإعلامي يحصد، لكن العمل العسكري مقصور على العسكريين والعمل السياسي مقتصر على السياسيين، لكن العمل الإعلامي يشمل الجميع و يستطيع كل عربي ومسلم أن يقدم دوره من مكانه ومن الزاوية التي هو فيها .
ن ع

الرأي العام العالمي تأكد من عدالة القضية الفلسطينية
طوفـــان الأقصــــى صحّح الكثيــــر مــــن الأخطاء التــــي كانت سائـــــدة
اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن عملية طوفان الأقصى، أدت إلى تصحيح الكثير من الأخطاء التي كانت سائدة، حيث تأكد العالم اليوم من عدالة القضية الفلسطينية، وأشاروا في هذا الإطار إلى تضامن الشعوب بشكل مباشر وتأييد هذه القضية في مظاهرات كبيرة خرجت في المدن والعواصم العالمية وفي نفس الوقت تعبير الرأي العام العالمي، عن رفض مواقف الدول والأنظمة المتحالفة مع الكيان الصهيوني والذي كشفته معركة الطوفان، أمام العالم.
واعتبر أستاذ القانون الدولي العام بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 البروفيسور العايب علاوة، في تصريح للنصر، أمس، أن القضية الفلسطينية بعد السابع أكتوبر الماضي، عرفت جرعة كبيرة من الأوكسجين وذلك عن طريق الرأي العام العالمي والذي أصبح يعرف حقيقة هذه القضية العادلة.
كما اعتبر أن عملية طوفان الأقصى، هي بداية نهاية التواجد الصهيوني في فلسطين، لافتا إلى أن العدوان الصهيوني والانتهاكات والجرائم المرتكبة والحرب الشاملة و الانتقامية واستهداف الاحتلال للمدنيين والمستشفيات والمساجد والكنائس و تحطيم البنى التحتية، أدى إلى تعاطف الرأي العام العالمي، إلى جانب ذلك، أن هناك دول أبدت استعدادها للاعتراف بالدولة  الفلسطينية .
وأضاف، البروفيسور العايب علاوة، أن هناك بارقة أمل لتأسيس الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الرأي العام المستنير وأحباب الحرية و العدالة والإنسانية  في الدول الغربية التي كانت تساند الكيان الصهيوني، قد أجبروا دولهم وحكوماتهم على تغيير مواقفها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى المظاهرات الكبيرة التي شهدتها كبريات المدن والعواصم في العالم للتعاطف وتأييد الشعب الفلسطيني والذي كان دائما صاحب قضية عادلة.
وأوضح المتدخل، في السياق ذاته، أن طوفان الأقصى، أدى إلى تصحيح الكثير من الأخطاء التي كانت سائدة والمعتقدات تجاه هذا الشعب الأعزل، صاحب أقدم قضية، محقة وعادلة.
من جانب آخر، ذكر أستاذ القانون الدولي العام، أن الصور التي شاهدها العالم، حول كيفية تعامل المقاومة الفلسطينية مع الأسرى الذين أفرجت عنهم، كانت معبرة، حيث عرف العالم من خلالها أن المقاومة، رجال أشاوس ومقاومين أحرار ولا يقتلون النساء و الأطفال ولا يعذبونهم، على عكس الكيان الصهيوني المجرم وأضاف أن هذه صورة من صور التحضر و المبادئ الإسلامية التي طبقتها المقاومة في غزة.
كما أبرز المتحدث، الشجاعة الخارقة لعناصر المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى والعمليات التي قاموا بها والتي ستصبح دروسا في الكليات العسكرية عبر العالم في المستقبل.
وأكد في هذا الصدد، أن المقاومة انتصرت عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وأخلاقيا، مضيفا في هذا الصدد، أن كل هذه الانتصارات والمكاسب الكبيرة، كل العالم يثمنها، معتبرا أن الضمير العالمي تحرك لنصرة الحق و العدالة، مع انهزام للإعلام  والدعاية الصهيونية الكاذبة، والتي لا يصدقها أحد في العالم، بعد السابع أكتوبر.
 ومن جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور رضوان بوهيدل في تصريح للنصر، أمس، أن العالم يعلم جيدا اليوم عدالة القضية الفلسطينية وهو الأمر الذي تأكد مؤخرا بعد القصف العدواني واللا إنساني للكيان الصهيوني، حيث شاهد الرأي العام الدولي، سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير من طرف القوى الغربية الكبرى التي تدعي الحريات والسلام والأمن العالمي. واعتبر المتحدث، أن الشعوب في العالم، بدأت تتضامن بشكل مباشر وترفض مواقف الدول والأنظمة التي تحكمها لافتا إلى أن الشعوب أصبح لها تأثير على الدبلوماسية والسياسة الخارجية من خلال الضغط والخروج في مظاهرات، مضيفا أن طوفان الأقصى وما تلاه من تداعيات كشف الكيان الصهيوني وأيضا حلفاء هذا الكيان من الغرب أمام العالم.
مراد - ح

حماس تدعو الصحفيين لزيارة غزة ومعاينة فظاعة الاحتلال
حجم الدمار و آثار الإبادة الجماعية تنكشف يوما بعد يوم
دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس الصحفيين والوكالات الإعلامية إلى زيارة غزة لمعاينة حجم الدمار ومعالم حرب الإبادة التي ارتكبها الاحتلال وجيشه النازي بحق الأطفال والمدنيين العزل وكافة البنى التحتية.
وأوضحت الحركة في بيان لها أمس بأن ما يتكشف يوما بعد يوم من مجازر وعمليات قتل ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وآخرها العثور على عشرات الجثامين لمدنيين فلسطينيين تحت الأنقاض في منطقة الصبرة وغيرها من مناطق مدينة غزة، وحجم الدمار الذي لحق بالجامعة الإسلامية التي تعد أحد أهم المؤسسات العلمية، يؤكد من جديد فظاعة ما تعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة كان الهدف منها دفعه إلى الهجرة قسرا عبر القتل والتدمير المتعمد لجميع مرافق الحياة والبنى التحتية.
من جهة أخرى يواصل جيش الاحتلال الصهيوني خرق الهدنة الإنسانية التي دخلت أمس يومها السادس، وتحدثت تقارير إعلامية أمس عن إصابة ثلاثة فلسطينيين في بيت حانون شمال قطاع غزة من طرف جنود الاحتلال، كما أطلقت الزوارق الحربية الصهيونية نيرانها على المواطنين الذين عادوا إلى تفقد منازلهم في شمال القطاع، واكتشاف حجم الدمار الذي لحق بممتلكاتهم بعد إعلان الهدنة الإنسانية، وبالمقابل ردت المقاومة حسب ملخص المشهد الفلسطيني الصادر أمس الأربعاء عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة على خرق الاحتلال لبنود التهدئة بتفعيل عبوات ناسفة في مناطق الشمال ومحيط مستشفى الرنتيسي، نتج عنها إصابة جنود صهاينة، وقالت الحركة بأن هذا الرد من المقاومة هو رسالة ردع قوية للاحتلال.
وفي السياق ذاته تحدث الدفاع المدني الفلسطيني في غزة أمس عن انتشال جثامين عشرات الشهداء من تحت الأنقاض من بين آلاف الشهداء الذين مازالوا تحت ركام المباني التي دمرت فوق رؤوس ساكنيها، وكشف ممثل الدفاع المدني الفلسطيني في غزة في تصريحات صحفية عن انتشال جثامين 160 شهيدا خلال 24 ساعة الأخيرة، ويشتكي الدفاع المدني من نقص المعدات والإمكانيات ونقص الوقود، وعمليات رفع الأنقاض وانتشال الشهداء تتم في غالب الأحيان بوسائل بسيطة.
وفي نفس السياق كشف رئيس بلدية غزة في تصريحات صحفية أمس عن تدمير الاحتلال مبنى الأرشيف المركزي في غزة، وأتلف آلاف الوثائق التي يعود عمرها لأكثر من 100 عام، ويعيش السكان ظروفا قاسية في ظل قلة المساعدات الإنسانية ووصول كميات ضئيلة لمناطق شمال غزة، وانهيار المنظومة الصحية جراء استهداف الاحتلال للمستشفيات.
وبخصوص تمديد الهدنة الإنسانية عبرت حماس حسب ملخص المشهد الفلسطيني الصادر أمس الأربعاء عن انفتاحها على مقترحات تمديد التهدئة، وإمكانية الدخول في صفقات تبادل جديدة تتعلق بتسليم فئات جديدة من الأسرى، وأكدت أن هذا ما عرضته المقاومة منذ اليوم الأول، وأضافت حماس بأن الإفراج عن محتجزين مدنيين من غزة، يسحب ورقة الاحتلال وواشنطن، التي تستخدمها لتبرير العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، وأكد نفس المصدر بأن اتفاق التهدئة يساهم في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني التي صنعها الاحتلال، عبر القصف المتواصل والمجازر، ويساهم في تعزيز ثبات أبناء الشعب الفلسطيني على الأرض.
من جانب آخر استهجنت حركة حماس أمس تصعيد الاحتلال عدوانه ضد مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، وارتكابه جرائم وحشية واقتحامات واعتقالات همجية وتدمير للبنية التحتية، وكان آخرها اقتحام مدينة جنين ليلة أول أمس ومحاصرة مخيمها ومستشفياتها، وأوضحت الحركة في بيان لها أمس بأن هذا التصعيد ضد الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة هو إمعان وحشي في عدوانه النازي ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة يائسة لن تفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة، وأشادت حماس بالأبطال الذين تصدوا بكل قوة وبسالة لاقتحامات العدو وإرهابه، ودعت جماهير الشعب وكتائب المقاومة في عموم الضفة الغربية المحتلة إلى تصعيد كل أشكال المقاومة ضد جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، استمرارا لمعركة طوفان الأقصى، انتصارا للقدس والأقصى المبارك.
 من جانب آخر كشفت حركة حماس مساء أمس عن قائمة الأسرى والأسيرات المشمولين في إفراجات اليوم السادس من صفقة التبادل، كما أعلنت كتائب القسام أمس عن مقتل 3 محتجزين صهاينة جراء قصف صهيوني سابق على قطاع غزة، ونشرت الكتائب أسماء القتلى.
نورالدين ع

تاريخ الخبر: 2023-11-30 00:25:07
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:11
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:25:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:00
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية