بعد فوز الملف الثلاثي الطاقي بمشروع تحلية مياه البحر بالدار البيضاء، سيتم تطوير المشروع الذي تم منحه مؤخرًا لشركة أكسيونا -أفريقيا غاز- جرين أوف أفريقيا، ليشمل لاحقًا تمديد 100 مليون متر مكعب من مياه الشرب السنوية الإضافية المخصصة للدار البيضاء ومنطقتها، لكنه لن ينتج سوى 200 مليون متر مكعب فقط في مرحلتها الأولى.
وحسب ورقة تحليلية للخبير الطاقي، أمين بنونة، توصلت “الأيام 24” بنسخة منها، أنه ب”معدل 4 كيلووات/ساعة/متر مكعب”، سيتطلب تشغيل وحدات الضخ والتناضح “800 جيجاوات/ساعة” من الكهرباء سنويًا، وهو ما يمثل أقل قليلاً من “2 في المائة من صافي الكهرباء” التي يحتاجها المغرب بأكمله “حوالي 43000 جيجاوات/ساعة” في عام 2023.
ولتعويض الـ”800 جيجاوات/ساعة” التي ستأخذها محطة التحلية من شبكة الكهرباء، وفق الوثيقة التحليلية يمكن استخدام “مزرعة رياح بقدرة 260 ميغاواط (مع عامل الحمولة 35 في المائة)، لحوالي 0,35 درهم/كيلووات/ ساعة”، و”مزرعة شمسية كهروضوئية كلاسيكية بقدرة 434 ميجاوات” (عامل الحمولة 21 في المائة)، بحوالي 0.30 درهم/كيلووات/ساعة”، بالإضافة إلى محطة توليد كهرباء “غير متقطعة” بقدرة نظرية تبلغ 122 ميجاوات (عامل الحمولة 75 في المائة).
وتطرقت الورقة التحليلة إلى استعمال الفحم باعتباره مصدر رئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة، بحوالي 0.60 درهم/كيلوواط ساعة عندما يكون الفحم في أدنى مستوياته، وزيت الوقود (أقل تلويثاً من الفحم)، بحوالي 1.50 درهم/كيلوواط ساعة عندما يكون النفط في أدنى مستوياته، وأيضا الغاز الطبيعي (أقل تلويثاً من زيت الوقود)، بحوالي 0.50 درهم/كيلوواط ساعة عندما يكون الغاز الطبيعي في أدنى مستوياته.
وأشارت الوثيقة إلى أنه “كل مفاعل نووي تقليدي يتمتع بقدرة تقترب من 1000 ميغاواط، والتي، مع 6600 غيغاواط في الساعة، ستمكن من تشغيل 8 محطات بإجمالي طاقة الدار البيضاء، وهو مبلغ كبير للغاية حتى بالنسبة للمغرب اليوم مهما كان سعر الكيلوواط في الساعة”.
وأضافت الوثيقة أن “المفاعلات المعيارية الصغيرة” (SMR) التي من شأنها أن تضمن طاقة تبلغ 122 ميجاوات لا تزال موجودة فقط في المرحلة التجريبية، وتواجه نكسات (انظر NuScale Power) ولا توجد حتى الآن معلومات موثوقة حول تكلفة الكهرباء التي سيتم توفيرها أنتجت.
