قالت الإذاعة الجزائرية إنها حصلت على معلومات تفيد بمنح الإمارات أموالا للمغرب للقيام بحملة إعلامية تحاول خلق صدام بين الجزائر ودول الساحل.
ويأتي ذلك كأول هجوم صريح من الإعلام الحكومي في الجزائر على الإمارات التي تتحدث وسائل الإعلام الجزائرية منذ أشهر عن دورها في إثارة القلق السياسي في البلاد.
وفي هذا الصدد، يرى الخبير في العلاقات الدولية هشام معتضد، أن النظام الجزائري مهووس بخلق سيناريوهات إعلامية من أجل التهجم على كل من لا يتفق معه سياسيا ولا يتماشى ورؤيته العسكرية لتدبير الملفات سواءاً الإستراتيجية أو الجيوسياسية أو حتى الإقتصادية.
وأضاف معتضد، في تصريح لـ”الأيام 24″ أن “التهجم الإعلامي على الإمارات ليس إستثناء، لأن العديد من المنصات الإعلامية الحكومية الجزائرية تعمل على إنتاج الكثير من المقالات التهجمية المختلفة والتي لا تستند إلى معطيات ملموسة أو بيانات رقمية مضبوطة، وذلك لهدف واحد هو تضليل رأيها العام الداخلى ومحاولة خلق نوع من البروباغاندا لتشويه الحقائق”.
وأكد المتحدث ذاته أن “الإمارات تحت القصف الإعلامي الجزائري لأنها أبت أن تنصت للأسطوانة الجزائرية بخصوص النزاع المفتعل في الصحراء، وأبوظبي رفضت موقف الحياد بشأن دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وعازمة على تقوية استثماراتها الضخمة في منطقة الصحراء المغربية”.
وتابع قائلا: “إضافة إلى ذلك، القيادة في الإمارات استطاعت الالتحاق بمجموعة بريكس الإقتصادية وهو ما أزعج بشكل كبير النظام العسكري الجزائري الذي كان يراهن على منصة هذه المجموعة كمحور سيقف سدًا منيعًا أمام كل الدول التي تعادي أطروحاته السياسية أو توجهاته الإديولوجية، في حين أن قادة بريكس فتحوا الباب لأبوظبي وأبدوا رفضهم لطلب الجزائر.
وشدد معتضد على أن النظام الجزائري غير قادر على مسايرة حركية الفكر السياسي العالمي، ويفضل القبوع في أعماق الأفكار الإديولوجية على الإلتحاق بالبراغماتية الدولية وديناميكيتها الواقعية التي لا تؤمن بالأفكار و التوجهات التي لا تستجيب لتطلعات إنسانية القرن الحالي وانتظارات شباب المستقبل.
وختم قائلا :”آن الأوان للقيادة في الجزائر أن تلتقط الإشارات السياسية وتحيين رؤيتها الإستراتيجية بما يحترم التاريخ ويستوعب الجغرافيا، لأن سياسة التقوقع الفكري والتدبير السياسي من منطلق الإديولوجيات المتجاوزة بات يشكل تهديداً خطيرًا على المنطقة و التوازنات الجيوسياسية، وبالتالي فالتمادي في التظليل الإعلامي من أجل التمويه كآلية تكتيكية لن يزيد إلا تعقيدًا لعلاقات النظام الجزائري مع محيطها المباشر و غير المباشر”.
