عقدت شعبة هندسة الغزل والنسيج بالنقابة العامة للمهندسين برئاسة الأستاذ الدكتور حماد عبدالله حماد، 4 ندوات تخصصية، بحضور المهندس سمير أحمد أبوالفتوح- وكيل الشعبة، والدكتور المهندس الأمير محمد إمام منصور- أمين الشعبة، والمهندس علاء ريحان عضو المجلس الأعلى للنقابة.
فى كلمته الافتتاحية التي ألقاها نيابة عن الأستاذ الدكتور حماد عبد الله حماد ، نظرًا لمروره بوعكة صحية، أشار المهندس سمير أحمد أبوالفتوح، إلى أن هذه الندوات تأتي استكمالًا لما قامت به الشعبة منذ سنوات وحتى الآن في متابعة كل ما هو جديد في مجال صناعة الغزل والنسيج، وما قامت به من قبل من عقد ندوات وورش عمل انتهت إلى عقد مؤتمر بالنقابة، تم إرسال توصياته -والتى وصفها بالمهمة- إلى الجهات المعنية لحل مشكلات صناعة الغزل والنسيج.
وأوضح “أبوالفتوح” أن الشعبة عقدت خلال الفترة السابقة ثلاث ندوات عن التطبيقات الحديثة في صناعة المنسوجات، مختتمًا كلمته بتقديم الشكر لكل من الأستاذ الدكتور أسامة محروس القبيصي، والمهندسة أسماء عصمت، على جهودهما المبذولة في تنسيق الندوات.
فى كلمته المقتضبة، نقل الدكتور المهندس الأمير محمد إمام منصور- أمين الشعبة، تحيات الأستاذ الدكتور حماد عبد الله حماد، للحضور، مؤكدًا أن هذه الندوات تأتي في إطار مجهودات الشعبة لنقل الخبرات من خلال التواصل بين الأجيال المختلفة، بهدف تحديث الصناعة والوصول لمنتج مصرى ١٠٠%.
وخلال محاضرته بعنوان “التجهيزات الطاردة والمواد الذكية”، أوضح الأستاذ الدكتور رأفت حسن عزام- الأستاذ بقسم طباعة المنسوجات والصباغة والتجهيز، بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، أن المواد الذكية هي نتاج لتطور علم المواد، وتوجد في طورين مختلفين باختلاف درجة الحرارة، وهي الأوستنيت عند درجات الحرارة العالية، والمارتنسيت عند درجات الحرارة المنخفضة.
وأشار “عزام” إلى أنه أثناء التحول بين هذين الطورين تكتسب المواد الذكية بعض الخصائص المميزة، مثل ذاكرة التشكل والمرونة الفائقة shape memory ، وأن هناك مواد مختلفة للازدواج تنتقل من التأثير المادي الحراري إلى الميكانيكي، متمثلًا في سبائك ذاكرة التشكل، ومن المجال الميكانيكي إلى الكهربائى بمواد كهروضغطية، ومن المجال الكهربي إلى الحراري، موضحًا أنه يتم تطبيق بعض من هذه المجالات، مثل Burnout و crack binder في مجال المنسوجات، وكذلك في مجال التجهيزات الطاردة، وذلك من خلال دمج أكثر من بوليمر بخواص مختلفة، مثل وضع مركب الفلورين مع حمض الأكريليك، مع الأكريل الآمن لعمل مستحلب بوليمر من هذه المواد، مستطردًا: “كل مركب يقوم بدوره طبقًا لخواصه المميزة، فنرى المواد الطاردة للماء (الفلورين) في حالة الجفاف يتم طرد الماء، نظرًا لأن هذا المركب يجعل التوتر السطحي للخامة أقل من erg/cm2 8 ، وفي حالة الابتلال يقوم حمض الأكريليك بامتصاص الماء، مما يسهل عمليات الغسيل، والأكريل الآمن ليحدث تفاعل بين co-polymer والقماش القطن، وبذلك تجمع الخامة بين طرد الماء وامتصاص الماء، وبذلك نجد أن هذا التجهيز من التجهيزات الذكية”.
وفي محاضرته تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي ومراقبة جودة مصانع التريكو الدائرى” .

أكد الأستاذ الدكتور المهندس نور عفيفي عبد الوهاب- الأستاذ المساعد بكلية الفنون التطبيقية جامعة دمنهور، أن الذكاء الاصطناعي يمثل قفزة هائلة في جميع المجالات الصناعية؛ لأنه يحقق طفرة في التصميم، واستعرض “عفيفي” استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصناعات النسجية، مؤكدًا أنه يشمل جميع مراحل العمليات النسجية.
وتناول “عفيفي” بالشرح برنامجًا برتغاليًّا للذكاء الاصطناعي، لزياده جودة التريكو المستدير.
وقال: “البرنامج يتكون من كاميرا عالية الدقة، وحساسات يتم توصيلها بماكينات التريكو، وتتعامل بشكل دقيق مع كل بوصة مربعة في النسيج، وتفحصها بشكل كامل ودقيق جدا وتوقف الماكينة أوتوماتيكيا في حالة وجود خطأ ما ولا تعاود تشغيل الماكينة إلا بعد إصلاح الخطأ “، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي غزا جميع المجالات الإنتاجية والبحثية.
وأضاف: “برنامج الذكاء الاصطناعي في التريكو المستدير وفي غيره من المنسوجات يقلل فاقد الإنتاج إلى الصفر تقريبًا، وتزيد الإنتاج بشكل كبير، ويقلل من حجم عمالة المراقبة ما بعد الإنتاج، كما أنها يقلل من استخدام الطاقة والمياه، فضلًا عن أنه صديق البيئة”.
وفي محاضرته ألقى المهندس محمد علي عيد- المدير التنفيذي لمصنع “ألفا يارن” لإنتاج الغزل الحلقي، محاضرة بعنوان “تكنولوجيا إنتاج الغزل بطريقة الغزل الهوائي Vortex ” أوضح فيها أن هذه التكنولوجيا تعد إضافة جديدة في مجال الغزل، يتم فيها إنتاج الغزول بنمر مختلفة في مستوى من ٢٠ إلى ٨٠ نمرة إنجليزي”NE” بجودة عالية وتكاليف أقل.
وأضاف: “إن هذه التكنولوجيا يمكن من خلالها استخدام العديد من الخامات المختلفة”، لافتًا إلى أن هذه التقنية أنتجتها ماكينات يابانية تابعة لشركة Maurata ، كما تم باستخدام نفس التكنولوجيا إنتاج ماكينات صناعة ألمانية تابعة لشركة Saurer، وماكينات سويسرية تابعة لشركة Rieter، مشيرًا إلى أن هذه التقنية توفر إنتاجية عالية مع استخدام مساحات أقل وبعدد عمالة وتكاليف كهرباء أقل من مثيلاتها من ماكينات إنتاج خيوط الغزل الحراري”.
وتُستخدم هذه الخيوط المنتجة من هذه التقنية في العديد من التطبيقات، مثل الملابس الرياضية والرجالي والحريمي، الصيفية والشتوية، وأقمشة المفروشات.
وفي محاضرته، استعرض المهندس محمود أحمد علي- خبير الصباغة والمنسوجات، منظومة تغذية ماكينات الصباغة، بما يتوافق مع الثورة الصناعية الرابعة، وقال: “هناك طرق حديثة لتوزيع الصبغة المستخدمة في الصناعات النسجية، وهذه الطرق مرتبطة أساسًا باستخدام الذكاء الاصطناعي في خلط الصبغات وتوزيعها على كل ماكينات النسيج”.
وأضاف: “الطرق الحديثة لها مزايا عديدة؛ فهي صديقة للبيئة، وتستخدم كميات مناسبة من الكيماويات والصبغات دون هدر، وتقلل الأخطاء البشرية في عملية الصباغة، كما تزيد من القدرة الإنتاجية، وتسمح لأصحاب مصانع النسيج بوضع الخطط المستقبلية المناسبة”.
وأشار “علي” إلى أن وجود مجموعة من المعوقات تحول دون انتشار هذا النظام الحديث، إذ يحتاج بنية تحتية، منذ بداية التشغيل، كما أنه يحتاج إلى صيانة وعناية فائقة، فضلًا عن أن تكلفته كبيرة إذا تم تنفيذه مرة واحدة، ولهذا ينصح أن يتم تنفيذه على مراحل”.
وعقب انتهاء المحاضرات قام المهندس سمير أبو الفتوح بتسليم المحاضرين شهادات تقدير لتعاونهم مع الشعبة لعقد هذه الندوات المتخصصة.