أعاد حادث قصف جبهة البوليساريو مدينة أوسرد، بعد حادث قصف مدينة السمارة، والذي راح ضحيته شاب مغربي، إلى الواجهة موضوع تأمين الجيش المغربي للمنطقة العازلة، على غرار تحريره معبر الكركرات من ميليشات الجبهة الانفصالية.
هل يعيد الجيش المغربي سيناريو الكركرات ويؤمن المنطقة العازلة بعد قصف مدينة أوسرد؟
هل يعيد الجيش المغربي سيناريو الكركرات ويؤمن المنطقة العازلة بعد قصف مدينة أوسرد؟
وكتب رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، على صفحته الرسمية بالفيسبوك « كان الهدف من المنطقة العازلة الحفاظ على وقف اطلاق النار، لكن مع خرق جبهة الانفصاليين المسماة البوليساريو للاتفاق، وقيامها بمهاجمة المناطق المدنية الآمنة، يصبح من المنطقي المطالبة بإلغائها والسماح للجيش المغربي بتأمينها.
وفي هذا الصدد، قال الخبير في العلاقات الدولية، هشام معتضد أن تأمين المنطقة العازلة والإستغناء عنها مسألة وقت فقط، لأن الهدف من إنشائها أصبح غير وارد والمناوشات التي تقوم بها البوليساريو على المناطق الحدودية، في خرق سافر لتوجهات المنتظم الدولي، وإعلانها عدم إحترام إطار الأمم المتحدة المنظم لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تحركاتها المشبوهة في المنطقة كلها عوامل تعطي للمغرب المجال لإتخاذ قرار إلغاء المنطقة التي حددها لأن تصبح عازلة في زمن قدر أنه قرار صائب للمساهمة الفعالة في مسلسل التسوية السياسي لهذا النزاع.
وأضاف معتضد، في تصريح خص به الأيام 24، أن هناك توجها دوليا عاما يدين التحركات التخريبية التي تقوم بها البوليساريو في المنطقة، والمنتظم الدولي يضغط بشكل كبير على القيادة في البوليساريو والجزائر من أجل الإنخراط الجدي والمسؤول في إنهاء هذا النزاع المفتعل، مضيفا أن “خرق هذا التنظيم لإتفاقية إطلاق النار والعمل على إدخال المنطقة في مناخ اللاسلم و جعلها مرتعًا للحركات الإرهابية و منصة خصبة للجماعات الإجرامية، سيدفع المغرب لإلغاء المنطقة العازلة وتوجه المنتظم الدولي لاستبدال المقاربة السياسية والدبلوماسية للتعامل مع تدبير هذا الملف إلى المقاربة الأمنية و العسكرية من أجل ضبط المنطقة و تأمين استقرارها”.
وسجل المتحدث ذاته أن “هذا التهور السياسي للبوليساريو والجزائر في محاولة gإدخال المنطقة إلى فضاء حرب مفتوح ولو على حساب التاريخ والجغرافيا وjطلعات شعوب المنطقة، سيعجل بدفع المغرب والأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة وحزمًا ما أجل مواجهة هذا الخطر الذي أصبح يشكل تهديداً صريحًا، ليس فقط على سيادة المغرب ومصالحة الإستراتيجية وإنما على الأمن القومي للعديد من الدول والتجمعات و علو رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد الأوروبي”.
وشدد معتضدد على أن إلغاء المنطقة العازلة وتأمينها قريبا ستكون بمثابة بداية التغيير الجذري للمنتظم الدولي في مقاربته تجاه هذا النزاع المفتعل، لذالك فالجزائر والبوليساريو لهما حيز زمني جد ضيق من أجل التقاط الإشارات السياسية الحادة للمنتظم الدولي و الأمم المتحدة للإنخراط العاقل والجدي في مسلسل التسوية السياسي لهذا الملف، لأن مرحلة ما بعد المقاربة السياسية و الدبلوماسية لن تكون بتتا في صالح النظام الجزائري وحلفائه في قيادة البوليساريو”.
وتابع قائلا “هذا النزاع مقبل بدون شك على تطورات جديدة، وتكثيف مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية لزيارتهم للمنطقة مؤشر من المؤشرات العديدة التي تؤكد توجه المنتظم الدولي والأمم المتحدة للطي النهائي لهذا النزاع المفتعل والضغط على النظام العسكري الجزائري بقبول تصفية هذا النزاع داخل الإطار السياسي وإلا سيؤدي الثمن غاليًا عسكريا و هيكليًا خاصة في خضم دعمه المباشر للتحركات العسكرية للبوليساريو في المنطقة”.