قداسة البابا تواضرس الثاني مع أبنائه في يوم الصحافة القبطية..
قداسة البابا تواضرس الثاني مع أبنائه في يوم الصحافة القبطية..
للعام الثاني علي التوالي حرص قداسة البابا تواضرس الثاني علي تبني والمشاركة بالحضور في احتفالية يوم الصحافة القبطية يوم الأحد 3 ديسمبر هذا الشهر. أكد قداسته أن الصحافة والإعلام يقوم بدور الضمير داخل المجتمع وهو صوت الحق والسلام وكل القيم الدينية والإنسانية التي يؤمن بها الإنسان الراقي المتطلع إلي عالم متحضر مزدهر متقدم. وكان قداسة البابا قد أعلن العام الماضي اختيار يوم 3 ديسبمر من كل عام يوما للصحافة القبطية وتشجيع ودعم الصحف القبطية لتقوم بدورها التعليمي والتثقيفي ونشر المعرفة ومناقشة كل القضايا المطروحة والملحة والإيمان بضرورة الحوار القائم علي حب الحقيقة والبعد عن التعصب والإيمان بالوطن.
أقيم الاحتفال في المبني الإداري الجديد بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية الكبري بالعباسية. وقد اختار قداسة البابا تواضرس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عنوان احتفالية هذا العام لتكون: محطات للصحافة القبطية في تاريخ بلادنا المصرية.. وهدف هذا العنوان هو شرح وإيضاح دور الصحافة القبطية في المشاركة والتفاعل والتأثير في شتي وكل القضايا الوطنية وهو ما يوضح دور الأقباط في المجتمع كجزء أصيل وضروري في كل قضايا ومناحي الحياة. من نماذج المحطات التي تم اختيارها هذا العام انتصارات السادس من أكتوبر حيث يتزامن مرور 50 سنة علي انتصارات أكتوبر المجيدة, وكيف شاركت الصحف القبطية في الدعم الشعبي وإبراز ملحمة العبور وتحرير الأرض؟ وإيضاح مشاركة ودعم الكنيسة القبطية ا لأرثوذكسية خلال الحرب داخليا وخارجيا ودفع الأقباط إلي الشعور والزهو بالانتصار وإعادة الأرض والعرض, فقد ساهم أبناء مصر جميعا في هذا الانتصار كما تابعت الصحافة القبطية, جريدة وطني, مجلة مدارس الأحد, مجلة مرقس, مجلة رسالة الكنيسة ومجلة الكرازة وغيرها, موضوعات أخري مثل بناء السد العالي, وهو مشروع قومي اشترك في بنائه وتشييده كل المصريين, واهتمت الصحف أيضا بتأسيس الجمعية الخيرية القبطية وجمعية التوفيق القبطية وجمعية الآثار القبطية وغيرهم, بالإضافة إلي تأسيس المتحف القبطي والمستشفي القبطي والكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية, والاهتمام بحركة التعليم وإنشاء المدارس. ومن المشروعات القومية الحالية التي تتبناها الصحافة القبطية مشروع مسار العائلة المقدسة وهو المشروع الوطني الضخم الذي يفتح باب السياحة العالمية لمصر ليعم بالخير علي مصر وقد اهتم قداسة البابا علي وجه خاص, كان طبيعيا أن تهتم الصحافة القبطية بثورة 30 يونيو عام 2013 وهي المحطة الثانية في الكتاب, فقد اهتمت الصحف القبطية بالكتابة عن أحداث هذه الثورة التي تعتبر أهم حدث شهدته مصر في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين, والذي كان بمثابة نكون أو لا نكون, لكن الله سمح لهذه الثورة أن تكون أعظم ثورة في التاريخ الحديث والمعاصر بفضل اشتراك كل فئات الشعب فيها وتمثيل المرأة وبلائها الحسن وتعضيد الجيش والشرطة لها وعدم وجود النعرات التعصبية بل عمل واحد وإيمان واحد بالوطن وقائد واحد من الشعب يؤمن بأن مصر هي أم الدنيا, استطاعت هذه الثورة أن تنجح وتغير ملامح مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بل وتنقل مصر من الإرهاب إلي الأمان ومن الفوضي إلي الاستقرار ومن الدمار إلي العمار وإلي الدولة بمعناها الحقيقي واحترام العالم حتي وصلنا إلي الجمهورية الجديدة. ونذكر هنا تحية قداسة البابا تواضرس الثاني في ذلك الوقت إلي تلاقي الوطن العظيم الشعب والجيش والشباب, كما نذكر كلمات القائد الأعلي للقوات المسلحة, الذي حمل المسئولية بأمانة بعد ذلك إذ قال.. هذه الخريطة للطريق وللمستقبل باتفاق كل الحضور ووضعنا فيها كل العناصر التي تضمن سلامة الطريق لكل المصريين. ولا شك أن كتاب احتفال هذا العام بيوم الصحافة القبطية يشمل كل ما كتبته هذه الصحافة عن مصر وأحداث مصر وأبناء مصر.
الواقع أنني أريد أن أقول إن الدكتور رامي عطا صديق تلقي اقتراح قداسة البابا تواضرس الثاني بأن يكون عنوان الاحتفال هذا العام. (محطات للصحافة القبطية في تاريخ بلادنا المصرية…) وعكف في كتابة الكتاب الذي يوزع ويعبر عن الاحتفال, والذي قام بتصديره قداسة البابا تواضرس الثاني وقام بتقديمه نيافة عن الأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة ورئيس لجنة الاحتفال هذا العام.
عكف علي دراسة الكتاب الكاتب والباحث الدكتور رامي عطا صديق وهو أستاذ جامعي فهو أستاذ الإعلام ورئيس قسم الإعلام بجامعة الشروق, ومن هنا جاء الكتاب دراسة موضوعية أمينة لمحطات الصحافة القبطية ودوره والدكتور رامي حقيقة خير من يكتب هذه الدراسة وكان اختياره موفقا من العام الماضي, وقد سمعت قداسة البابا تواضرس يقول العام الماضي.. الدكتور رامي عطا هو المسئول عن تاريخ الكنيسة وهذه ثقة من قداسة البابا أشعر أنها في محلها فهو أستاذ جامعي وكاتب صحفي في جريدتي الأهرام والمصري اليوم, وهو مؤلف عدة كتب مهمة منها: سلامة موسي, البابا كيرلس الرابع, في صومعة أبي تقديم الأنبا موسي, وكلمات قاسم أمين. البابا شنودة الثالث صحفيا وأستاذا. من هنا كان الكتاب مرجعا مهما موثقا.
والقي قداسة البابا تواضرس الثاني كلمة في الحفل تحدث فيها عن أهمية وضرورة المشاركة في كل مناشط وأعمال المجتمع, والمشاركة يجب أن تكون إيجابية, لا مجرد تأدية واجب بل أن يشارك كل منا بحب وبإيجابية وصدق حتي ينجح العمل. كما شرح قداسته دور الصحافة في خلق الرأي العام المستنير والمواطن الذي يعرف دوره الحقيقي في تقدم المجتمع. كان يوم الصحافة القبطية يوما ثقافيا اجتماعيا مهما التقينا فيه مع بعضنا نحن العاملين في مجال الكلمة, فقد قابلت الكاتب الكبير سمير مرقص والإعلامي التليفزيوني المعروف إيهاب صبحي.
في نهاية الحفل كرم قداسة البابا عددا من الصحفيين اعترافا بدورهم وعملهم وتاريخهم, وأشكر قداسته علي التكريم. الحقيقة أن قداسة البابا تواضرس دائما يشمل الكتاب والصحفيين بالاهتمام والحب وهو شخصية متواضعة بسيطة علي قدر عال من الثقافة.. رحب ببعض كتبي عندما أهديتها لقداسته.. ويحضر كل المناسبات ليشجع الجميع علي العمل والإبداع.
كان يوم الصحافة القبطية عيدا للكلمة شرفه قداسة البابا تواضرس وبعض رجال الدين والكتاب والشعب.
كل عام وأنتم بخير