أكد أمس السبت، المدير العام لديوان الخدمات الجامعية من قسنطينة، بأن تعميم استخدام الرقمنة، قد ساهم في حوكمة تسيير القطاع وترشيد النفقات بشكل ملموس في الموسم الجاري، مقدما مثالا، بتراجع عدد الوجبات اليومية في شهر أكتوبر المنصرم بقرابة 500 ألف وجبة مقارنة بذات التوقيت من العام الماضي، وهو مؤشر يمكن تعميمه على مختلف الخدمات الأخرى، كما أشار إلى فتح 4 ورشات إصلاحية تتعلق بالموارد البشرية وكذا المادية فضلا عن التجهيز وإحياء النشاطات الثقافية والعلمية بمختلف المرافق.
وأشرف المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية الدكتور مراد قريشي، على فعاليات اللقاء الجهوي لإطار القطاع لمنطقة الشرق، الذي نظمت فعالياته بكلية الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة 3 بحضور مدراء جامعات الولاية، إذ خصص للتقييم العام للدخول الجامعي فضلا عن التحضير للموسم المقبل، فيما ذكر المدير العام، بأن هذا التجمع يعد الثالث على المستوى الوطني، فقد عقد الأول بمنطقة الغرب بولاية مستغانم أما الثاني فنظم بالمدية لإطارات الوسط .
ولفت المتحدث، إلى أنه وبالنظر إلى الإجراءات العملية المتخذة بداية الدخول الجامعي، فقد عرف القطاع أريحية واستقرارا على مختلف الأصعدة ، حيث ساهم التوجه نحو الرقمنة في إطار المشروع التوجيهي لوزارة التعليم العالي، في تحسين نوعية الخدمات المقدمة للطالب، في حين أن الموارد المالية التي تضخها الدولة من أجل التكفل الأمثل بالطلبة قد ذهبت إلى مستحقيها ، مقدما مثالا بتراجع عدد الوجبات من 900 ألف وجبة شهر أكتوبر من السنة الماضية إلى 400 ألف وجبة في هذا العام، وهذا يعود إلى الرقمنة، التي ساهمت ،بحسبه، في حوكمة تسيير القطاع وترشيد النفقات بشكل أكبر ، كما أدت أيضا إلى ضبط الموارد العملية ، مؤكدا أن ما تبقى من أموال مرصودة سيوجه لتحسين خدمات أخرى للطالب.
وبلغة الأرقام، أبرز المدير العام لديوان الخدمات أن الميزانية المخصصة للقطاع في السنة المالية المقبلة قد عرفت ارتفاعا من حدود 141 مليار دينار العام الماضي إلى 199 مليار دينار، وهو ما من شأنه أن يحسن بشكل كبير في الخدمات، وأكد المتحدث، أن من بين الأهداف الإصلاحية للخدمات الجامعية، هو خلق التكاملية بين الجانبين البيداغوجي والخدماتي، من خلال بعث النشاطات الحيوية والثقافية والرياضية بمختلف الإقامات، بدلا من تركها عبارة عن مراقد.
وبالنسبة للورشات، التي تم فتحها على المستوى الوطني، فهي تتعلق وفق المدير العام، بتحسين نشاط الموارد البشرية، من خلال دراسة وتحسين وضعية كل فرد فيها، حيث أن قطاع الخدمات يتوفر على 71 ألف موظف 22 ألف منهم جامعيون، في حين أن 50 ألفا متعاقدون ومهنيون، إذ سيتم العمل على تأهيل أكبر لهذه الفئة كما أن الهدف أيضا، وفق المتحدث، هو محاولة الحفاظ على الاستقرار في القطاع و الرسكلة والتكوين المستمر لمختلف الموظفين.
أما الورشة الثانية فتتعلق بالجانب المالي ، حيث سيتم من خلالها دراسة الصفقات وإعداد دليل إجرائي بالمبادرات الحسنة في الصفقات مع تدارس الوضعيات المالية بصفة عامة على مستوى الخدمات، خدمة للطالب، وبالنسبة للورشة الثالثة فيتم دراسة التجهيز وإعادة تهيئة مختلف المرافق ، إذ سيتم دراسة كيفية إعادة تهيئة الإقامات وتوفير المستلزمات واستبدال القديمة منها وتدارك النقائص، أما الورشة الرابعة فهي تهدف، إلى إعادة بعث النشاطات الثقافية والعلمية لإضفاء الحيوية على الإقامات الجامعية.
وأبرز الدكتور قريشي، أن من بين أهداف الديوان، تثمين المبادرات الفردية لمختلف الفاعلين في القطاع وإحياء مبدأ تكافؤ الفرض بين مختلف الإطارات، كما ذكر أن النقاش مفتوح من أجل كل اقتراحات الإصلاحات ، من بينها اقتراح التمويل الذاتي للطالب، وقد تم إعداد تقارير بذلك ، مشيرا إلى وجود أزيد من 440 ألف طالب على مستوى الإقامات الجامعية بنسبة شغل للأسرة تقدر بـ 75 بالمئة ، لكنه تحدث، عن تسجيل نقص في بعض المدن الجامعية في عدد الإقامات على غرار ما هو موجود بولاية ورقلة و البيض وتندوف ، إذ يتم العمل على إيجاد حلول لها ، في حين يتم العمل على إعادة تهيئة العديد من الإقامات عبر المستوى الوطني .
وفيما يخص اتفاقية نقل الطلبة بالترامواي، فقد ذكر المدير العام، أنها قد جسدت عبر سبع ولايات واستفاد منها زهاء 150 ألف طالب، ما أدى إلى تقليص في عدد الحافلات بشكل كبير على مستوى المحاور التي تعبر منها هذه الوسيلة، في حين وجه الفائض نحو الخطوط شبه الحضرية ناهيك عن تخفيض في التكاليف، كما أشار إلى أهمية اقتناء الحبوب من الديوان الوطني للحبوب والعمل على توسيع الاتفاقية لاقتناء مواد أخرى من شركات عمومية، في حين تحدث عن توجيه تعليمات إلى العمل بالأنظمة الاقتصادية للإنارة " لاد" .
وقد تضمنت، ورشة المالية والمراقبة التي نشطها إطارات الخدمات الجامعية لولايات الشرق، اقتراحات تتعلق بالإجراءات الواجب اتخاذها للحد من شكاوى الممونين حول الشروط المدرجة في دفاتر الشروط وصفقات التغذية والنقل، كما تمت مناقشة الآليات والضوابط للتحكم في المنازعات القضائية ، كما تحدث الحاضرون عن وجود رصيد معتبر في الحسابات المالية والإدارية ، في حين تم مناقشة مدى التقدم في تجسيد اتفاقية تمويل الإقامات الجامعية مع ديوان الحبوب و اقتراح قرار وزاري مشترك يلغي العمل بالتذكرة الكلاسيكية والعمل بالالكترونية وطالبوا أيضا بآليات جديدة لتحصيل الإيرادات.
وبالنسبة لورشة معيشة الطالب، فقد تم مناقشة أسباب عزوف الطلبة عن المشاركة في مختلف النشاطات، وكيفية تطوير وتحسين أداء الطلبة في مختلف الأنشطة، مع ضرورة العمل على إيجاد حلول لمشكلة تفشي الآفات الاجتماعية من مخدرات ومحاولات انتحار وغيرها في أوساط الطلبة، بالإضافة إلى كيفية العمل على محاربة المعلومات المغلوطة وطرق الرد عليها مع اقتراح تحسين الترويج الإعلامي لمختلف النشاطات المنظمة داخليا وخارجيا.
لقمان/ق
