كهنة أرثوذكس في مولدافيا يتمردون على وصاية كنيسة موسكو


إعلان

وعلى بعد ثلاثين كيلومتراً عن العاصمة كيشيناو، اتّخذت قرية كيميشيني قرارها واختارت الانفصال عن بطريركية موسكو واتّباع كنيسة بيسارابيا التابعة لرومانيا.

ويعكس هذا الانفصال التاريخ المعقّد لهذا البلد الذي يبلغ عدد سكّانه نحو 2,6 مليون نسمة غالبيتهم من الأرثوذكس والذي خضع على مرّ القرون لبوخارست أحياناً ولموسكو أحياناً أخرى.

وطرحت الفكرة قبل الحرب في هذه البلدة التي يبلغ عدد سكانها 2850 نسمة، معظمهم ناطقون بالرومانية. لكنّ الكاهن إيوان سولونارو كان يخشى حدوث "مشاجرات" حول هذا الموضوع.

وقال سولونارو لوكالة فرانس برس إن هجوم الكرملين على أوكرانيا "الذي يجري بمباركة البطريرك الروسي كيريل"، كان القشّة التي قصمت ظهر البعير.

وأوضح أنّ "هذه المعركة بين الأخوة الأرثوذكس أثارت غضب الناس".

يضاف إلى ذلك استقبال اللاجئين الأوكرانيين الذين تدفقوا على هذا البلد الصغير وعزّزوا بذلك وعي السكّان.

وتابع الكاهن (55 عاما) بعد تقديم القربان للمؤمنين، أنّ أعضاء الرعية "بدأوا يقولون لي إنهم لم يعودوا راغبين في القدوم إلى كنيسة كيريل لتناول القربان".

واتّخذ القرار رسميا في منتصف آب/أغسطس، بالانتقال إلى الإشراف الروماني. وقالت أسقفية بيسارابيا إنّ هناك أكثر من خمسين حالة من هذا النوع.

وقال سولونارو "لم يعد هناك شيء يوحّدنا مع موسكو" في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. واضاف "ليس لدينا حتى حدود مع روسيا!"، مشيرا إلى أنه لا يفهم "حنين بعض الناس إلى الاتحاد السوفياتي".

"إشارة مؤيدة لأوروبا"

وفي رسالة حديثة، أعرب المتروبوليت فلاديمير رئيس اسقفية مولدافيا المرتبطة بموسكو، عن قلقه بشأن رحيل كهنة و"تهميش" كنيسته "بسبب انتمائها لبطريركية موسكو التي يعتبرها المجتمع المولدافي "موقعاً متقدّماً مواليا للكرملين".

وأضاف بقلق أن الشعب المولدوفي يتطلّع إلى تقارب مع رومانيا، مطالباً إلى حلّ "للخروج من الأزمة".

وعُقد اجتماع لكبار الشخصيات في هذه الأثناء قرّر الإبقاء على الوضع الحالي للكنيسة.

وقال الأسقف إيوان دي سوروكا "نحن لا نشعر بالخطر"، معربًا عن أسفه لقرار بعض رجال الدين. واضاف أن "هذه النفوس الضائعة يجب أن تعود إلى رشدها".

وحول الحرب في أوكرانيا، ينفي الاسقف أي دعم لروسيا. وقال "لا نضع يدنا بيد الذين يروجون لهذه الأفعال"، من دون أن يدين البطريرك كيريل بالاسم.

ويتألف فرع الكنيسة التابع لموسكو من نحو 1350 أبرشية في مولدافيا، ويتقدم بفارق كبير على الفرع الروماني الذي تتبعه أكثر من مئتي أبرشية. وقال قسطنطين أولاريو الناطق باسم اسقفية بياسرابيا "كان علينا أن نبدأ من الصفر بعد إعادة تنشيطنا في 1992" على إثر استقلال مولدافيا.

وأضاف أنّ "الذين يريدون ذلك سيتم استقبالهم بأذرع مفتوحة"، معتبراً أنّ هذا التوجه حتمي بينما تستعدّ مولدافيا لفتح مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. ورأى أن ذلك يشكل "إشارة مؤيدة لأوروبا".

انقسام أوكراني

ووجّهت رئيسة مولدافيا مايا ساندو رسالة مماثلة.

وقالت ردّاً على أسئلة الجمهور عبر الإذاعة العامة في تشرين الثاني/نوفمبر "كيف يمكن للكنيسة الروسية أن تدعم الحرب وقتل الأبرياء؟". وأضافت "في ظل هذه الظروف، لا يمكن للكنيسة أن تقف جانبا وتتظاهر بأنها لا ترى ما يحدث".

وتابعت "يجب على المجتمع بأكمله بما في ذلك الكنيسة، أن يتحد من أجل السلام (...) وعلى طريق التكامل الأوروبي".

وسبّبت الحرب انقساما على الساحة الدينية الأوكرانية.

فالكنيسة المرتبطة بموسكو التي كانت الأكثر شعبية وفقدت نفوذها منذ سنوات، مستهدفة بحظر بموجب نصّ اعتمده البرلمان في كييف في تشرين الأول/أكتوبر.

ولم يتبقّ الآن سوى الفرع الأوكراني الذي أُعلن استقلاله عن بطريركية موسكو في 2019 بعد قرون من الوصاية الروسية.

ولأول مرة هذا العام، سيُحتفل بعيد الميلاد في 25 كانون الأول/ديسمبر - مثل الكاثوليك، وحتى الأرثوذكس الرومانيين - بدلاً من السابع من كانون الثاني/يناير كما كان الحال حتى ذلك الحين، في دليل على "النهضة القوية للأمة الأوكرانية".

تاريخ الخبر: 2023-12-24 15:09:00
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 90%
الأهمية: 95%

آخر الأخبار حول العالم

قالمة: 45 رخصـة استغـلال واستكشـاف للثـروة المنجميـة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

تبسة: اتفاقية للتقليل من تأثيرات منجم الفوسفـات ببئر العاتـر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية