تشكّل جزيرة سولاويزي مركزاً كبيراً لإنتاج النيكل، وهو معدن أساسي يستخدم خصوصاً في صناعة البطاريات للسيارات الكهربائية والفولاذ المضادّ للأكسدة. واستثمرت بكين بكثافة في مصانع بالمنطقة إلا أنّ ظروف العمل والسلامة فيها تواجه انتقادات باستمرار.
ووقع الحادث قرابة الساعة 05,30 (21,30 ت غ السبت) في مصنع لشركة "إندونيسيا تشينغسان ستينليس ستيل" في مجمع موروالي الصناعي في سولاويزي على ما أفاد في بيان ديدي كورنيوان الناطق باسم هذه المنطقة الصناعية.
وأوضح المتحدث أنّ حصيلة القتلى التي كانت 12 شخصا ارتفعت إلى 13 هم تسعة اندونيسيين وأربعة صينيين، مشيرا إلى أن 46 شخصا آخرين جرحوا معظمهم بسبب تعرضهم لبخار حار.
وأدخل 29 جريحا إلى مستشفى تديره الحكومة في منطقة موروالي، بينما وضع 12 آخرون تحت المراقبة في عيادة في المجمع الصناعي ويتلقى خمسة أشخاص علاجا بدون الإقامة في المشفى.
تظهر عناصر التحقيق الأولى أنّ الانفجار وقع خلال أعمال تصليح مصهر. واندلعت النيران في سائل سريع الاشتعال وامتدّت إلى خزانات للأكسجين، على ما أوضح الناطق. وأخمد الحريق قبل ظهر الأحد حسب بيان.
و"آي تي اس اس" (ITSS) هي شركة تابعة للمجموعة الصينية القابضة "تسينغشان هولدينغ غروب" (Tsingshan Holding Group) المنتج الأول للنيكل في العالم والتي تدير مجمع موروالي أيضا.
"احترقت وجوههم"
وقالت الشركة التي تدير المنطقة الصناعية إنها "تشعر بحزن عميق بسبب هذه الكارثة، خصوصا بالنسبة للأسر المتضررة".
وأضافت أن رفات عدد كبير من الضحايا الذين تم التعرف عليهم نقلت جوا إلى منازلهم بينما سلم جثمان قتيل واحد إلى أسرته.
وأظهرت لقطات قامت بمشاركتها مع فرانس برس أعمدة من الدخان تتصاعد من المنشأة مع وجود خدمات الطوارئ في مكان الحادث وعمال يقومون بعمليات بحث.
ظهرت في صورة شاركتها فرانس برس جثث ضحايا مصفوفة فوق أكياس برتقالية اللون في غرفةأحد مشافي المجمع الصناعي.
وتحدث أحد العاملين في الموقع لفرانس برس عن مدى خطورة إصابات الضحايا. وقال طالبا عدم كشف هويته "احترقت وجوههم واحترقت ملابسهم بالكامل".
وقال المسؤول في منطقة موروالي راشمانسيا إسماعيل في وقت سابق لقناة كومباس تي في، إنه حتى بعد ظهر الأحد، تم نقل 25 من المصابين - 15 إندونيسيًا وعشرة أجانب - على الفور إلى المستشفى بعد الانفجار.
وأضاف أن 17 أصيبوا بجروح خطيرة بينما أصيب ثمانية بجروح متوسطة الخطروة.
وقال المسؤول في الوزارة يولي أديراتنا إن وزارة القوى العاملة سترسل فريقا غدا للتحقيق في الحادث. وأضاف أن الوزارة تحقق في عمليات الشركة.
وأكد أديراتنا لفرانس برس "ما زلنا نجمع المعلومات والبيانات الدقيقة من الميدان حول ما إذا كان يجب وقف أنشطة الشركة أم لا".
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، قتل عاملان أحدهما صيني في مصنع لصهر النيكل يقع في المجمّع نفسه خلال أعمال شغب احتجاجاً على الأجور وسلامة العمل.
كذلك، قتل شخص وجرح ستة آخرون في حادث وقع في هذا المصنع في حزيران/يونيو الماضي مما أثار مخاوف بشأن السلامة في المنشآت التي تمولها وتديرها شركات صينية.
وتشهد إندونيسيا البلد الشاسع الذي يضمع أكثر من 250 مليون نسمة، باستمرار حرائق يسقط فيها قتلى.
© 2023 AFP