من السابق لأوانه أن يرى الذكاء الاصطناعي النور


معظم الشركات ليست مستعدة لنشر الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع، لأنها تفتقر إلى بنية تحتية قوية للبيانات أو ضوابط لازمة للتأكد من أن استخدام التكنولوجيا بشكل آمن، وفقا للرئيسة التنفيذية لشركة أكسنتشر الاستشارية.
قالت جولي سويت لـ"فاينانشيال تايمز" في مقابلة قبل أن تنشر الشركة نتائجها الفصلية الثلاثاء، لا تزال التكنولوجيا الأكثر إثارة لعام 2023 في مرحلة تجريبية لدى معظم الشركات، كما أن عدم وضوح الاقتصاد الكلي يعوق الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات عموما.
يتوقع محللون أن تكشف "أكسنتشر" عن قفزة كبيرة أخرى في الإيرادات من مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأشهر الثلاثة حتى 30 نوفمبر، حيث حققت 450 مليون دولار في الحجوزات مقارنة بـ300 مليون دولار فقط خلال الأشهر الستة السابقة، لكن الإيرادات لا تزال صغيرة مقارنة بمبيعات المجموعة التي بلغت 64 مليار دولار في العام.
قالت سويت: إن المديرين التنفيذيين للشركات متحمسون لنشر التكنولوجيا لفهم البيانات في مؤسساتهم فهما أفضل أو لأتمتة جزء أكبر من خدمة العملاء. "لكن الشيء الذي سيعوقها هو (...) أن معظم الشركات لا تمتلك إمكانات راسخة ومتطورة للتعامل مع البيانات، وإذا لم تتمكن من استخدام بياناتك، فلن تتمكن من استخدام الذكاء الاصطناعي. وعليه، نتوقع أن يمثل هذا جزءا كبيرا من أعمالنا خلال ثلاثة إلى خمسة أعوام".
تتفاخر "أكسنتشر" وغيرها من الشركات الاستشارية باستثمارات بمليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما فيها توظيف الموظفين وتدريبهم عليه، على أمل تحقيق مكاسب غير متوقعة من نشر التكنولوجيا للعملاء في جميع أنحاء العالم.
قالت سويت: إن المديرين التنفيذيين كانوا "متعقلين" في نشر التكنولوجيا، وسط مخاوف بشأن كيفية حماية معلومات الملكية وبيانات العملاء والأسئلة المستمرة حول دقة مخرجات نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
"ما زلنا في المرحلة التي عندما يسأل معظم المديرين التنفيذيين فيها عما إذا لديهم شخص ما في مؤسساتهم يمكنه إخبارهم في ماذا يستخدم الذكاء الاصطناعي وما مخاطره وكيف تخفف حدتها، إجابتهم هي لا دائما".
"هناك فجوة بين القول إنك ملتزم بالذكاء الاصطناعي المسؤول وبين امتلاك البرامج التي تسمح له بأن يكون هدفك حقيقيا على أرض الواقع. والخبر السار هو أن الناس لا يحاولون تجاوز هذه الفجوة. أنهم يتوخون الحذر في النشر، وبالتالي فإن ذلك يحد -على المدى القصير- من بعض فرص التوسع".
أضافت سويت أن هذا التعقل من جانب المؤسسات يجب أن يهدئ مخاوف أن تطوير الذكاء الاصطناعي يفوق قدرات البشر في السيطرة عليه - وهو واجس نوقش بحدة بين خبراء التكنولوجيا، خاصة في شركة أوبن أيه آي، التي طورت النموذج اللغوي الكبير وراء "شات جي بي تي".
وكان مجلس إدارة "أوبن أيه آي" غير الربحي قد أطاح بمؤسس الشركة سام ألتمان الشهر الماضي بعد خلاف داخلي، ليعود بعدها إلى منصبه تحت ضغط من الموظفين. وقد أثارت هذه الكارثة التساؤلات حول الكيفية التي تدار بها "أوبن أيه آي".
تقدم "أكسنتشر" أدوات ذكاء اصطناعي توليدي تعتمد على "أوبن أيه آي" من خلال شراكة مع "مايكروسوفت" ويمكنها مساعدة العملاء على تخصيص النماذج لدمج بياناتهم.
قالت سويت لـ"فاينانشيال تايمز": "معرفة ما إذا كانت أوبن أيه آي تطبق الحوكمة الصحيحة ليس من مسؤوليتي. سواء كانت أوبن أيه آي أو أي نموذج تأسيسي آخر، فإن مهمتنا هي فهم النموذج وفهم المخاطر ومن ثم مساعدة عملائنا على الاستفادة من النماذج فيما ندير المخاطر". وقالت إنها مرتاحة لمستوى الشفافية حول كيفية عمل النماذج.
وقالت سويت: إن المجالات التي كان فيها نشر الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر تقدما تشمل إدارة المعرفة المؤسسية، مثل استخدام البيانات الداخلية للكشف عن الاحتيال في مصرف، أو تداول السلع في شركة طاقة. كما يستخدم العملاء التكنولوجيا بشكل متزايد لخطوط مساعدة خدمة العملاء أو روبوتات الدردشة، لكن مع إشراف البشر على المخرجات.
توظف "أكسنتشر" 750 ألف شخص تقريبا في 120 دولة، وتقدم استشارات في تكنولوجيا المعلومات واستراتيجية الشركات وتوفر الاستعانة بمصادر خارجية مثل مراكز خدمة العملاء. ارتفعت أسهمها 30 في المائة تقريبا هذا العام، لكنها لم تستعد أعلى مستوى لها في 2021، عندما كانت الشركات تتسابق لتحسين تكنولوجياتها خلال جائحة فيروس كورونا.
أدى انخفاض العملاء في صناعة التكنولوجيا نفسها إلى إعاقة نمو "أكسنتشر" العام الماضي، وتعمل سويت على برنامج لخفض التكاليف من شأنه أن يستغني عن 19 ألف وظيفة.
وقالت "أكسنتشر": إن المبيعات في المملكة المتحدة على وجه الخصوص كانت أضعف من المتوقع، حيث تكافح للعثور على عملاء جدد لتعويض تباطؤ الطلب من القطاع المصرفي.
قالت سويت: إن العملاء يواصلون توقيع العقود التي يمكن أن تساعدهم على خفض التكاليف، خاصة تلك التي تتضمن أيضا تحسينات في تكنولوجيا المعلومات لمساعدتهم على النمو على المدى الطويل. لكن حالة عدم اليقين في كل من الاقتصاد الكلي والجغرافية السياسية كانت رياحا معاكسة.
وقالت: "لا يقول أي عميل لي إنه يريد إنفاق مبلغ أقل على التكنولوجيا. ومعظم المديرين التنفيذيين اليوم سينفقون أكثر لو استطاعوا ذلك. فالاقتصاد الكلي يشكل تحديا خطيرا. ولا توجد أسهم خضراء صاعدة تدل على النمو حول العالم. لا يقول الرؤساء التنفيذيون إن عام 2024 سيبدو رائعا. ولهذا سيبقى ذلك يشكل عبئا على وتيرة الإنفاق".

تاريخ الخبر: 2023-12-25 00:23:28
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 37%
الأهمية: 39%

آخر الأخبار حول العالم

زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرد في هذه المناطق اليوم السبت

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 15:26:05
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرد في هذه المناطق اليوم السبت

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 15:26:09
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية