"إسرائيل مرّت بأسوأ عام لها على الإطلاق، وفلسطين مقبلة على أفضل أعوامها" – في الصحف

صدر الصورة، Reuters

نعرض في جولة الصحف العربية والعالمية اليوم مقالات من ثلاث صحف تدور جميعها على حصاد العام المنصرم والتطلعات بشأن العام الجديد.

ونبدأ جولتنا بمقالة من صحيفة هآرتس الإسرائيلية كتبها أنشيل فيفر تحت عنوان: "2023 أسوأ عام لإسرائيل على الإطلاق ولم ينته إلا بقليل من الأمل"

يرى الكاتب أن عام 2023، الذي وصفه بـ"أسوأ عام في تاريخ" إسرائيل، كان "الأكثر مصيرية بالنسبة لإسرائيل لأن صراعاتها الداخلية والخارجية انكشفت فيه، كما تفاقمت فيه أيضا التناقضات في البلاد"، و"شكوك كبيرة بشأن قدرة إسرائيل على الاستمرار في احتواء هذه التناقضات".

تهديد ديمقراطية إسرائيل

ويشير الكاتب إلى "التهديد الذي واجه ديمقراطية إسرائيل الهشة والمحدودة.. عندما قدم ياريف ليفين برنامجه للإصلاح القضائي"، في أوائل العام الماضي وظل مخيما طيلة تسعة أشهر.

"ثم جاء السابع من أكتوبر/تشرين الأول ليؤكد أحلك كوابيسنا".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • على منتقدي إسرائيل أن يفعلوا شيئاً بدلاً من التذمر - التايمز
  • إسرائيل في "مأزق استراتيجي" بسبب حرب غزة - صحيفة هآرتس
  • "إسرائيل تحاول محو ذاكرتنا" - في الغارديان
  • ما هو محور فيلادلفيا الذي تسعى إسرائيل السيطرة عليه؟

قصص مقترحة نهاية

ويرى فيفر أن محاولات الحكومة تمرير "الإصلاح القضائي"، والاحتجاجات الحاشدة عليه.. كانت تتعلق أساسا "بطبيعة الديمقراطية الإسرائيلية"، وهل سيصبح النظام المتبع "استبداديا.. يعتمد على إجراء انتخابات شكلية؟"

ويتساءل إن "كانت الجماعات العلمانية والليبرالية في إسرائيل (مَن يدفعون أغلب الضرائب) عرضة إلى الخضوع؟"

وهل "ستكون الأقلية الدينية المتنامية قادرة على فرض نسختها من اليهودية الأصولية على الأغلبية؟"

ويقول إن الخلافات بين المحتجين العلمانيين الليبراليين والجماعات الدينية بلغت حدا أكثر شراسة.. "أدى إلى مشاجرات في تل أبيب في يوم الغفران بين الجماعتين حينما كان المتدينون يعتزمون إقامة صلاة عامة. وشعر كل منهما أنه يقاتل من أجل وجوده كإسرائيليين ويهود".

ويلفت الكاتب الانتباه إلى أن قادة الحركة الاحتجاجية "عملوا بجد لقمع أي محاولة لإضافة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى القضايا التي كانوا يقاتلون الحكومة بشأنها".

و"نجح هذا النهج"، لكنه – كما يقول فيفر- "بُني على الوهم الذي بناه نتنياهو نفسه: وهو أن إسرائيل قادرة على تجاهل الفلسطينيين، وأن الوضع الراهن في قطاع غزة والضفة الغربية" سيظل كما هو.

  • إسرائيل تتوقع أن تستمر الحرب في غزة طيلة عام 2024
  • الأمم المتحدة: النازحون من غزة "يعيشون في العراء"

تحطم وهم تجاهل الفلسطينيين

و"جاء السابع من أكتوبر/تشرين الأول وتحطم الوهم". ولم يعد من الممكن تجاهل غزة. و"فشلت استراتيجية نتنياهو في التقليل من شأن القضية الفلسطينية"، وفشلت أيضا "حركة الاحتجاج"، التي استبعدت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويقول الكاتب إن "7 أكتوبر/تشرين الأول أدى إلى تفاقم التحديات التي كان المجتمع الإسرائيلي يواجهها بالفعل في عام 2023".

ويقول فيفر إن "لم نتمكن .. من معالجة تناقضاتنا، فسيصبح لدينا نوعان من الإسرائيليين، ولا يستطيع أي منهما أن يقرر التوصل إلى حل".

بصيص أمل

وبالرغم من هذا يرى الكاتب أن هناك بارقة أمل.

  • أول بصيص للأمل يراه فيفر في "التعبئة الجماهيرية التي حدثت .. في غضون ساعات من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، وقدرة الجيش "على استدعاء 360 ألف جندي احتياطي بهذه السهولة". ويرى في ذلك "دليلا على أن .. اليهود العلمانيين الليبراليين والقوميين المتدينين - لا يزال بإمكانهما العمل مع بعضهما البعض".
  • ويقول الكاتب إنه يرى "بصيص أمل آخر يأتي من جانب مليوني مواطن فلسطيني في إسرائيل .. رفضوا دعم حماس"، بحسب قوله، و"أوضحوا أنهم يريدون أن يكونوا جزءا من إسرائيل المتناغمة"، وإن كانت رغبة إسرائيل نفسها في أن يكونوا جزءا منها "ليست واضحة على الإطلاق".
  • ثم يضيف أنه يرى بصيص أمل ثالث في "استطلاعات الرأي التي ظلت متسقة طوال أشهر الحرب الثلاثة تقريبا". إذ كان "ائتلاف نتنياهو يتراجع بالفعل في استطلاعات الرأي قبل الحرب"، ومن أيدوا "الإصلاح القانوني" استمروا في رفض نتنياهو زعيما لهم" بعد الحرب.

ويختتم مقالته قائلا: "ومع بداية عام 2024 قد لا تكون هناك أفكار حتى الآن بشأن كيفية حل تناقضات إسرائيل لكن على الأقل هناك إجماع متزايد على أن الطريقة التي اتبعتها الحكومة لذلك في عام 2023 يجب ألا تتكرر أبدا".

"العام الجديد عام عُبور فلسطين على جسر الأمل"

ونتحول إلى صحيفة الأيام الفلسطينية التي كتب فيها عبد المجيد سويلم مقالة تحت عنوان: "العام الجديد عام عُبور فلسطين على جسر الأمل".

ويقول الكاتب إن "مفردة الأمل أصبحت مرتبطة أكثر في وجدان الشعب الفلسطيني بمشاعر حسية نابضة بالحياة والفداء مع نهاية هذا العام، وإطلالة العام الجديد".

ويضيف أن الفلسطينيين عانوا لعقود طويلة من "التهميش والتجاهل وفقد الاتجاه ولا مظاهر للخروج من دوّامة هذا اليأس".

ويرى أن "العام الجديد هو عام فلسطين .. عام فلسطيني يطلّ من بين الركام الهائل".

"نحن الآن غيرنا"

ويقول: "نحن الآن غيرنا .. لم نهرم، نعم تعبنا، مُصابنا هائل، أرواحنا تكاد تقفز من صدورنا على صغارنا، وعلى أشلائهم، على أمّهاتنا المفجوعات، وعلى آلاف فقدوا أمّهاتهم وآباءهم وأخواتهم وخالاتهم وعمّاتهم وكلّ أقاربهم وجيرانهم، ومعارفهم وأصدقاءهم".

"نحن الآن غيرنا، فقد أصبحنا على بُعد أمتار من استكمال بناء الجسر، والعبور إلى مساحة الأمل .. أصبح لدينا ما بات يُسمّى القرن الفلسطيني، على حساب القرن الصهيوني، وربّما على أنقاض القرن الأمريكي".

ويختتم عبد المجيد سويلم مقالته قائلا: "عام فلسطين هو عام الإنسانية الخيّرة التي انتصرت لفلسطين، وانتقلت في تضامنها مع فلسطين من موقع الشعور بالفجيعة، والألم على أعداد الضحايا، ومن مواقع الحزن والإشفاق، إلى مراتب الحقّ والعدالة، وإلى فعل التصدّي للعدوان".

  • إسرائيل في "مأزق استراتيجي" بسبب حرب غزة - صحيفة هآرتس
  • "إسرائيل حولت مدينتي غزة وخان يونس إلى خراب" – الفاينانشال تايمز

صدر الصورة، Reuters

"بعد عام من السياسات الفاشلة، لا يمكننا الاعتماد على القادة"

ونختتم عرض الصحف بمقالة نسرين مالك في صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، التي عنونتها: "بعد عام من السياسات الفاشلة، لا يمكننا الاعتماد على القادة، ولحسن الحظ، أن لدينا أنفسنا".

ترى الكاتبة أنه من الواجب في مقالة تكتب بداية العام الجديد أن تحمل بشائر أمل إلى القراء، بالرغم مما عاناه الناس في العام الماضي. "إذ لا تزال الحرب في أوكرانيا مستمرة دون أن يلوح في الأفق أي حل .. وفي غزة، لا يزال الأطفال يُدفنون تحت الأنقاض، وكذلك مشاهد آبائهم وهم يودعونهم بطريقة لا يمكن تصورها. ولا يزال الرهائن الإسرائيليون وعائلاتهم عالقين في هذا الاشتباك الدموي، وأصبح الأمل في إطلاق سراحهم ووقف إطلاق النار بعيدا".

وتنحي الكاتبة على الحكومة البريطانية باللوم لتركيزها داخليا على سياسة واحدة، وهي "الهجرة بما يعنيه هذا من تشتيت للأسر، وصراع للحكومة مع سلطتها القضائية"، مشيرة بذلك إلى مخطط ترحيل المهاجرين إلى رواندا.

فجوة بين كلام السياسيين وما يراه الناس

وتشير الكاتبة إلى الإضرابات التي شهدتها بريطانيا في قطاعات مختلفة العامين الماضيين، وإلى بعض الإنجازات التي تحققت للمضربين.

كما تلفت إلى الاحتجاجات الكبيرة على القصف الإسرائيلي لغزة، ورفض القادة السياسيين الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وتقول إن تلك الاحتجاجات ينظمها الآلاف ممن يكرسون جهودهم لذلك ولكن لا يراودهم إلا "القليل من الطموح في تغيير الأمور"، وهذا هو الواقع الذي نعيشه – كما تقول – والذي "لن يعترف به القادة".

وهنا تكمن "الفجوة الكبيرة بين ما يقوله السياسيون وما يراه الناس"، ووجود تلك الفجوة هو ما يدفع إلى "تطور السياسة".

وتقول نسرين مالك إنها تنحدر من "جزء من العالم .. يوجد فيه في كثير من الأحيان نوع من الاستسلام .. للسلطات القائمة، بمجرد قمع ثورة أو احتجاج .. أو لأنه لا يوجد بديل".

"لا للاستسلام"

وترفض هذا "الشعور بالعجز" وتقول: "لا يزال هناك الكثير مما يجب العمل عليه"، فالفواتير لا تزال مرتفعة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية تعاني من الإرهاق، والمدارس تنهار حرفيا، والقنابل لا تزال تستمر في التساقط".

ثم تختتم مقالتها قائلة: "كل هذا يرسم طريقا .. نحو مستقبل قد لا يحسمه ما نقوم به اليوم على المدى القصير، ولكنه قد يكون حاسما على المدى الطويل .. سنة جديدة سعيدة".