المجد‏ ‏لله‏ ‏في‏ ‏الأعالي‏, ‏وعلي‏ ‏الأرض‏ ‏السلام‏, ‏وبالناس‏ ‏المسرة


تمر‏ ‏السنون‏ ‏يا‏ ‏ربي‏, ‏ونحن‏ ‏نحتفل‏ ‏بميلادك‏ ‏المجيد‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏نفسه‏, ‏وبالطريقة‏ ‏نفسها‏, ‏ولكن‏ ‏كيف‏ ‏لنا‏ ‏ياربي‏ ‏أن‏ ‏نعيد‏ ‏عيدا‏ ‏روحانيا؟‏ ‏كيف‏ ‏يمكننا‏ ‏يا‏ ‏إلهي‏ ‏أن‏ ‏نتخطي‏ ‏الترتيبات‏ ‏الأرضية‏ ‏ونسمو‏ ‏بأرواحنا‏ ‏للاحتفال‏ ‏السمائي‏, ‏لندخل‏ ‏إلي‏ ‏عمق‏ ‏محبتك‏ ‏المتجسدة؟‏ ‏فكيف‏ ‏لنا‏ ‏أن‏ ‏نمجد‏ ‏إخلاءك‏ ‏لذاتك‏ ‏من‏ ‏أجلنا‏, ‏بينما‏ ‏نحن‏ ‏غارقون‏ ‏في‏ ‏المظاهر‏ ‏الأرضية؟‏! ‏كيف‏ ‏نفرح‏ ‏فرحة‏ ‏المجوس‏ ‏حينما‏ ‏رأوا‏ ‏النجم‏, ‏فرحوافرحا‏ ‏عظيما‏ ‏جدا‏ ‏لنقبل‏ ‏نحن‏ ‏أيضا‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏الفرح‏ ‏العظيم‏ ‏في‏ ‏قلوبنا‏, ‏وهو‏ ‏الفرح‏ ‏ذاته‏ ‏الذي‏ ‏بشر‏ ‏الملائكة‏ ‏به‏ ‏الرعاة‏ ‏وهم‏ ‏ساهرون‏, ‏فلنسجد‏ ‏مع‏ ‏المجوس‏, ‏ولنسبح‏ ‏مع‏ ‏الرعاة‏, ‏ولننشد‏ ‏مع‏ ‏الملائكةقد‏ ‏ولد‏ ‏لنا‏ ‏اليوم‏ ‏مخلص‏ ‏هو‏ ‏المسيح‏ ‏الرب‏ ‏ويقربنا‏ ‏القديس‏ ‏باسيليوس‏ ‏الكبير‏ ‏لفكرة‏ ‏الفرح‏ ‏السمائي‏ ‏الحقيقي‏, ‏في‏ ‏قولهفلنعيد‏, ‏إذن‏ ‏لخلاص‏ ‏العالم‏! ‏بل‏ ‏لنعيد‏ ‏لميلاد‏ ‏البشرية‏! ‏فقد‏ ‏نقض‏ ‏اليوم‏ ‏الحكم‏ ‏الواقع‏ ‏علي‏ ‏آدم‏:‏إنك‏ ‏تراب‏ ‏وإلي‏ ‏التراب‏ ‏تعود‏, ‏بل‏ ‏سوف‏ ‏يسمع‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏: ‏لأن‏ ‏السماوي‏ ‏اتحد‏ ‏بك‏, ‏سوف‏ ‏ترفع‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏! ‏ليبتهج‏ ‏قلبي‏ ‏بذلك‏ ‏ولينطلق‏ ‏فكري‏! ‏ولكن‏ ‏لساني‏ ‏قاصر‏ ‏وكلامي‏ ‏عاجز‏ ‏عن‏ ‏التعبير‏ ‏عن‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏الفرح‏ ‏العظيم‏!.‏
كيف‏ ‏نحتفل‏ ‏بميلادك‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نعطيك‏ ‏المجد‏ ‏الحقيقي؟‏ ‏وهل‏ ‏من‏ ‏الممكن‏ ‏أن‏ ‏نحتفل‏ ‏بهذا‏ ‏التجسد‏ ‏العظيم‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نشكرك؟
كيف‏ ‏نحتفل‏ ‏احتفالا‏ ‏حقيقيا‏:‏بينما‏ ‏نحن‏ ‏بعيدون‏ ‏عن‏ ‏السلام‏ ‏السمائي؟فمازال‏ ‏صوتك‏ ‏يا‏ ‏إلهي‏ ‏مدويا‏ ‏من‏ ‏فوق‏ ‏الجبل‏ ‏قائلا‏:‏طوبي‏ ‏لصانعي‏ ‏السلام‏ ‏لأنهم‏ ‏أبناء‏ ‏الله‏ ‏يدعون‏ (‏مت‏5:9), ‏فبتجسدك‏ ‏يا‏ ‏ملكنا‏ ‏جعلتنا‏ ‏أبناء‏ ‏الله‏ ‏أبيك‏, ‏فهل‏ ‏من‏ ‏احتفال‏ ‏حقيقي‏ ‏دون‏ ‏سلام‏ ‏حقيقي؟‏! ‏هل‏ ‏نحن‏ ‏جادون‏ ‏في‏ ‏صنع‏ ‏السلام‏ ‏كي‏ ‏نستحق‏ ‏الاحتفال‏ ‏بتسجدك؟
كيف‏ ‏نحتفل‏ ‏بدون‏ ‏الفرح‏ ‏الحقيقي‏ ‏المرتبط‏ ‏بشخصك‏ ‏وليس‏ ‏الفرح‏ ‏الأرضي‏ ‏المرهون‏ ‏بالظروف‏ ‏والأحداث‏ ‏المحيطة‏ ‏بنا؟
أن‏ ‏نفرح‏ ‏بما‏ ‏قدمته‏ ‏لنا‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏هذا‏ ‏التجسد‏ ‏العظيم‏ ‏من‏ ‏ارتقاء‏ ‏وفرصة‏ ‏جديدة‏ ‏كي‏ ‏نحيا‏ ‏معك‏. ‏فمن‏ ‏منا‏ ‏يقف‏ ‏برهة‏ ‏من‏ ‏الوقت‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الأيام‏ ‏المباركة‏ ‏ليتأمل‏ ‏ما‏ ‏فعلته‏ ‏لأجلنا‏, ‏والمحبة‏ ‏العميقة‏ ‏التي‏ ‏عبرت‏ ‏عنها‏ ‏في‏ ‏وداعة‏ ‏وعمق؟‏ ‏وأخيرا‏ ‏يا‏ ‏إلهي‏:‏كيف‏ ‏يكون‏ ‏الاحتفال‏ ‏حقيقيا‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نسبحك‏ ‏تسابيح‏ ‏الفرح‏ ‏من‏ ‏عمق‏ ‏القلب‏ ‏المنسحق‏, ‏وليس‏ ‏من‏ ‏الشفاه؟
يا‏ ‏إلهي‏…‏لقد‏ ‏صالحت‏ ‏السمائيين‏ ‏مع‏ ‏الأرضيين‏ ‏بمعجزة‏ ‏تجسدك‏,‏وأعطيتنا‏ ‏النعمة‏ ‏أن‏ ‏نسبحك‏ ‏معهم‏ ‏فأهلنا‏ ‏ياسيدنا‏ ‏وملكنا‏ ‏أن‏ ‏نتعلم‏ ‏منهم‏ ‏كيفية‏ ‏الاحتفال‏ ‏الحقيقي‏ ‏بتجسدك‏, ‏فالتسبيح‏ ‏والشكر‏ ‏هما‏ ‏الجسر‏ ‏الذي‏ ‏تعبر‏ ‏من‏ ‏خلاله‏ ‏صلواتنا‏ ‏التي‏ ‏تشكل‏ ‏أساس‏ ‏علاقتنا‏ ‏الحقيقية‏ ‏معك‏.‏
أعطنا‏ ‏يارب‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏المبارك‏ ‏أن‏ ‏نحتفل‏ ‏احتفالا‏ ‏حقيقيا‏ ‏يناسب‏ ‏حبك‏ ‏الحقيقي‏ ‏وألا‏ ‏يقتصر‏ ‏احتفالنا‏ ‏علي‏ ‏ميلادك‏ ‏فقط‏ ‏بل‏ ‏أن‏ ‏نري‏ ‏أيضا‏ ‏ميلادنا‏ ‏فيك‏ ‏لأن‏ ‏منك‏ ‏الجميع‏ ‏ومن‏ ‏يدك‏ ‏أعطيناك‏.‏

تاريخ الخبر: 2024-01-07 21:21:56
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:23:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

بطائرات مسيرة.. استهداف قاعدة جوية إسرائيلية في إيلات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

"لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:22
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

5 نصائح للوقاية من التسمم الغذائي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:23:47
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

بعد 3 سنوات من الحكم العسكري.. تشاد تجري انتخابات رئاسية الي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية