____________________

قال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا في رسالته وعظته خلال قداس عيد الميلاد المجيد، مساء أمس السبت الموافق 6 يناير 2024:

بسم الآبن والابن والروح القدس الله واحد أمين، أهنئكم من كل القلب بعيد ميلاد ربنا يسوع المسيح له كل المجد، هذا العيد نستقبل فيه عام جديد، بل ونستقبل فيه رب المجد ذات نفسه. بدءا أحب أن أشكر كل الخدام والآباء، الذين نظموا هذا الحفل المقدس، ربنا يبارك فيهم وفي كل أعمالهم.

_تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأقباط المهجر وكندا .. وحضور القنصل العام السفير محمد فخري:

ثانيا أريد أن اشارككم تهنئة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أرسل لنا برقية تهنئة، وأحب أن اشارك معكم هذه الرسالة. وقال السيد الرئيس السيسي في رسالته لنا: “الأخوة والأخوات أقباط مصر في الخارج، إنه لم دواعي سروري أن أبعث إليكم بأخلص التهاني القلبية، وأصدق التمنيات، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، واغتنم هذه المناسبة الطيبة كي أعرب عن أمنياتي لك بدوام التوفيق والنجاح، داعيا الله تعالي ان يجعله عيدا مباركا، وأن يعيده عليكم بكل الخير والسعادة، وأن ينعم على مصرنا الغالية بدوام التقدم والرقي والازدهار، كل عام وأنتم بخير، سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي”.

كذلك يشاركنا في هذه المناسبة وهذا الاحتفال وهذا العيد الجليل، سعادة السفير محمد فخري القنصل العام لجمهورية مصر العربية في مونتريال، والسيدة الفاضلة زوجته السيدة شيرين وهبة، أهلا بكم معنا، نشكره سعادته من كل القلب حيث يسعدنا أن يشرفنا سعادته في كل الأحداث والمناسبات الخاصة بنا، ونشكر كذلك كل القنصلية المصرية، كل أحد يعمل فيها الله يباركه، ويعطيه أجرا حسنا سماويا.

_ أين يولد المسيح؟

أضاف أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” في عظته ورسالته بمناسبة عيد الميلاد المجيد: سؤال يسأل لكل إنسان أين يولد المسيح؟ وتبدأ القصة، أن الله خلقنا على صورته ومثاله، ولقد أعطانا الله هذه النعمة لنكون علي صورته، وهنا يقول معلمنا يعقوب “اقتربوا إلي، اقترب إليكم”، الله عندما خلق الإنسان، خلقه من فيض المحبة،

_ جاء الله ليقترب إلينا مرة أخري ..عطايا الله بلا ندامة .. والله يجدد الطبيعة التي فسدت:

أنتم تعملون أن الله محبة، وأن الله من فيض محبته خلق الإنسان، وأن هذا الإنسان يستطيع أن يعيش إلى الأبد من معية الله، ولكن السقوط، جعل الإنسان ينفصل عن الله، بل وهذه النعمة تفارقه، لكن عطايا الله بلا ندامة، لذلك جاء الله ليقترب إلينا مرة أخري، في الخطية، إن كانت هي انفصال عن الله، وإن كانت اختباء عن الله، كما رأينا عندما أخطأ آدم، سأله الله، أين أنت يا آدم؟ “فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت”ـ لأن العري لا يتحمله الإنسان للحظة، ولهذا يختبئ، ولهذا فارق الإنسان الله، وليس الله من فارق الإنسان، لأن الإنسان هو من يسقط عندما يخطئ. ولهذا جاء السيد المسيح، وولد من السيدة العذراء مريم، جاء ليأخذ طبيعتنا الخاطئة، وبما أنه هو الله، الذي لا تقدر الخطية عليه، بل يقدر أن يغفر الخطايا، وأيضا أن يجدد الطبيعة التي فسدت. والله قادر أن يسامح ويغفر، ولكن المغفرة ليست كافية لكي تجدد الطبيعة الإنسانية، ولذا جاء السيد المسيح ليعطينا الطبيعة الجديدة، التي بلا خطية.

_ جاء كفقير ومتواضع .. الله قريب من المنسحقي القلوب والمتواضع الأرواح يخلصهم:

أضاف أبو الأنبا بولس: ونحن نحتفل في هذا العيد بقدوم رب المجد، لكي يولد في كل واحد فينا، في قلب كل واحد فينا، ولهذا يقول المزمور 34 “قريب هو الله من المنسحقي القلوب، والمتواضع الأرواح يخلصهم”. وكما سمعنا في إنجيل اليوم، أن السيد المسيح جاء كملك، وقالوا “أين يولد ملك اليهود؟”. وهؤلاء المجوس جاء من بعيد، من مملكة فارس، وهي إيران حاليا، واستمر المجوس تقريبا حوالي عامين يبحثوا عن “الملك الجديد للأرض”، ولهذا نري أن الإنجيل المقدس يقول “أتوا، وسجدوا له”، ولكن كيف عرفوا الملك؟ عرفوه من النجم، الذي قادمهم، وعرفهم انه سيولد ملك لهذا العالم جديد، ويخلص العالم. لكن المجوس، كان يحسبون، وأنه كملك، سيولد في قصرا عظيما، ولكنه ولد في مزود صغير، وجاء كفقير ومتواضع، وهو يحب هذا.

ولذا من رأوه عددهم قليل جدا، من رأه في البداية، طبعا السيدة العذراء مريم، طبعا يوسف النجار، ونجد واحدة أخري تدعي حنة النبية، وسمعان الشيخ، وكذلك الرعاة الغلابة، وكذلك المجوس، 6 أنواع من البشر، رأوه.

_ الإنسان الأول: يجب أن تكون متضعا لكي يولد المسيح قلبك:

لكي يولد السيد المسيح في قلوبنا، تعالوا نري هذه الأنواع الست من البشر، السيدة العذراء كانت متضعة جدا، مع أنه قال الملاك لها ستلدين، وابن العلي يدعي، ولكنها قالت هوذا أنا أمة الرب، وقد سمعتهم في شهر كيهك الماضي، نقول أنزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع إيه؟ المتضعين .. حتي يولد المسيح في قلبك، يريد أن تكون متضعا، قلبا نقيا، اخلق فيا يا الله وروحا مستقيما جدد في أحشائي.

_ الإنسان الثاني، حارس السر الإلهي.. لكي يتكلم الله فيك ويقترب إليك:

الإنسان الثاني، هو يوسف النجار، ونسميه حارس السر الإلهي، وكان رجلا متواضعا، وكان صامتا، والصمت علامة الرضاء والشبع الروحي، ويقول القديسون “سكت فمك، فمك لكي تسكت أفكارك، وسكت أفكارك لكي يسكن قلبك. ومن يتحدث كثيرا، افكاره تتبعه، ومشاعره تهتز وتتعارض مع بعضها، ولهذا يقول القديسون: “سكت قلبك، وسكت عقلك، وسكت أفكارك، لكي يتكلم الله فيك، ويقترب إليك”.

_عينيا قد أبصرت خلاصك .. اجعل لبس المسيح “سترك”:

الإنسان الثالث، حنة النبية، سيدة عمرها أكثر من 80 عاما، وعندما رأت السيد المسيح، مجدته، ليس بالسن، ولكن بالتمجيد، والإنسان الرابع، هو سمعان الشيخ، كبير في السن، وقال “أطلق عبدك بسلام، لأن عيني قد أبصرت خلاصك. بعد ذلك من حيث نوعية البشر، نري أشخاص أغنياء وآخرون فقراء، الفقراء هم الرعاة، الذين يسهرون على رعاية أغنامهم، أما الأغنياء فهم المجوس، الذي جاءوا ومعهم ذهب ولبان ومر، لكي يولد ويقترب المسيح داخلك، يجب أن تكون بعيدا عن الأنا، وتقول “لا أنا بل أنت يا رب”. وأود أن اشارككم، روح الرب داخلنا يعطينا الكثير من الثمار، “ألأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح”. يا أحبائي اجعلوا ليس المسيح هو ستركم، وكل واحد فينا يلبس المسيح بأعماله الحسنة، تجدوا فيه ثمار الروح القدس، وتتحد فيكم ثمار السمائيات والأرضيات، أرجو أن تحفظوا وترددوا هذه الآية طوال أيام أعياد الظهور الإلهي، حتي فترة عيد الغطاس، والمجد لله في الأعالي، في السماء وعلي الأرض، وربنا يعطي السلام لكل المسكونة وسكانها، ونصلي من أجل السلام في الشرق الأوسط، ونصلي من أجل أن تنتهي كل الحروب، ونصلي لأجل أن يضع الله سلامه ليس فقط علي الأرض، ولكن أيضا في قلوب البشر، ونقول له “يا ملك السلام، أعطنا سلامك، وقرر لنا سلامك، إلي الأبد آمين. وكل سنة وأنتم حضراتكم طيبين، لإلهنا المجد الدائم إلي الأبد آمين.

_ صلاة قداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة السيدة العذراء مريم في بروسار:

هذا ويذكر أن نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، صلي قداس عيد الميلاد المجيد مساء أمس السبت الموافق 6 يناير في كنيسة السيدة العذراء مريم في بروسار بإقليم الكيبيك الكندي، وسط مشاركة عدد كبير من شعب الكنيسة والكنائس الأخرى، وشارك نيافته في خدمة القداس الآباء الأجلاء أبونا الحبيب والغالي القمص سيرافيم يوسف، وأبونا الحبيب والغالي أبونا تادرس المصري، وأبونا الحبيب والغالي أبونا كيرلس مراد، كهنة كنيسة السيدة العذراء مريم في بروسار.